«شخلل عشان تعدي».. عصابات الطرق تسيطر على سوريا والسرقات بملايين الدولارات
على نهج قفشات الفيلم الشهير "سلام يا صاحبي"، للزعيم عادل إمام، شخلل عشان تعدي، انتقلت للواقع، ولكن عبر طرقات أحدى دول الشام، سوريا، وتحديداً شرق البلد العربي الشقيق، حيث انتشرت السرقات في سوريا، في وضح النهار، هنا وهناك، وسط صمت تام من القائمين على هذه المناطق الحيوية.
إقرأ أيضاً.. عاجل: قصف جوي على قاعدتي الجيش الأمريكي شرقي سوريا
ما يزيد الأمر استغراباً، هو ان هذه المناطق السورية، أصبحت حيوية للغاية، كونها باتت ملاذ آستثماري لرجال الأعمال، خاصة مستثمرو آبار النفط، ولكن العصابات المسلحة، وجدت من هذه الاكتشافات النفطية، كنزاً مميزاً للسرقة، نهاراً وليلاً، دون رقيب أو مجيب، من الحكومة السورية.
عصابات الطرق تسيطر على سوريا والسرقات بملايين الدولارات
ومنذ فترة ليست بالقصيرة، فقد شهدت المنطقة الشرقية السورية، انفلاتاً أمنياً، يتمثل في زيادة عدد جرائم القتل، والاشتباكات العشائرية باستخدام الأسلحة الآلية والرشاشة، إضافة إلى ذلك، زادت وبكثرة، عمليات السطو المسلح والسرقة في ساعات النهار، بواسطة ملثمون مسلحون.
ورغم ان المناطق الشرقية، تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، إلا ان ظاهرة قطع الطرقات، من قبل عصابات مجهولة الهوية، قد انتشرت بكثافة، وتم بالفعل، سرقة مبالغ ضخمة خلال فترة لا تزيد عن أسبوع، وغالبية المستهدفين هم من العاملين في العملة، ومجال الصرافة، وتصريف الأموال والحوالات الخارجية في المنطقة، وانضم لقائمة الضحايا، الشخصيات التي حصلت على حق استثمار آبار النفط من قبل قوات سوريا الديمقراطية يشار إليها باختصار قسد.
وكانت آخر عمليات السطو المسلح، اليوم الخميس 22 فبراير 2024، عندما قامت مجموعة مجهولة الهوية بقطع الطريق على مجموعة من مستثمري آبار النفط، في ريف دير الزور، وقامت بسلب نصف مليون دولار "500 ألف دولار أمريكي"، هي قيمة عائداته من بيع النفط الخام خلال الأسبوع المنقضي.
هذا، إضافة إلى سلب مجموعة ملثمة أخرى، سيارة من نوع “جيب”، يقدر ثمنها بحوالي 10 آلاف دولار أمريكي، مع مجموعة من الأجهزة الإلكترونية كالهواتف النقالة مرتفعة القيمة المالية، ولكن الغريب، ان هؤلاء المرتزقة، لا يقوموا بقتل الضحايا، بل يتركونهم بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
ويعد طريق الخرافي، الواصل بين محافظتي دير الزور – الحسكة، هو المكان الأكثر نشاطاً من العصابات المسلحة، حيث سجل اليوم الخميس أيضا، عملية سطو مسلح على سيارة يمتلكها أحد تجار العملة في بلدة “الهول”، بريف الحسكة الشرقي، وقد سلبت المجموعة مبلغ 250 ألف دولار أمريكي، قبل أن تترك الضحية مكبلاً في الطريق، بعد الاعتداء عليه بالضرب وسلبه أجهزة الهاتف الخاصة به منعا لقيامه بأي اتصال للاستغاثة.
وفي إطار سلسلة الجرائم اليوم أيضاً، اعترضت مجموعة أخرى طريق أحد العاملين في تحويل الأموال وتصريف العملات الأجنبية في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، ووقعت الحادثة على الطريق الواصل إلى دير الزور، جنوبي المدينة، باعتراض سيارة يستقلها مستثمرين، وتم الاعتداء عليهم بالضرب، قبل سلب مبلغ 400 ألف دولار أمريكي، وسياراتهم، وتركهم مكبلين في الطريق، علما أن الحادثتين المذكورتين تمتا في ساعات النهار.
هل تنظيم داعش في سوريا؟
الغريب في الأمر، أن العصابات المنفذة لهذه العمليات تظهر في وضح النهار، دون خوف عناصرها من احتمال مرور دوريات تابعة لـ قوات سوريا النظامية، هذا في الوقت الذي تشير فيه مصادر محلية شامية، أن تكون هذه العصابات مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، إذ تتعمد خلايا التنظيم على مهاجمة أهدافهم في أي ساعة من اليوم، بل وتقوم بتهديد الضحايا وإجبارهم على دفع المال بطرق أكثر شراسة.