حظر تيك توك يُشعل أمريكا.. بايدن يؤيد فكرة المشروع خوفًا على أمن البيانات وترامب يُعارض خوفًا من إصابة الأطفال بالجنون
أثار مشروع قانون حظر تيك توك الذي يعكف مجلس النواب الأمريكي على مناقشته ثورة غضب كبيرة، وانقسم الشارع الأمريكي بين مؤيد ومعارض لحظر التطبيق، بسبب مخاوف كبيرة متعلقة بالأمن القومي الأمريكي، خاصة بعد النفوذ العالمي للصين في وقت تراجعت فيه العلاقات الأمريكية الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
حظر تيك توك في أمريكا
وأعلن مجلس الشيوخ الأمريكي عن تسريع التصويت على حظر تطبيق تيك توك هذا الأسبوع، وذلك عن طريق انسحاب شركة بايت دانس الصينية ستة أشهر من تطبيق الفيديو القصير، أو مواجهة حظر أمريكي بعد أن وافقت اللجنة بالإجماع على الإجراء يوم الخميس الماضي.
وطبقًا لـ «رويترز» فإن تصويت لجنة الطاقة والتجارة بأغلبية 50 صوتًا مقابل صفر يُمثل الزخم الأكثر أهمية لحملة القمع الأمريكية على تطبيق تيك توك، والذي يستخدمه نحو 170 مليون مستخدم أمريكي.
وأكد زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيف سكاليز، عبر حسابه الشخصي على شبكة «إكس»، أن المُشرعين سيصوتون هذا الأسبوع لإجبار تيك توك على قطع علاقاتهم مع الحزب الشيوعي الصيني، وقبل التصويت حصل المشرعون على إحاطة سرية مغلقة حول مخاوف الأمن القومي بشأن ملكية تيك توك الصينية.
وأوضح المشرعون أن القصد من الحظر ليس التخلص من "تيك توك" ولكن منع شركة صينية من الوصول للبيانات الأمريكية.
ومن المنتظر أن يصوت مجلس النواب، غدًا الأربعاء، على تشريع يمنح بايت دانس مهلة نهائية سريعة لسحب استثماراتها من التطبيق الذي يستخدمه 170 مليون أمريكي.
وكان عدد متزايد من المشرعين الأمريكيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري قد أعربوا عن قلقهم بشأن إمكانية وصول التطبيق إلى بيانات أكثر من 150 مليون مستخدم في الولايات المتحدة.
الأمن القومي الأمريكي
وتزامن مناقشة مشروع قانون حظر تيك توك مع التقرير السنوي الذي أصدره مكتب مدير المخابرات الوطنية عن التهديدات العالمية أمس، بما فيه مقطع يقول إن الصين استخدمت تيك توك لاستهداف مرشحين من كلا الحزبين السياسيين خلال دورة انتخابات التجديد النصفي الأمريكية خلال 2022.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، ذكر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر وراي أنه يوجد مخاوف كبيرة متعلقة بالأمن القومي مرتبطة بـ تيك توك، مكرراً تحذيراته السابقة بشأن هذه المنصة.
تيك توك تُعلق في بيان رسمي
من جانبها، ردت «تيك توك» في بيان رسمي مؤكدة أنها لم ولن تُشارك بيانات المستخدم الأمريكية مع الحكومة الصينية، مؤكدة أن مشروع القانون يرقى إلى مستوى الحظر وليس من الواضح ما إذا كانت الصين ستوافق على أي عملية بيع، أو أنه يمكن انسحابها من السوق الأمريكية في غضون ستة أشهر.
وقالت الشركة إن هذا التشريع له نتيجة مُحددة مسبقًا وهي حظر كامل لـ«تيك توك» في الولايات المتحدة، حيث تحاول الحكومة تجريد 170 مليون أمريكي من حقهم الدستوري في حرية التعبير، مؤكدة أن هذا سيضر ملايين الشركات، ويحرم الفنانين من الجمهور، ويدمر سبل عيش عدد لا يحصى من المبدعين في جميع أنحاء البلاد، ويحرم 5 ملايين شركة صغيرة من منصة تعتمد عليها للنمو وخلق فرص العمل.
خلاف بين بايدن وترامب حول حظر تيك توك
ويؤيد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشدة مشروع حظر "تيك توك" رغم أنه فاجأ الجميع بإطلاق حملة انتخابية على تيك توك بحثًا عن استقطاب فئة الشباب.
وقال بايدن إنه سيوقع تشريعًا يمنح شركة "بايت دانس" الصينية، مهلة للتخلص من السيطرة على تطبيق "تيك توك" ببيع أسهم الشركة في غضون 6 أشهر أو مواجهة حظره من متاجر التطبيقات الأمريكية.
ورغم أن جهود حظر تطبيق تيك توك بدأت منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي حاول حظر التطبيق في عام 2020 دون جدوى، إلا أن ترامب حذر، أمس، من خطر حظر تطبيق تيك توك على الأطفال؛ مشيرًا إلى أنه قد يضر بهم ويصيب بعضهم بالجنون.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، قال ترامب إن حظر تيك توك قد يؤثر على الشباب؛ مضيفاً أن "هناك الكثير من الأطفال الصغار على تيك توك الذين سيصابون بالجنون بدونه.. هناك الكثير من الأشياء الجيدة وهناك الكثير من الأشياء السيئة في تيك توك".
وحذر ترامب أيضًا من أن حظر تيك توك يُمثل تهديدًا للأمن القومي، مشيرًا إلى أنه لن يؤدي إلا إلى تعزيز موقع فيسبوك الذي ينتقده بشدة.
وقال ترامب لشبكة (سي.إن.بي.سي): "لا أتطلع إلى مضاعفة حجم فيسبوك. وإذا حظرتم تيك توك، فسيكون فيسبوك وغيره، ولكن في الغالب فيسبوك، المستفيد الأكبر. وأعتقد أن فيسبوك يفتقر للأمانة بشدة".
تيك توك يحشد مستخدميه قبل حظر التطبيق
وكثف تيك توك جهوده لمحاربة مشروع قانون حظره في أمريكا، حيث نبه التطبيق الملايين من مستخدميه في الولايات المتحدة بشأن هذا الإجراء، الذي من شأنه أن يجبر بايت دانس على بيع تيك توك حتى يظل التطبيق متاحًا في متاجر التطبيقات الأمريكية.
ويقول الإشعار: "تيك توك مُعرض لخطر الإغلاق في الولايات المتحدة"، "اتصل بممثلك الآن" ثم تظهر رسالة داخل التطبيق ترشد المستخدمين إلى "التحدث الآن قبل أن تجرد حكومتك 170 مليون أمريكي من حقهم الدستوري في حرية التعبير، كما يوفر للمستخدمين اختصارًا للاتصال بمكتب ممثلهم إذا قاموا بإدخال الرمز البريدي الخاص بهم.
ويقال إن هذه التنبيهات لها بالفعل تأثير كبير، وقالت مراسلة بوليتيكو أوليفيا بيفرز إن موظفي مجلس النواب أبلغوا أن مكاتبهم تغمرها المكالمات، وقال أحد الموظفين في منصة X "إننا نتلقى الكثير من المكالمات من طلاب المدارس الثانوية يسألون عن هوية عضو الكونجرس.
من ناحية آخري، قال النائب مايك غالاغر، الذي يرأس اللجنة المختارة التي قدمت مشروع القانون، إن الإشعارات الفورية "تتعارض مع العملية التشريعية".
كما تُعارض جماعات الحقوق الرقمية هذا الإجراء، وقد وصفه اتحاد الحريات المدنية الأمريكي بأنه "غير دستوري"، في حين تقول مجموعات أخرى إن تشريع الخصوصية الشامل سيكون وسيلة أكثر فعالية لحماية بيانات الأمريكيين.
استطلاع للرأي: ما يقرب من نصف الأمريكيين يؤيدون حظر تيك توك
ووفقًا لمسح أجرته رويترز حول حظر تيك توك، أيد ما يقرب من نصف البالغين الأمريكيين فرض حظر على تطبيق تيك توك.
وقال حوالي 47 % من المشاركين في الاستطلاع أنهم يؤيدون إلى حد ما على الأقل حظر تيك توك، من الاستخدام في الولايات المتحدة"، بينما عارض 36% الحظر، و 17 % قالوا لم يعرفوا.
وأظهر الاستطلاع أن 58 % من الجمهوريين يفضلون الحظر، مقارنة بـ 47 % من الديمقراطيين.
كما كشف الاستطلاع عن مخاوف عميقة بين الأمريكيين بشأن النفوذ العالمي للصين في وقت تراجعت فيه العلاقات الأمريكية الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر وراي في مارس إن الحكومة الصينية يمكن أن تستخدم تيك توك للتحكم في البرامج الموجودة على ملايين الأجهزة ودفع الروايات لتقسيم الأمريكيين، مضيفًا أن التطبيق "يصرخ" بشأن مخاوف الأمن القومي، وفقاً لموقع gadgets360.
اقرأ أيضًا
ابتلع 10 مغناطيسات... تحدي على تيك توك يقتل طفلا بطريقة مروعة