حكاية ”شمّع الفتلة” وعلاقتها بحادث الأرانب وابنة الطواشي قراقوش
"شمّع الفتلة".. بالتأكيد أنك سمعت تلك العبارة التي تعتبر من أشهر الأمثال الشعبية، والتي يقصد بها الشخص الذي يريد الهرب، ولكن هل تعرف ما هو سر مثل تشميع الفتلة؟
تعود قصة المثل إلى الطواشي قراقوش، وهو قائد عسكري في عهد صلاح الدين الأيوبي، والذي كان له أبنة يتوافد عليها الخطاب طمعًا ورغبة في سلطة الأب ونفوذه.
حكاية الأرانب
وأمام ذلك، وضع قراقوش شرطًا لمن يريد الزواج من ابنته، وهو أن يعطى العريس سبعة أرانب ويذهب بها إلى جبل المقطم ويظل بها تحت الحراسة لمدة سبعة أيام فإذا عاد الأرانب السبعة بعد المدة المحددة يزوجه ابنته، وإذا لم يعد بها تقطع رقبته لأنه غير كفء لطلب يد الأميرة.
وبالفعل، طارت بعض الرؤوس، وهرب بعض الخطاب في الجبل خوفًا من بطش قراقوش، حتى ظهر شاب مغامر طلب يد الأميرة وتنفيذ الشرط، فأعطاه الأمير سبعة أرانب وارسله في حراسة إلى جبل المقطم.
ولكن الشاب كان جهز حمارًا حمل على ظهره كمية كبيرة من البرسيم، وأخذ معه طعامه وشرابه وقربة ماء، وصعد بالفعل مع صحبته إلى جبل المقطم.
وفى اليوم الأول أعد الشاب حزمة البرسيم لإطعام الأرانب وقد وضع المخدر في أعواد البرسيم، وكلما أكلته الأرانب نامت بجانبه، وهكذا جرت الأمور طوال الأيام السبعة ولم تهرب الأرانب منه، ورجع بعد المدة المحددة ومعه الأرانب وقد نفذ الشرط.
شمع الفتلة وهرب
بعدها أجلس قراقوش خطيب ابنته وقد تلطف معه لمعرفة السر وراء احتفاظه بالارانب السبعة أيام، فرد عليه الشاب أنه سيخبره بكل شىء ولكن بشرط، فنظر إليه قراقوش فوجد الشاب يخرج من كمه مغزلا وكمية من الصوف.. فقال قراقوش ماذا تريد أن تفعل؟
فقال الشاب:ساغزل الصوف ياسيدى الأمير لاصنع طاقية لأجل الأمير على سبيل الهدية بمناسبة الزواج، فأنا رجل فقير لا أملك إلا هذا الصوف الذى جززته من خروف عندى سأذبحه أيضا في ليلة الزفاف.
وتعجب قراقوش من فعله وظل يراقب الشاب حتى غزل الصوف وجعله خيطا على المغزل، وقال الشاب للأمير قراقوش :لو سمح سيدى الأمير بأن يمسك الخيط بيده ولا يتركه ولا يقوم من مكانه حتى أخرج انا ومن هنا اصنع الطاقية حتى أعود".
وامسك قراقوش أول الخيط وأخذ الشاب يفك الخيط ويسير في ردهات القصر حتى وصل إلى الباب، واخرج من جيبه قطعة شمع، وألصق نهاية الخيط في الباب وانطلق هاربًا.
وظل قراقوش جالسا في مكانه في انتظار الشاب، ولكن الوقت طال وأقبل الليل ولم يظهر الشاب، حتى أمر قراقوش رجاله بالبحث عن الشاب، فخرج الحراس يبحثون عن العريس حتى وصلوا الباب، وعادوا إلى قراقوش وقالوا له: لقد شمع الشاب الفتلة يامولانا الأمير.. وهرب.
وأصبح يقال على كل من يجرى أو يهرب من أمرا ما أنه شمع الفتلة!
أقرأ أيضا:
تعرّف على معنى مثل اختلط الحابل بالنابل وعلاقته بواقعة الأغنام