هدنة مرتقبة في السودان قبل رمضان وسط الأوضاع المأساوية والعمليات القتالية

السودان
السودان

يُعاني السودان منذ اندلاع الصراع بين قوات الجيش السودانى والدعم السريع فى منتصف أبريل 2023 من أوضاع معيشية متدهورة، تتمثل في قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والنهب والاغتصاب والتهجير القسري وإحراق القرى.

هدنة مرتقبة في السودان

وكشفت مصادر دبلوماسية عن أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدرس الدعوة إلى وقف فوري للأعمال القتالية قبل شهر رمضان في الحرب المستمرة منذ عام تقريبًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

و يتفاوض المجلس المؤلف من 15 عضوًا على مشروع قرار صاغته بريطانيا، وقال دبلوماسيون إنه قد يُطرح للتصويت غدًا الجمعة.

ويحتاج قرار مجلس الأمن إلى موافقة تسعة أعضاء على الأقل وعدم استخدام حق النقض من جانب الولايات المتحدة أو روسيا أو بريطانيا أو الصين أو فرنسا.

ويدعو مشروع القرار جميع الأطراف إلى ضمان إزالة أي عقبات، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر مختلف النقاط، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".

السودان يواجه أكبر أزمة جوع

ويعاني السودانيين من وضع مأساوي، وتزامنًا مع تعالي الأصوات المنددة بالكارثة، أعلنت الحكومة السودانية عن الموافقة، للمرة الأولى، على استلام مساعدات إنسانية عبر تشاد وجنوب السودان، دون تقديم أي تفاصيل إضافية.

وأضاف البيان أن الحكومة السودانية ستُحدد مسارات ومطارات في المناطق المختلفة لاستقبال المساعدات الانسانية.

وسبق أن حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة 11 شهرًا قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم، في بلد يشهد أساسًا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من "5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة" في الوقت الراهن، كما تقول منظمة أطباء بلا حدود أن طفلًا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور.

ويُعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة في حين يعاني العاملون في مجال الاغاثة الانسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.

وفي جنوب السودان إلى حيث لجأ 600 الف شخص هربا من الحرب، "يعاني طفل من كل خمسة أطفال في مراكز الايواء عند الحدود من سوء التغذية"، بحسب ماكين.

وتعليقًا على الوضع المأساوي في السودان، قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين إن المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت الى نزوح ثمانية ملايين شخص، "تهدد حياة الملايين كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها".

وتابعت: "قبل عشرين عاماً، شهد إقليم دارفور أكبر أزمة جوع في العالم ووحد العالم آنذاك جهوده لمواجهتها ولكن السودانيين منسيون اليوم" مضيفه أنه ما لم يتوقف العنف والصراع في السودان "قد تخلف هذه الحرب أكبر أزمة جوع في العالم".

السودان خارج التغطية

وخلال الشهر الماضي، عاني السودان أيضًا من انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن الأقاليم، وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاق باسم "السودان خارج التغطية" للفت انتباه العالم إلى ما تعانيه البلاد من عزلة كاملة.

بدورها أدانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان قطع خدمات الاتصالات فى السودان، وقالت إنها أعاقت قدرة الأطباء داخل وخارج البلاد على تقديم الاستشارات الطبية والمتابعة الصحية للمرضى عن بُعد والتواصل والتنسيق بين الأطباء، والفرق الصحية العاملة فى مناطق النزوح وأطقم المنظمات الطبية الطوعية العاملة فى المجال الطبى وغيرهم.

كما قالت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة فى السودان كليمنتاين سلامى، إن انقطاع الاتصالات المستمر بالسودان يُقيد ملايين الأشخاص من إرسال الأموال واستلامها فى وقت هم فى أمس الحاجة إليها.

وأضافت سلامى فى حسابها على منصة “X” أن انقطاع التيار الكهربائى يعيق أنشطة الاستجابة الإنسانية الهامة ووصول الناس إلى المعلومات المنقذة للحياة.

انهيار الاقتصاد السوداني

كما يواجه الاقتصاد السوداني أزمة حقيقية بسبب الشلل الذي أصاب القطاعات الإنتاجية وتوقف حركة الصادرات وتراجع قيمة العملة الوطنية وانخفاض الإيرادات العامة بنسبة 80 بالمئة.

ووفقًا لمحللين اقتصاديين سودانيين فان تراجع الناتج المحلي الإجمالي شكل أبرز معالم تراجع أداء الاقتصاد السوداني بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.

ووفقًا للتقديرات الرسمية فقد حدث انكماش كبير في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 40 بالمئة".

وكان للحرب تأثير بالغ في أداء القطاعات الاقتصادية الإنتاجية التي تمثل روافع للاقتصاد السوداني، مثل قطاعات الصناعة، الزراعة، التعدين وقطاع الخدمات، كما تراجع أداء القطاع الزراعي في السودان والذي يشكل نسبة 48% من الناتج المحلي الإجمالي.

وبسبب تراجع النشاط الزراعي، توقع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في السودان (أوتشا)، في أحدث تقرير له، انخفاض الحصاد القادم، وأن تظل أسعار المواد الغذائية الأساسية مرتفعة على نحو غير معتاد في موسم الحصاد.

وبحسب بيانات صندوق النقد الدولى ارتفع معدل التضخم في السودان إلى 256.17%، وهو ما يعنى ارتفاعها بنسبة 117.4%، فيما لم تصدر الحكومة السودانية أي تقارير بشأن معدل التضخم في ظل الحرب.

وأعلن وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم مؤخرًا انخفاض إيرادات البلاد بأكثر من 80 في المئة، بسبب تطورات الحرب التي تدور بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي.

ووفقًا لتقارير دولية فإن القتال أدي إلى مقتل ما يزيد عن 12 ألف مدني.

ووفقا لإحصائيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية في السودان (أوتشا) فقد فر أكثر من 8.1 مليون شخص من القتال داخل السودان، وإلى دول الجوار.

اقرأ أيضا

الجيش السودانى يتصدى لمحاولة توغل إثيوبية بمنطقة الفشقة

الخارجية السودانية تُحمل قوات الدعم السريع مسؤولية تعطيل مفاوضات جدة

تم نسخ الرابط