قرارات زمان... 200 جلدة وغلق الفرن عقوبة نقصان الخبز أو عدم تسويته
خلال فترة حكمه، أخذ محمد علي باشا على عاتقه مهمة بناء مصر الحديثة، وهو ما دفعه في بعض الأحيان إلى التشدّد وفرض العقوبات الصارمة بهدف إقرار النظام.
ومن المواقف التي تذكرها عنه كتب التاريخ، ما قام به مع طائفة الخبّازين، وإقراره عقوبة 200 جلدة وغلق الفرن اذا وجد الخبز ناقصا أو غير ناضج.
ضبط الأسواق في عهد محمد علي
كان محمد علي باشا والي مصر يؤمن بأهمية طائفة الطحانين الذين يقومون بطحن القمح والخبازين، وبخاصة أنهم الأقرب للاتصال مع المواطن المصري.
وذكر الدكتور عبد السلام عبد الحليم عامر في كتابه طوائف الحرف في مصر، أن شيخ الخبازين كان يتسلم الحنطة اللازمة من نظارة عموم المبيعات طبقا لأمر تسليم أو تذكرة توضح المقدار الذي تم صرفه، ضمانًا لعدم التلاعب بالحصة المقررة له .
وفي محاولة لمنع التلاعب فى الاسعار، أصدر الباشا أمرًا نُشر بالجريدة الرسمية بمناسبة شهر رمضان عام 1830 ميلادية، أوضح فيه الأوزان الرسمية للخبز بنوعيه البلدى والأفرنجى التي يتعين على الخبازين الالتزام بها في مخابز المحروسة .
عقوبة نقصان الخبز
وكذلك فقد التقى الوالي بعدد من رؤساء الخبازين الذين بلغ عددهم 46 في عام 1830، وأهمهم المعلم فرج والمعلم عوف والخواجات برجلة وديمتري وصفر، ونَبّه عليهم ألا يطمعون في الغلال التي يحصلون عليها يوميًا ومقدارها 425 أردبًا ولا يبيعوها، بل يخبزونها بدون نقصان في الميزان ويبيعوا الخبز علي الميزان الحق .
وفي الوقت ذاته، أمر محمد علي باشا المحتسب وأعوانه بالمرور في الأسواق والتفتيش علي المخابز ومعهم موازين ومكاييل رسمية، وإذا وجدوا خبزًا ناقصًا أو غير مستوي، فإن عليهم أن يوقعوا عقوبة فورية على المخالف، وهي أن يضربوا صاحب الفرن 200 جلدة كرباج أمام العامة ويغلقوا فرنه ليكون عبرة، وإذا إرتكب نفس الخطأ يتم إرساله إلي الليمان ( السجن) وفقا للقوانين، وينبه علي مشايخ الخبازين بضرورة إتخاذ ذلك دستورا للعمل.
أقرأ أيضا:
سر الفاكهة التي أمر الوالي العثماني بجمعها من المصريين بالسيوف والمصير المروع الذي كان ينتظره بسببها