«تليجرام» أحرج وزير التربية والتعليم .. وقدم الامتحانات على طبق من دهب لـ«الغشاشين»
لا يزال تسريب الامتحانات، هو الشبح الأكبر الذي يطارد وزارة التربية والتعليم، فعلى الرغم من التصريحات التي كانت تخرج عن قيادات الوزارة، بأنه سيتم منع الغش الإلكتروني، إلا أن شاومينج، كان هو الآخر يحاول يدعم مبدأ الغش مكفول للجميع، حيث قام مسئولو كتائب الغش، بالتوسع والانتشار، حيث كان الأمر يقتصر خلال السنوات الماضية، على تسريب سؤال أو اثنين أو امتحان في شهادة الثانوية العامة، إلا أن الأمر تطور اليوم، وشمل التسريب امتحانات الشهادة الإعدادية في جميع المحافظات، بل وتطور الأمر هذا العام شيئا فشيئا ليشمل بعض صفوف النقل، لتظل الوزارة تؤكد على أنها ستواجه وتمنع الغش، في الوقت الذي تطور كتائب الغش الإلكتونية نشاطها، وأصبحت وجبة الغش .. لا يستغنى عنها سوى من يعلم أن الغش جريمة تؤسس للفشل.
«التليجرام» أحرج وزير التربية والتعليم
ولا يختلف أحد على أن الغش، وتسريب الامتحانات، جريمة كبرى فى حق الوطن والأجيال، لأنه من المفاسد، ولعل ما أحدثته الكتائب الإلكترونية عبر وسيلة التواصل الاجتماعى «التليجرام»، خلال العام المنقضي والفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي، أمر يستدعى للمحاسبة والعقاب، حيث إن الكثير من الطلاب أصبح اعتماده الأكبر على تسريبات «شاومينح»، على التليجرام، بصورة تغيب العقول، حيث يتم الاعتماد الكلى على الإجابات المتداولة والأسئلة التى لم تتغير عما تم تسريبه، وبينما كان المعتاد تسريب الامتحانات إلكترونيا خلال انعقاد اللجان الامتحانية، كان الجديد هذا العام أن تكون التسريبات ليلة الامتحان، وقبل الامتحان بما لا يقل عن نصف الساعة، والغريب هو ما شهدته الامتحانات خلال هذا العام أن يتم تسريب امتحانات الإعدادية بجميع المحافظات، وهو ما يكشف أن هناك خطورة حقيقية على الأجيال القادمة ويدلل على أن المتهم بالتسريب ليس شخص واحد، خاصة أن التسريب شمل كافة المحافظات .. ولم تنج محافظة واحدة من تسريبات شاومينج خلال العام الحالى، بالإضافة إلى أن ما يحدث فى امتحانات الدبلومات الفنية الآن يدلل على أن امتحانات الثانوية العامة لن تنجو من فخ التسريبات هى الأخرى، وهو ما يهدد الأمن القومى للبلاد، حيث يمنح الغش بكافة أشكاله الحقوق لغير أهلها .. و«الموجز»، تستعرض جانبا من القضية التى تشغل الرأى العام.
«التليجرام» يقدم الامتحانات على طبق من دهب لـ«الغشاشين»
فى البداية يؤكد حمدي سيد، موظف، أن ما شهدته امتحانات الشهادة الإعدادية منذ العام الماضي والحلي أمر يبعث الحزن فى القلوب، لافتا إلى أن التسريبات التى شهدتها الامتحانات ولا تزال حتى الآن أمر مخزى للغاية، قائلا : «مع هذه التسريبات، يتساوى المجتهد والفاشل، وهو ما تضيع معه المنافسات المتكافئة بين الطلاب».
واتفقت معه أميرة سالم، ربة منزل، مؤكدة على أهمية محاسبة المسئولين عن التسريبات، ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول له نفسه فى التلاعب بمستقبل أبنائنا.
وأضافت : فى الوقت الذى كان يراجع أولادنا المناهج ليلة الامتحان، ويسهرون حتى الساعات الأولى من صباح يوم الامتحانات، كان غيرهم ينتظر تسريبات شاومينج على التليجرام والتى تخطت المعتاد خلال هذه المرة حيث كان التسريب بالإجابات النموذجية.
وأما عدد ليس بقليل من الطلاب، فأكدوا أن الأمر ليس بالخطورة التى يراها البعض، قائلين : الامتحانات ليست المقياس الحقيقى لنجاح الطالب، وأحيانا الامتحانات بتكون صعبة وفى مستوى الطالب الذكى.
وأضاف الطلاب من مناصرى الغش والتسريبات: مش لازم نكبر الموضوع أوى ممكن نعتبر إن الامتحانات المنتشرة بين الطلاب قبل الامتحانات نماذج للتعرف على الأسئلة، يعنى مراجعة نهائية قبيل الامتحان.
وتابع الطلاب: إحنا عندنا مدرسين بيراجعوا معانا ليلة الامتحان وممكن مراجعاتهم تشمل حوالى 50 % من الامتحان، يبقى لو اعتبرنا اللى بيحصل على التليجرام حرام يبقى كمان مراجعات ليلة الامتحان هى كمان حرام.
أما بعض الطلاب ممن يعارضون التسريبات، فأكدوا بدموع متواصلة أن ما يحدث من تسريبات على التواصل الاجتماعى تضيع معه حقوقهم فى التفوق، لافتين إلى أنهم كانوا يعلمون بمسألة التسريبات لكنهم يعلمون جيدا أن التسريبات محرمة، مؤكدين أنهم كانوا يعتمدون على استيعاب الدروس، ومراجعاتهم التى لم تنته حتى ليلة الامتحان، وأن الامتحانات كانت فى مستوى مقبول، ولكن ما أغضبهم أن غيرهم كانوا يدخلون اللجان ومعهم الإجابات النموذجية.
على جانب آخر، أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، فتواه التى حسم بها هذه القضية، لتوضيح حكم الغش في الامتحان.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الغش في الامتحان سلوكٌ مُحرَّم، يُهدِر الحقوق، ويهدمُ مبدأ تكافؤ الفُرص، ويُؤثّر بالسّلب على مصالح الفرد والأمة، مضيفا في حكم الغش في الامتحان، أن الإسلام حثّ على طلب العلم، ورغّب في تحصيله بجدّ واجتهاد، وبيَّن أن لطالبِ العلم آدابًا لا بد وأن يتحلَّى بها كالإخلاص لله، وتقواه عز وجل، ومراقبته في السر والعلن، والتَّحلي بمكارم الأخلاق، والبعد عن كل ما يُغضِب اللهَ سبحانه ويُنافي الفضائلَ والمحامد.
وأكد مركز الأزهر العالمي في حكم الغش في الامتحان، أنه سلوك مُحرَّم يُهدر الحقوق، ويمنحها لغير أَكْفَاء، ويُسوي بين المُجدِّ المُتقِن والكسلان المُهمل، ويهدم مبدأ تكافؤ الفُرص؛ الأمر الذي يُضعف من هِمَّة المُجدِّين عن مواصلة طلب العلم، ويُوسِّد الأمور إلى غير أهلها؛ ومِن ثمَّ يُضعف الأمم وينال من عزمها وتقدُّمها؛ فحق العالم هو التقديم والرِّفعة.
واستشهد المركز بقول الله سبحانه: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» (المجادلة: 11)، وقال أيضًا: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» في سورة (الزمر: 9)
وتابع المركز فى فتواه: «جعل الإسلامُ المُعاونةَ على الإثم إثمًا، وشراكةً لصاحب الجريمة في جرمه، وقضى ألا تكون الإعانة إلَّا على معروف؛ قال الله تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ».
وأشار المركز في حكم الغش في الإمتحان، أن رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- نفى عن الغشَّاش كمال الإيمان، وتبرأ من صفة الغش التي لا ينبغي أن يتصف بها مُسلمٌ مُنتسب لسنته ودينه؛ فقال -صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» (أخرجه مسلم)، وهذا الحديث عام يشمل كل أنواع الغش في الامتحانات وغيرها.
من جانبه يؤكد الشيخ حامد الأعرج، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الامتحان أمر يستهدف قياس مستوى الطالب دون غش، أو تسريب، ولا يجوز السماح بالغش داخل اللجان، لافتا إلى أن تسريب الامتحانات هو نوع من أنواع الغش أيضا.
وقال الأعرج: الأصل في الطالب أن يدخل الامتحان وهو مذاكر جيدا، ولا يجوز السماح بالغش لمن لم يذاكر، فلا يجوز معالجة المعصية بالمعصية ولكن نعالج المعصية بالطاعة أو نسكت عن المعصية، موضحا أن من يسمح بالغش داخل اللجان هو عنصر فاسد في المجتمع وعليه أن يتوب إلى الله.
اقرأ أيضا