أزمة نقص الأدوية المستوردة تضع الحكومة في مأزق أمام أصحاب الأمراض المزمنة| خاص
أدى إرتفاع قيمة الدولار الأمريكي فى الأيام الأخيرة إلى اختفاء مئات الأصناف الدوائية العلاجية لعدد كبير من الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والمرارة والغدة الدرقية والكلى واضطرابات المعدة، بجانب نقاط الأنف للرضع والكبار وعدد كبير من أدوية البرد.
أزمة نقص الدواء المستورد
وقال أحد الصيادلة بالجيزة " عمر محسن " أن أزمة نقص الأدوية المستوردة مستمرة في التفاقم منذ فترة طويلة، بنقص وزيادة أسعار الخامات الدوائية المستوردة التي تعتمد عليها صناعة الدواء في مصر بنسبة تقترب من 90%.
وأضاف: " للأسف هناك بعض الأدوية المستوردة اختفت بشكل كامل، كما أن هناك أيضاً مستحضرات محلية اختفت بدائلها، مؤكدا شدة الازمة، على حد وصفه".
وقال: "أعتقد لا توجد صيدلية في مصر حالياً تستطيع صرف روشتة دواء كاملة، لأنه من بين كل 6 أصناف يتم وصفها من الأطباء تتوفر 3 أو 4 منها بحد أقصى في الصيدليات".
تصريح وزير الصحة عن أزمة نقص الادوية المستوردة
كان الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، علق خلال اجتماع لجنة الموازنة بمجلس النواب على أزمة نقص الأدوية، مؤكدا أن هناك تعاون مع البنك المركزي لتوفير العملة الصعبة، بما يمكن من الوفاء باستكمال المشروعات الصحية بما تطلبه من أجهزة ومعدات، فضلا عن توفير بعض الأدوية التي لا يوجد لها بدائل.
وأكد أن الامكانيات الصحية ليست ضخمة، لكن هناك أدوية لها بديل يتم الوفاء بها محليا، لكن هناك أخرى للأورام وبيولوجية ليس لديها بدائل، لافتا إلى أن هناك اجتماعات أسبوعية، تتم في ضوء المتاح من النقد يتم فيها وضع الأولويات.
ومنذ أسبوع أكد رئيس شركة أدوية كبرى في مصر أن ارتفاع أسعار الخامات الدوائية المستوردة، بالاضافة لصعوبة توفير العملة الصعبة أجبر بعض الشركات على خفض إنتاج بعض المستحضرات، فى حين دفع شركات أخرى للتركيز على الأدوية التي لا زالت تحافظ على هوامش ربحية مناسبة في ظل الارتفاع الكبير في كل تكاليف الإنتاج.
بداية نقص الدواء المستورد في مصر
أكدت مصادر بنقابة الصيادلة أن الأزمة ليست بجديدة، مؤكدة أن الأدوية الناقصة من السوق تشمل أدوية الغدة الدرقية و أدوية مخ وأعصاب أيضا وأدوية سكر وأدوية الضغط والقلب وبعض أدوية الأطفال، وأن الأزمة مستمرة منذ عام 2016 /2017.
جهود حل أزمة نقص استيراد الدواء
وفي محاولة لحل أزمة نقص الادوية المستوردة قالت د. راوية مختار، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب إنها تقدمت بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة ورئيس هيئة الدواء المصري ورئيس هيئة الشراء الموحد، موضحة أن الطلب بسبب النقص في الأدوية التي يتم استيرادها وبشكل خاص أدوية الأمراض المزمنة من السكر والضغط والأورام وبنج الأسنان.
كما أضافت، أن هناك نقص في مستلزمات الأدوية وهناك زيادة كبيرة في "قوائم الانتظار" منذ أكثر من 6 شهور، موضحا ان نقص الدولار كان هو المبرر الأساسي على نقص الأدوية في سوق الدواء في مصر، مشيرة إلى أن قلة توفير الدولار يوثر على عملية الاستيراد في كل القطاعات.
وتابعت : "أننا نحتاج لسرعة في اتخاذ القرار من اجل التعامل الصحيح مع أزمة نقص الدواء في السوق المصري"، مشيرة إلى أن حل أزمة الدواء ممكنا من خلال الرقابة على التجار وشركات الأدوية والصيدليات وكل شخص يتم تداول الأدوية من خلاله للشارع.
اقرأ ايضا: كيف تتغلب على تنميل الرجلين في الشتاء