تأملات في تاريخ الأزهر: ندوة حول ”هيئة كبار العلماء وقضايا الأمة” في معرض الكتاب
واصل جناح الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55، اليوم الثلاثاء، سلسلة ندواته التثقيفية التي يقيمها في إطار حملة "اقرأ"، حيث تم مناقشة كتاب "هيئة كبار العلماء وقضايا الأمة" في الندوة التي شارك فيها الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور حسن يحيى، مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء بالأزهر، وتدير الندوة الإعلامي حسن الشاذلي، المذيع في التلفزيون المصري.
وقال الدكتور محمود الهواري إنني فخور في الكتاب الذي بين أيدينا بالحديث عن فهم العلماء البارزين للنصوص وتطبيقهم العملي لهذا الفهم، والكتاب يشتمل على ثلاثة عناوين رئيسية وهي القضايا العلمية والقضايا الوطنية والقضايا العالمية، حاولنا بشكل موضعي واضح وصريح وصف ما ورد في الوثائق التاريخية عن المواقف العظيمة لكبار علماء الأزهر من عام 1911 إلى عام 1961، وأردنا توضيح النقطة الهامة أن العلماء البارزين في الأزهر كانوا ومازالوا على اتصال تام مع الواقع المحيط ولم يكونوا معزولين عنه، بالإضافة إلى التحدث عن دورهم في تعزيز حق الفلسطيني الواضح.
هيئة كبار العلماء وقضايا الأمة
وشرح الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني في مجمع البحوث الإسلامية أن الكتاب يتحدث في جزء كبير منه عن القضايا الوطنية والعلمية والعالمية التي ساهم فيها علماء كبار.
وأوضح أن الأزهر يحترم التنوع من خلال تشكيل الهيئة على مر التاريخ، وخاصة في الفترة التي يتحدث عنها الكتاب، وكان هناك أعضاء كثيرون غير مصريين، بمن فيهم الشيخ محمد الخضر حسين، الذي تولى مشيخة الأزهر الشريف.
وأشار إلى أن العلماء الكبار كانوا ملتزمين بحماية الدين وتعزيز مفاهيم التكافل الاجتماعي في المجتمع المصري من خلال نشاطاتهم العملية وتأسيس جمعيات تهتم بجميع جوانب الحياة في مصر، سواء الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها.
جانب من الندوة
ويقول الدكتور حسن يحيى أن هدفنا من هذا الكتاب هو تسليط الضوء على فترة زمنية ذات أهمية كبيرة في تاريخ مصر، ابتداءً من عام 1911، إلى جانب تصحيح الاعتقادات الخاطئة المتداولة عن العلماء الدينيين، حيث يعتقد البعض أنهم كانوا معزولين عن قضايا وطنهم الوطنية والاجتماعية، ولكن هذا غير صحيح، بل كانوا مشتركين في قضايا وأحداث الوطن، ونستعرض بالتفصيل جهود كبار علماء الأزهر في تطوير العلم والدعوة والفتوى في الأزهر الشريف، ولقد أصدروا فتاوى تاريخية تتناول النضال السياسي داخل مصر وفي الخارج.
الحراك الوطني
أضاف مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء أن أفراد هيئة كبار العلماء قد تولوا دوراً بارزًا في الحراك الوطني في هذه المرحلة المهمة وساهموا في نجاح الثورات في ذلك العصر الاستعماري.
الدور الوطني المهم بعد ثورة يوليو
واستمر هذا الدور الوطني المهم بعد ثورة يوليو وتحول النظام إلى جمهوري، ولعبت الهيئة دورًا مهمًا في تلك الفترة من خلال دعم جميع الخطوات والتحركات التي اتخذتها الدولة في تلك الفترة، بما في ذلك تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي وتسليح الجيش المصري وغيرها من القضايا المهمة في تاريخ مصر.
الثورات في الجزائر والعراق
كما أصدرت الهيئة بيانات خارجية في أحداث مراكش وبرقة ودعمت الثورات في الجزائر والعراق، ولا ننسى بياناتهم التي طالبت بالإفراج عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد. لذا، قد لاحظنا تواجد قوي لعلماء الأزهر داخل وخارج مصر.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
للسنة الثامنة على التوالي، يشارك الأزهر الشريف في معرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح خاص، وسيستمر المعرض في فترة من 24 يناير إلى 6 فبراير 2024، يأتي ذلك استجابة للمسؤولية التعليمية والدعوية التي يتحملها الأزهر في نشر الفكر الإسلامي المستنير الوسطي الذي اعتمده لأكثر من ألف عام.
يقع جناح الأزهر في معرض الكتاب في قاعة التراث رقم "4" ويمتد على مساحة تقدر بحوالي ألف متر مربع. يضم الجناح عدة أقسام مثل قاعة الندوات وقسم للفتوى وقسم للخط العربي، بالإضافة إلى قسم خاص للأطفال والمخطوطات.
اقرأ أيضا: هيئة النقل العام ترفع سعر تذكرة أتوبيسات معرض الكتاب لهذه الأسباب