حكاية عم إدريس الذي وضع الملك فؤاد صورته على الجنيه بسبب حلم!
العملات المالية من الأمور الهامة التي توثق التاريخ، وإن كان البعض منها يرتبط بقصص غير مألوفة تشير إلى الدلالات التاريخية أو السياسية التي تكون ذات صلة وثيقة بفترات أو أشخاص في نفس حقبة صدورها.
ومن أكثر العملات المثيرة، هي "جنيه الفلاح"، والذي حمل صورة لرجل أسمر بملامح مصرية خالصة، ولكن المفاجأة أنه لم يكن مناضلًا أو زعيمًا سياسيًا، بل كان فلاحًا بسيطًا ترجع أصوله إلى الأهالي الوافدين من جنوب مصر للعمل في حاشية الملك وخدمته، وصلت به المقادير إلى أن يكون على صورة الجنيه الذي جرى صكه عام 1924، كأول جنيه ملكي في عهد الملك فؤاد الأول، حاكم مصر والسودان في ذلك الوقت.
حكاية إدريس الأقصري
أمّا الفلاح صاحب صورة الجنيه، فهو "عم إدريس" أو إدريس الأقصري، كان أحد أفراد الحاشية، ولم يكن حينها من المقربين، إذ عمل كبستاني في قصر الملك فؤاد، قبل أن يصبح ملكًا.
وتقول القصة إن عم إدريس رأى في منامه أن فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا سيصبح ملكًا على مصر.
وبالفعل، حكى الجنايني لـ فؤاد، الذي كان قد تجاوز الثامنة والأربعين من العُمر، ففرحَ وارتعش جسمه، ووعده بوضع صورته على الجنيه المصري، إذا تحقق هذا الحلم المستحيل، لأن فؤاد لم يكن موجودا في الترتيب الملكي لمصر.
قصة جنيه الفلاح
ولكن حدثت المفاجأة بعد وفاة السلطان حسين كامل فى 9 أكتوبر 1917م، إذ تنازل الأمير كمال الدين حسين (ابن السلطان حسين كامل) عن حقوقه في تولّي السلطنة المصرية؛ فأصبح فؤاد (شقيق السلطان حسين كامل) هو حاكم مصر، وحصل على لقب ملك، وهو أول ملك في العصر الحديث..وذلك فى مارس 1922م، وبعد ذلك صدر القانون رقم 25 لسنة 1922م، الخاص بنقل نظام وراثة العرش إلى أبناء الملك فؤاد فقط.
ووفقًا للرواية المتناقلة، فإن فؤاد لم ينس وعده لعم إدريس، فاستدعاه من قصر الزعفران وقال له :"تحققَ حلمك.. وأصبحتُ سلطان مصر، وستكون صورتك على أول جنيه تصدره حكومتي".
وبالفعل، نفّذ الملك فؤاد الأول وعده، وصدر جنيه إدريس الفلاح في 8 يوليو 1928م، ويُطلق على هذا الجنيه “جنيه عم إدريس”.
حكاية الأمير المجنون الذي حاول قتل الملك فؤاد وهروبه من المصحة العقلية
أزمة الشوارب .. قصة ”الشنب ” الذى أثار غيرة الملك فؤاد واستفزاز وزير الداخلية