ميناء غزة المؤقت أحدث السيناريوهات الأمريكية ”الخبيثة” لتهجير أبناء غزة.. اقترحه بايدن ووافقت عليه إسرائيل

الوضع في غزة
الوضع في غزة

أثار مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنشاء ميناء مؤقت علي شواطئ غزة لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، مخاوف من استغلال المأساة التي يعيشها سكان القطاع لتحقيق مخطط التهجير، فضلًا عن موجة الغضب التي آثارها وسط تأكيدات فلسطينية رسمية برفض إقامته، خاصة وأن آلية عمله خاضعة للشروط الإسرائيلية، ولكن في نفس الوقت حظي بدعم بعض الدول الأوروبية التي رحبت بفكرة إنشاء الميناء.

ويواجه سكان غزة، لا سيما محافظتي غزة والشمال، جراء الحرب الإسرائيلية مجاعة شديدة في ظل شح في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تُحاصره إسرائيل منذ 17 عامًا.

ميناء مؤقت في غزة

دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الجيش الأمريكي إلى إنشاء ميناء مؤقت في غزة لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وقال بايدن إنه "وجّه الجيش الأمريكي لقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف مؤقت في البحر الأبيض المتوسط على ساحل غزة، يُمكنه استقبال سفن كبيرة محمّلة بالغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة" ومن شأنه أن "يتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم، ومؤكدًا أن ذلك لا يُعني أن الولايات المتحدة ستنشر جنودًا لها على الأرض في قطاع غزة.

وأضاف بايدن "أعمل بدون توقف للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار يستمر لمدة ستة أسابيع على الأقلّ".

كما خاطب القادة الإسرائيلين قائلاً: "لا يُمكن للمساعدات الإنسانية أن تكون مسألة ثانوية أو ورقة مساومة، وإنّ حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء يجب أن تكون الأولوية".

تفاصيل إنشاء ميناء غزة المؤقت

كشف مسؤولون أمريكيّون عن تفاصيل إنشاء ميناء غزة المؤقت، حيث أكدوا أن إنشاء الميناء سيستغرق عدة أسابيع وأن السلطات الإسرائيلية قد تبلّغت بذلك.

وأشارت شبكة "سي بي أس نيوز" الأمريكية، إلى أن مُتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، كشف عن أن الجيش الأمريكي يعكف حاليًا على تحديد القوات العسكرية التي سيتم نشرها لإنشاء ميناء غزة المؤقت، والذي سيكون بمثابة نقطة إيصال للمساعدات الإنسانية والغذائية القادمة عبر ممر بحري من جزيرة قبرص، موضحًا أن الهدف النهائي للولايات المتحدة، هو توصيل نحو مليوني وجبة غذائية يوميًا لمواطني غزة، مُشيرًا إلى أن عملية التخطيط وتنفيذ إنشاء الميناء المؤقت ستستغرق "عدة أسابيع".

وأفادت البنتاجون بأن العملية قد تتطلب نشر ما يصل إلى ألف جندي أمريكي، لكن القوات الأمريكية لن تكون موجودة على أرض غزة نفسها، وإنما ستكون منتشرة على السفن قبالة شواطئ القطاع، كما أشارت إلى أن واشنطن تعمل على وضع التفاصيل النهائية للعملية بالتنسيق مع دول شريكة في المنطقة.

وستُغادر المساعدات المذكورة، بحسب مسؤولين أميركيين، من مدينة لارنكا في قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي الأقرب جغرافياً إلى غزة.

موقف إسرائيل من ميناء غزة المؤقت

بدورها، رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة، وأكدت أن إيصال المساعدات لغزة سيتم بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقًا للمعايير الإسرائيلية، مبينة أن ذلك سيمكن من زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.

ميناء غزة المؤقت يُثير مخاوف من تهجير الغزاويين

ومن جانبها، قالت الخارجية الفلسطينية في بيان، إن تركيز إسرائيل على إعطاء الموافقات على فتح ممرات بحرية ومنع مرور المساعدات برياً عن طريق المعابر، هدفة تطبيق خطة حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتكريس الاحتلال والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتهجير أنباء الشعب الفلسطيني.

وقالت بوقت سابق إن الممر تترتب عليه مخاطر تستهدف الوضع الديموغرافي في قطاع غزة، في ضوء عمليات القتل والتجويع وقطع شريان الحياة عن القطاع.

فيما، لم تُعلق حركة حماس على "الميناء الأمريكي" و"الممر القبرصي" لإدخال المساعدات، لكن برزت أصوات في السلطة الفلسطينية تخشى من استغلال ميناء عزة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

أما المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري فقد ندد بالاقتراح الأمريكي معتبرًا أنه "خبيث" إذ أن الولايات المتحدة تُقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعمًا ماليًا لإسرائيل.

وقال: "للمرة الأولى أسمع أحدًا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفًا بحريًا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني".

فيما، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي رباح، أن إدارة الرئيس الأمريكي تُمارس التضليل الإعلامي في سعيها لإنشاء ميناء بحري من قبرص لغزة، مؤكدًا أن ذلك يُمثل مخرجًا لإسرائيل من المطالبات الدولية بفك الحصار عن القطاع.

وأوضح رباح، أن الممر البحري يوفر لإسرائيل الذريعة لمواصلة حصار القطاع وحرمان مئات الآلاف من السكان من المساعدات الإنسانية، خاصة وأن الخطوة تأتي بدون تنسيق مع المؤسسات الفلسطينية الرسمية.

وأضاف: "واشنطن لديها القدرة على ممارسة الضغوط على إسرائيل وإقناعها بإدخال المساعدات من معبر رفح البري؛ لكن إدارة بايدن تريد توفير الغطاء للجيش الإسرائيلي من أجل الاستمرار في حربه على غزة واجتياح مدينة رفح".

صحف عالمية: خطة بايدن لإنشاء ميناء عائم بغزة جريئة لكن محفوفة بمخاوف

وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن خطة الولايات المتحدة لبناء ميناء عائم قبالة ساحل غزة تعد خطوة جريئة لا تخلو من مخاوف جدية من أن الإغاثة التي ستجلبها لن تكون كافية، وستكون متأخرة للغاية بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة.

وأشارت إلى أن المفتشين الإسرائيليين سيوجدون في ميناء لارنكا القبرصي لفحص شحنات المساعدات، مما يمنح تل أبيب السيطرة على تنظيم التدفق بذريعة التدقيق الأمني.

فيما، نبهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى تحذuير طواقم الإغاثة من أن الممر البحري الذي اقترحه بايدن لا يُمكن له أن يُشكل بديلًا لفتح مزيد من الطرق البرية للشاحنات.

وأشار خبراء إلى أن إنشاء البنية التحتية للممر الجديد سيستغرق بعض الوقت، كما أنه لن يحل مشكلة أساسية تتمثل في توزيع المساعدات داخل غزة في ظل تواصل القصف الإسرائيلي العنيف.

دول داعمة لـ ميناء غزة المؤقت

على الجانب الآخر، أيدت عدة دول عربية وغربية قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

وفي بيان صحفي مشترك أعلنت المفوضية الأوروبية وجمهورية قبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وهولندا واليونان، تأييدها للولايات المتحدة بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال البيان المشترك إن "الوضع الإنساني في غزة مأساوي، إذ هناك عائلات وأطفال فلسطينيون أبرياء في حاجة ماسة إلى الضروريات الأساسية".

وأضاف: "لهذا السبب، تُعلن اليوم المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وجمهورية قبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن عزمها فتح ممر بحري لتوصيل الإمدادات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها. بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عن طريق البحر".

وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، إن بلاده ستتعاون مع الولايات المتحدة لفتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة.

وقال كاميرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إلى جانب الولايات المتحدة، تعلن بريطانيا وشركاؤها فتح ممر بحري لتوصيل المساعدات مباشرة إلى غزة".

وكانت قبرص أعلنت في وقت سابق عن إنشاء مبادرة "أمالثيا"، لتحديد آلية لشحن المساعدات بشكل آمن من قبرص إلى غزة عبر البحر، وسيكون جزءً من تمكين الجهد المشترك لإطلاق ممر بحري.

وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إن ممر قبرص البحري يهدف لنقل "المساعدات لقطاع غزة وتخفيف الضغط عن الطرق البرية"، على أن يكون الممر "مستداماً ويساهم بشكل رئيسي في رفع المعاناة عن المدنيين في غزة".

وفي حديثها في قبرص، قالت فون دير لاين إن غزة "تواجه كارثة إنسانية"، وإن الممر البحري سيمكن من إيصال كميات كبيرة من المساعدات الإضافية.

وأضافت أن الشحنة التجريبية من المساعدات ستأتي بالتنسيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة المساعدات العالمية للمطبخ المركزي.

اقرأ أيضًا

الرئيس الأمريكي جو بايدن يغطي على جرائم إسرائيل بهذه الطريقة

عاجل .. مصر تعلن ضخ 30 ألف وجبة إفطار وسحور يوميًا في رمضان لقطاع غزة

عاجل: قصف جوي على قاعدتي الجيش الأمريكي شرقي سوريا

تم نسخ الرابط