حكايات الفانوس.. كيف ارتبط باحتفالات شهر رمضان في عهد الفاطميين
الفوانيس من أهم مظاهر الاحتفال في شهر رمضان المبارك، فرؤيتها وهي تضيء الشوارع وتٌزيّن المنازل، من شأنه أن يدخل السرور إلى القلوب للكبار والصغار، باعتباره أحد المعالم الفلكلورية للاحتفال بالشهر الفضيل في مصر.
ولكن ما هي الحكاية الحقيقية وراء ظهور الفوانيس وتحولها إلى رمز الاحتفال بشهر رمضان.
بداية استعمال الفانوس
أما معنى كلمة فانوس في اللغة الإغريقية فهو الإضاءة أو الإنارة، أما في اللغة العربية فيطلق عليه أسماء متعددة مثل: السراج والفتيلة الموقودة والقنديل والمصباح.
وقد عرف المسلمون في عصر صدر الإسلام الفوانيس واستعملوها، ولكنها لم تكن ترتبط بشهر رمضان، وإنما كانت تُستعمل فقط في الإنارة في الليل.
أما ارتباط الفانوس باحتفالات رمضان، فظهر في القاهرة الفاطمية، ومنها انطلق إلى دول العربية مثل حلب ودمشق والقدس وغزة.
وتذكر كتب التاريخ مجموعة من الروايات المتباينة عن استعمال الفانوس في رمضان.
ارتباط الفانوس بالفاطميين
تقول الرواية الأولى أنه في اليوم الذي دخل المعز لدين الله الفاطمي فيه مدينة القاهرة قادمًا من المغرب في 5 رمضان عام 357 هجري، خرج المصريون في موكب كبير أشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية للترحيب به، ولذلك كانوا يحملون الفوانيس الملونة والمزينة لإضاءة الطريق له، ومنذ ذاك الحين بقيت الفوانيس تُضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادة يلتزمون بها كل عام في الشهر الكريم.
حكايات عن فوانيس رمضان
أمّا الرواية الثانية فتقول إن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه لينيروا له الطريق حاملين فوانيس، ويبدؤن بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيرًا عن سعادتهم باستقبال الشهر الفضيل.
بينما تقول الرواية الثالثة أنه في العصر الفاطمي في عهد الحاكم بأمر الله في القرن العاشر الميلادي، لم يكن مسموحًا للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان، بشرط أن يسبقهن غلام يحمل فانوسًا لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق، لكي يبتعدوا، وبعد زوال الدولة الفاطمية استمر الأطفال في الخروج إلى الشوارع يحملون فوانيس مضيئة يلعبون بها.
أقرأ أيضا:
الفول المدمّس والشورية والفانوس أبو شمعة.. طقوس شادية للاحتفال بشهر رمضان