ساهم في شهرة العديد من الفنانين وأصيب زملائه باكتئاب بعد وفاته.. أبرز المعلومات والمحطات في حياة علاء ولي الدين
يصادف اليوم ذكرى وفاة الراحل علاء ولي الدين، الممثل الكوميدي الذي نجح في المزج بين البساطة والعمق، والكوميديا والمأساة، فترك بصمة مميزة في المسرح والتلفزيون، وأسر قلوب المشاهدين بشخصية الجندي "عبود"، الذي قضى خدمته العسكرية على الحدود، وأصبحت قفشاته الكوميدية تتردد على ألسنة الكبار والصغار، مثل :"كله ضرب ضرب ما فيش شتيمة، يا عينى عالحلو لما تبهدله الأيام، لف وارجع تاني، اعمل نفسك ميت"،وفي السطور التالية نرصد أبرز المعلومات والمحطات في حياته.
نشأة علاء ولي الدين
ولد علاء ولي الدين يوم 28 سبتمبر 1963، وقد نشأ وتربى في بيت فني، فقد كان يرى نجوم وعمالقة الفن في منزله، وأيضاً في الاستوديوهات ومع والده الفنان سمير ولي الدين الذي أخذ بعض صفاته، واكتسب منه حب الفن، لكن والده شدد عليه بأن يكمل دراسته أولًا قبل دخوله للفن، وكان والده ينتمي لقرية الجندية مركز بني مزار بمحافظة المنيا، وانتقل للقاهرة، والتحق بعد ذلك بكلية التجارة، وعين بمصلحة الضرائب، بجانب عمله في مجال التمثيل، وتدرج فى وظيفته حتى حصل على درجة مأمور ضرائب، وتزوج بعد ذلك من والدة علاء، وهي أيضًا من محافظة المنيا، ورزقوا بثلاثة أولاد هم: علاء، خالد، معتز.
سبب تأخر تسجيل ميلاد علاء ولي الدين
ولد علاء ولي الدين في الدرب الأحمر يوم 11 أغسطس عام 1963، وتأجل استخراج شهادة ميلاده بسبب سفر والده؛ لأنه أراد أن يذهب بنفسه لتسجيله في سجلات المواليد، مما نتج عنه تأخير تسجيله حتى 28 سبتمبر 1963، ثم انتقلت أسرته بعد ذلك إلى مصر الجديدة.
أعمال والد علاء ولي الدين
شارك والده الفنان سمير ولي الدين في العديد من الأدوار، لعل أبرزها:"الشاويش حسين" في مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، و"جابر" في مدرسة المشاغبين، وقدم أيضًا مسلسلات مع المخرج نور الدمرداش، كانت أغلبها عن الرجل الصعيدي،
جد علاء ولي الدين
وجد هو علاء الشيخ سيد ولي الدين، الذي قام بدراسة شريعة وقانون بالأزهر، وأنشأ مدرسة ابتدائية في قريته الجندية، فقد كانت خالية من المدارس وكان الأطفال يسيرون حوالي 15 كيلو للوصول لأقرب مدرسة؛ لذا تبرع الشيخ بقطعة أرض لإنشاءها.
تفاصيل وفاة والده
وحياة علاء ولي الدين لم تكن مجرد سلسلة من الضحك والكوميديا كما كانت في أعماله، بل كانت مليئة بالصدمات والأحزان، ففي الرابعة عشرة من عمره، وقبل أن يصل لمرحلة النضج، واجه أولى صدمات حياته بوفاة والده بشكل مفاجئ، كما أكد شقيقه معتز ولي الدين في تصريحات صحفية له أن والده كان سهراناً وقتها في عيد ميلاد نجل مدير إنتاج بالتليفزيون، وحينها شعر بتعب مفاجئ حيث كان مصاباً بمرض السكر، وتم نقله للمستشفى لكنه توفي بعد ذلك، وكان عمره 48 عامًا.
تحمل علاء ولي الدين للمسئولية
وأضاف معتز ولي الدين:"كان عمرى 9 سنين وعلاء 14 سنة وخالد 11، وكنا نايمين وصحونا من النوم وقالوا أبويا مات وكانت والدتي وقتها عمرها 38 سنة، وعلاء شال المسؤولية وبقى راجل البيت وعائل الأسرة رغم صغر سنه، وأصبح الأب والأخ، وعندما وصل لسن 16 سنة واستخرج بطاقة اشتغل علشان يساعد والدتى، اشتغل فى مطاعم وأمن فى أوتيلات واتنقل فى شغل كتير".
دراسته بكلية التجارة
كان علاء ولي الدين مرتبطاً بوالدته بدرجة كبيرة، وكان يسعى دائماً لإرضائها والتخفيف عنها بشتى الطرق،وأصيب بمرض السكر وهو في المرحلة الثانوية، لكنه نفذ وصية والده، والتحق بعد ذلك بكلية التجارة؛ لأنه أراد الحصول على شهادة جامعية قبل اتجاهه للفن، وبعد حصوله على البكالوريوس، سعى للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية فتم رفضه أكثر من مرة، وهذا جعله يتمسك أكثر بحلمه، فالتحق بأكاديمية نور الدمرداش.
انطلاقة علاء ولي الدين
انطلقت مسيرة علاء ولي الدين الفنية عام 1985 بمشاركته في مسلسل "على الزيبق"، وأدى خلاله دور "حبظلم"،ومن ثم، شارك في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، ثم لفت أنظار الجمهور له، عندما شارك في فيلم "أيام الغضب" عام 1989. وتحققت النقلة الكبيرة في مسيرته الفنية عندما اختاره الزعيم عادل إمام للمشاركة في فيلم "الإرهاب والكباب" عام 1992، كما استعان به فى عدد من الأفلام وصل عددها إلى 6 أفلام.
وأشار علاء ولي الدين في تصريحات صحفية له قبل وفاته إلى أن مشاركته في أعمال الزعيم عادل إمام ساهمت في تهيئته لأدوار البطولة في فيلمي "الناظر" و"عبود على الحدود".
أصدقاء علاء ولي الدين
ساهم علاء ولي الدين وعدد من أبناء جيله، في حدوث نقلة كبيرة في السينما، وكان أهم ما يميز هذا الجيل هو ترابطهم وعلاقات الصداقة التي جمعتهم منذ بداية مشوارهم، وتعرف حينها على أصدقاءه محمد هنيدي، علاء مرسي، أشرف عبدالباقي، صلاح عبدالله، محمد الصاوي، وغيرهم من النجوم.
شارك علاء ولي الدين في العديد من الأفلام منها «عبود على الحدود، والناظر»، «ولا في النية» مع أحمد آدم ، و«أشيك واد في روكسي» مع أشرف عبدالباقي، «همام في أمستردام» مع هنيدي، وحقق من خلالهما نجاحاً كبيراً، وبعد ذلك تحسنت ظروفه وظروف أسرته ماديًا ومعنويًا، وبالرغم من مروره بالعديد من التجارب العاطفية لكن لم تكتمل أي تجربة منهم.
كان لعلاء ولي الدين الفضل في ظهور وشهرة عدد من نجوم الساحة الفنية حالياً مثل أحمد حلمي، كريم عبدالعزيز، ومحمد سعد، فكان فيلم «الناظر» العمل الأول الذي ظهرت فيه شخصية «اللمبي» لمحمد سعد، وبعدها توالت الأعمال عليه، وأصبح نجم شباك، كما ظهر في هذا الفيلم موهبة أحمد حلمي.
استعداد علاء ولي الدين ليوم وفاته
وكان علاء ولي الدين باستمرار يشعر بإقتراب وفاته، لدرجة أنه قبل سفره للبرازيل لتصوير مشاهد فيلم «عربي تعريفة»الذي لم يكتمل، توجه لأداء مناسك العمرة واشترى عطراً ومسكاً للغسل وأعطاه لشقيقه خالد، وطلب منه أن يُغسل بهما عندما يتوفى، فرجع يوم عيد الأضحى من البرازيل بعدما صور 18 دقيقة من الفيلم، وأدى صلاة الفجر والعيد، وبعد ذبح الأضحية اتجه للنوم، وبعد دقائق اكتشفت أسرته خبر وفاته.
اكتئاب حسن حسني
وكانت وفاته صدمة كبيرة لكل زملائه بالوسط الفني، لدرجة أن معظمهم أصيب بحالة اكتئاب لفترة طويلة، منهم الفنان الراحل حسن حسني، فقد قرر الاعتزال، وسافر حينها وابتعد عن الفن لفترة، ولم يعمل لعدة أشهر حزنًا على عليه، وقد كان يقول عنه دائماً في لقاءاته:«أطيب ولادي الفنانين وأقربهم لقلبي».
اقرأ أيضًا:
”انت تخين أوي”.. حكاية طرد علاء ولي الدين من معهد الفنون المسرحية