بدلًا من ملوك مصر.. ردّ صادم من السلطان المملوكي على شاه رخ الذي أراد كسوة الكعبة

كسوة الكعبة
كسوة الكعبة


مع اقتراب شهر رمضان المعظم، استعاد الكثيرون أحد المشاهد الروحانية التي تتعلق بتاريخ مصر، وهي كسوة الكعبة المشروفة.

وقد ذكر المؤرخ ابن تغري بردي، في كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، واقعة غريبة خص كسوة الكعبة التي كانت تخرج قديمًا من مصر إلى بلاد الحجاز.

كسوة الكعبة في مصر

وقال بردي في كتابه :" في أيام السلطان المملوكي الأشرف برسباي، أراد شاه رخ بن تمرلنك أن يكسو الكعبة وقال أنه نذر ذلك".

فأرسل إليه برسباي جوابا بالرفض قائلا: "إن العادة قد جرت قديما وحديثا، أن لا يكسو الكعبة إلا ملوك مصر، والعادة قد اعتبرت في الشرع مواضع، وأن للكسوة أوقافا تقوم بعملها، لا يتحتاج إلى مساعدة في ذلك، وإن اراد الملك وفاء نذره، فليبيع الكسوة ويتصدق بثمنها علي فقراء مكة، فهو أكثر ثوابا".

كسوة الكعبة من مصر

يذكر أن احتفالات الحج في العصر المملوكي كانت قد بدأت بصورة من البساطة، وهي الطواف بكسوة الكعبة في أنحاء القاهرة ومرافقة الخواص وأرباب الدولة وذوي المناصب وغيرهم لها في دورانها في عهد بيبرس، ولكن ذلك تطور بشكل سريع من سلطان إلى آخر حتى وصلت الذروة في عهد الظاهر خشقدم.

وجرت العادة أن يأمر السلطان بأن ينادي منادى في الناس بتزيين حوانيتهم ودورهم فيظل المنادون في رجب يجوبون شوارع القاهرة والفسطاط وينادون في الأسواق بموعد دوران المحمل، وذلك قبل الموعد بثلاثة أيام يتكرر النداء خلالها ودعوة الناس إلى المشاركة في الاحتفال.

احتفالات المحمل في مصر

ومن جانبهم يتغالى أصحاب الحوانيت والدكاكين في الأسواق وغيرها التي يمر بها المحمل بتزيينها بالقماش من الحرير والحلي وغيرها، وذلك كله من قبل دورانه إلى أن ينقضي.

وترجع هذه المغالاة في التزيين إلى العائد المادي الذي يعود على أصحاب البيوت والحوانيت والأسطحة من وراء ذلك، حيث يقومون بإيجارها للناس ويتغالون في إكتراءها لهم أشد المغالاة ورغم ذلك كان الناس يقبلون على إيجارها ويتنافسون في ذلك لأجل مشاهدة الاحتفال.

لقد كانت احتفالات الحج في العصر المملوكي لحظة فريدة و متجددة في حساب الأيام والشهور، لأنه لا يتشابه مع أية مناسبة دينية أخرى، من جهة ثانية، لأنه يأتي في كل سنة في موعد مختلف عن الموعد السابق والموعد اللاحق، ولكنه يأتي دائمًا

وفي كل الأحوال يفرح الناس به ويحتفلون بأيامه ولياليه المعروفة عند المماليك بأيام (دوران المحمل) التي كانت من أهم دلائل التواصل بين الحكام والناس في عصر سلاطين المماليك، بما أولوه من اهتمام بالاحتفال حتى ظهر تعلق الناس بهذه الاحتفالات وجعلوها من شعار السلطنة.

أقرأ أيضا:

حكاية معزة السيدة نفيسة المباركة التي جمعت الذهب ولقنّت الجميع درسًا لا يٌنسى

أصابها جنون الحب.. حكاية كوثر المصرية التي تسببت في بناء أول مصحة للأمراض العقلية

تم نسخ الرابط