أطفال السودان في مرمي النيران.. خطر المجاعة والأمراض يُهدد الملايين وتجنيدهم من قبل الدعم السريع ينتهك حقوقهم
يدفع أطفال السودان أغلي ثمن لحرب لم يختاروها، فمنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع يتعرض الأطفال في مناطق القتال لمخاطر كثيرة لا سيما في الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، فمئات الأطفال قتلوا جراء الاشتباكات العنيفة، أو بسبب الأمراض والانتهاكات، بينما تُهدد أخطار المجاعة ملايين من أطفال السودان، فضلًا عن تجنيد آلاف من الأطفال للقتال ضمن قوات الدعم السريع.
230 ألف طفل سوداني وامرأة مهددون بالموت جوعًا
وحذرت منظمة "سيف ذي تشيلدرن"، اليوم الأربعاء، من أن نحو 230 ألف طفل وامرأة حامل أو أنجبن للتو مهددون بالموت جوعًا منذ اندلاع الحرب التي أدخلت السودان في "واحدة من أسوأ الأوضاع الغذائية في العالم وفق ما قال المدير المحلي لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" عارف نور في بيان.
وأكدت المنظمة أن أكثر من 2.9 مليون طفل يُعانون من سوء التغذية، و729 ألف طفل إضافي دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد" وهو أخطر أشكال الجوع.
اليونيسف: السودان يسجل أكبر عدد من الأطفال النازحين في العالم
وكانت منظمة اليونيسف قد دعت العالم إلى عدم غض الطرف عن مأساة أطفال السودان التي أصبحت الآن أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، بعد مرور ثلاثمائة يوم على الحرب التي اندلعت في أبريل من العام الماضي، وتسببت في موجة من الفظائع ضد أطفال السودان.
وكشفت المنظمة عن أن السودان سجل أكبر عدد من الأطفال النازحين في العالم.
وأفاد المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر بتهجير أربعة ملايين طفل سوداني- أي 13.000 طفل كل يوم لمدة 300 يوم، مشيرًا إلى أن الأمل تلاشى وفقد الناس الأمان والممتلكات، فيما انفصل الأصدقاء وأفراد الأسر عن بعضهم البعض أو فقدوا.
ودعت المنظمة الأممية إلى توقف القتال، محذرةً من أن المزيد من التصعيد للحرب سيجبر أعداداً متزايدة من الأطفال على الفرار من منازلهم، ويعرّضهم لخطر العنف وسوء المعاملة والاستغلال.
700 ألف طفل فلسطيني يُعانون من أخطر أنواع سوء التغذية
وأشار إلدر إلى أن أكثر من 700 ألف طفل من المحتمل أن يعانوا من أخطر أشكال سوء التغذية هذا العام، قائلًا: "لن نتمكن من علاج أكثر من 300.000 ألفا منهم دون تحسين الوصول والدعم الإضافي. ومن المرجح أن يموت عشرات الآلاف".
ولفت إلدر إلى ارتفاع حالات القتل والعنف الجنسي والتجنيد بمقدار خمسة أضعاف عما كانت عليه قبل عام. "وهذا يعادل أعدادا مرعبة من الأطفال الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم. وهذه الأرقام ليست سوى غيض من فيض".
وناشدت اليونيسف الحصول على 840 مليون دولار أمريكي للوصول إلى 7.6 مليون من الأطفال الأكثر ضعفاً في السودان بالمساعدات الإنسانية خلال عام 2024.
وقال جيمس إلدر إنه وعلى الرغم من حجم الاحتياجات، فإن التمويل الذي سعت اليونيسف للحصول عليه في العام الماضي لنحو ثلاثة أرباع الأطفال لم يكن في المتناول.
الأمراض تفتك بأطفال السودان
قال القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، بيتر غراف إن الوضع في السودان بمثابة "عاصفة كاملة" حيث النظام الصحي لا يعمل بشكل جيد، وبرنامج تحصين الأطفال ينهار، والأمراض المعدية تنتشر.
وحذرت منظمتا اليونيسف والصحة العالمية من خطر حدوث أعداد كبيرة من الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين الأطفال في السودان بسبب تزايد الاضطرابات في النظام الصحي، واصفة ذلك بأنه "أمر غير مقبول".
وبسبب الافتقار إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة والبيئة النظيفة والصحية والرعاية الصحية والعديد من الخدمات الأساسية، فإن خطر الوفاة بسبب مضاعفات الولادة، وانخفاض معدلات التطعيم، وفاشيات الأمراض، وسوء التغذية آخذ في الارتفاع بسرعة.
وأعلنت وزارة الصحة الاتحادية في 26 سبتمبر الماضي تفشي الكوليرا في ولاية القضارف، ثم في ولايتي الخرطوم وجنوب كردفان في 7 أكتوبر. وأُبلغ أيضًا عن حالات مشتبه فيها في ولاية الجزيرة.
ومن جانبها، شددت ممثلة اليونيسف في السودان، مانديب أوبراين، على ضرورة أن يتوقف القتال الآن: "فالأضرار التي تلحق بالأطفال غير مقبولة. ويحتاج الشركاء في مجال الصحة بشكل عاجل إلى أن تتوفر لهم القدرة على الوصول والموارد لمساعدة السودان على إنقاذ صحة ورفاه أطفاله".
بدوره، قال الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان: "إن الرعاية الصحية الأولية باتت بعيدة عن متناول ملايين السودانيين في وقت هم في أمس الحاجة فيه إلى الرعاية الصحية.... لقد حان الوقت الآن لوقف الهجمات على الرعاية الصحية، وضمان الوصول الآمن دون عوائق، وتوفير الموارد الكافية للعمليات الصحية. لكن السلام هو الحل في نهاية المطاف".
تجنيد أطفال السودان
ومن ناحية آخري، كشف المسؤول السوداني عن ملف الطفولة الدكتور عبد الله، عن كارثة لا تقل أهمية عن مشكلة سوء التغذية التي يُعاني منها أطفال السودان، فقد قال إن «نحو مائتي طفل كانوا يقاتلون ضمن قوات الدعم السريع في معارك بليلة في ولاية غرب كردفان، وأن أكثر من 4 آلاف طفل قاتلوا مع هذه القوات في معارك الخرطوم ودارفور».
وأضاف عبد الله في تصريحات صحفية أن «السودان تقدم بشكوى دولية بشأن تلك الانتهاكات» المتعلقة بتجنيد الأطفال إلى الأمم المتحدة، لكنه اشتكى من أن «تفاعل المؤسسة الأممية مع قضايا أطفال السودان بطيء جداً".
اقرأ أيضًا
عاجل .. الجيش السوداني يتعهد بالتحقيق في فيديو قطع الرؤوس
الخارجية السودانية تُحمل قوات الدعم السريع مسؤولية تعطيل مفاوضات جدة
هدنة مرتقبة في السودان قبل رمضان وسط الأوضاع المأساوية والعمليات القتالية