القصة الكاملة لفضيحة تسريبات الجيش الألماني بشأن ضرب القرم.. برلين تدرس تدمير الجسور وروسيا تتحدث عن المؤامرة الأوروبية في حرب أوكرانيا
فضيحة جديدة هزّت عالم السياسة الخارجية في الساعات الأخيرة، بعد الكشف عن تسريب لمحادثة سرية بين كبار ضباط الجيش الألماني، حول إمكان إرسال صواريخ كروز إلى أوكرانيا، في إطار "حرب معلومات" لزعزعة استقرار البلاد، وهو الأمر الذي استغلّته روسيا في تعزيز هجومها على الدول الأوربية ودورها في الحرب على أوكرانيا.
تسريب تسجيل لضباط ألمان
بدأت الواقعة، حينما نشرت رئيسة قناة "آر تي" الروسية مارغاريتا سيمونيان، يوم الجمعة، تسجيلًا صوتيًا مدته 38 دقيقة قالت إنه يتضمّن محادثات جرت بين ضباط ألمان وهم يبحثون في 19 فبراير قصف شبه جزيرة القرم.
وتضمن التسجيل المتداول أحاديث عن احتمال استخدام القوات الأوكرانية صواريخ ألمانية الصنع من طراز توروس وتأثيرها المحتمل، وأخرى عن توجيه الصواريخ نحو أهداف مثل جسر رئيسي فوق مضيق كيرتش الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ التي قدمتها كلّ من فرنسا وبريطانيا لكييف.
في التسريب، الذي تبلغ مدته 38 دقيقة، ناقش أربعة من كبار ضباط الجيش الألماني، من بينهم قائد القوات الجوية إنجو جيرهارتز، والعميد فرانك جراف، التصدير الافتراضي لصواريخ "توروس" من طراز كروز إلى أوكرانيا، وكيف يمكن استخدامها لمهاجمة البنية التحتية الروسية؟.
تسجيلات سرية ضد روسيا
ورفض المستشار الألماني أولاف شولتس، بإصرار، إرسال مثل هذه الصواريخ طويلة المدى إلى كييف - على عكس البريطانيين والفرنسيين الذين أرسلوا بدائلهم الخاصة - وهي قضية تؤدي إلى انقسام الائتلاف الحاكم في البلاد.
وخلال المحادثة، ناقش المسؤولون الأهداف المحتملة لأي صواريخ "توروس" تم التبرع بها لأوكرانيا، وطول الوقت الذي سيستغرقه تدريب الأفراد المحليين على الاستهداف، كما ناقش الضباط كيف يمكن استخدام الصواريخ لتدمير الجسور، في إشارة - على ما يبدو - إلى جسر "كيرتش" الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي لروسيا.
وتطرق الضباط الألمان إلى مناقشة عدد صواريخ "توروس" المطلوبة لتفادي الدفاعات الجوية الروسية، وتدمير "كيرتش"، وهو عدد يقدرونه بـ10 إلى 20 صاروخًا، من مخزون ألمانيا المُقدر بـ600 صاروخ، كذلك، تحدثوا عن طرق نقل البيانات المطلوبة لبرنامج "توروس" من القواعد الجوية في ألمانيا إلى أوكرانيا.
روسيا تٌحرج ألمانيا بعد فضيحة التسريبات
وشكّل محتوى التسجيل مصدر حرج لألمانيا التي تطالبها كييف منذ فترة طويلة بتزويدها صواريخ توروس القادرة على إصابة أهداف على بعد ما يصل إلى 500 كيلومتر، في حين اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الأحد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسعي إلى "زعزعة استقرار ألمانيا" بعد نشر هذا التسجيل.
وأضاف "بيستوريوس" أن المحادثة التي أجراها الضباط "لا تعني الضوء الأخضر لإرسال الصواريخ إلى أوكرانيا".
وأثارت محتويات المكالمة المُسربة، التي أُجريت على منصة WebEx وليس من خلال الشبكة الداخلية الآمنة للجيش، الدهشة، لكن بيستوريوس أكد أن ذلك "جزء من جهود موسكو لبث الفرقة".
وقال: "إنه هجوم تضليل هجين، يتعلق بالانقسام، ويتعلق بتقويض وحدتنا"، مضيفًا: "يجب ألا نقع في حب بوتين".
تعليق روسيا على تسريبات الضباط الألمان
وعلى الجانب الآخر، قال الكرملين، الإثنين، إن محتوى محادثة مسربة بين ضباط ألمان ناقشوا احتمال توجيه ضربات في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا، يثبت أن الدول الغربية تشارك في الحرب في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن المحادثات التي أكدت برلين صحتها "تسلط الضوء مرة أخرى على ضلوع الغرب المباشر على نحو جماعي في النزاع في أوكرانيا".
وأضاف: "التسجيل بحد ذاته يشهد على نقاش مفصل وملموس داخل الجيش الألماني حول مشاريع لشن ضربات على الأراضي الروسية"، وشدد على أن "كل شيء واضح للغاية".
ويأتى هذا التصريح فيما استدعت السلطات الروسية السفير الألماني في موسكو صباح الإثنين إلى وزارة الخارجية، في حين غادر السفير الألماني غراف لامبسدورف الوزارة من دون أن يدلي بأي تصريح على ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.
أقرأ أيضا:
عاجل| انقلاب أوكرانيا على الحلفاء بسبب صفقات السلاح
في الذكرى الثانية للغزو.. أوكرانيا توجّه ضربة موجعة إلى روسيا