عاجل .. عودة تنظيم داعش .. هجوم كرمان بإيران يكشف أسرار جديدة فى خنادق أمراء الدم
فاجئ تنظيم “داعش - خراسان” في مطلع العام الجاري، الجميع بمدى تقدمه تواجده على الأرض. وفي عرض لقدراته على موائمة أفعاله مع الخطاب المتطرف، أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم كرمان بإيران، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
عودة تنظيم داعش ونجاح استراتيجيات التجنيد
هذا الهجوم أكد على نجاح استراتيجيات التجنيد لـ"داعش - خراسان"، معلنًا عن وجوده فى آسيا.
يمكن قراءة تورط المجندين الطاجيك في هجوم كرمان بإيران في سياق نجاح استراتيجية داعش خرسان في تجنيد عناصرمتعددة، خارج تواجدها التقليدي في هذه المنطقة، حيث تعد الأراضي "الأساسية" لتنظيم داعش في هذه المنطقة هي أفغانستان وباكستان.
ولا يقتصر تواجد تنظيم داعش في جنوب آسيا على أفغانستان وباكستان، بل يمتد ليشمل الأراضي "المحيطة"، بما في ذلك الهند، وبنجلاديش، وميانمار، وجزر المالديف، وسريلانكا.
ويرى المراقبون أن معاملة طالبان القاسية للأقليات في أفغانستان، بما في ذلك الطاجيك، هو ما خلق تربة خصبة لتجنيد الشباب هناك.
وكانت المخاوف بشأن تجنيد المواطنين الطاجيكيين في تنظيم “داعش - خراسان” موجودة منذ فترة، حيث تم القبض على العديد من المواطنين الطاجيكيين فيما يتعلق بمؤامرة ضد أهداف أمريكية وحلف شمال الأطلسي في ألمانيا في 2020.
واعتقلت السلطات الألمانية والهولندية المزيد من أعضاء داعش الطاجيكيين في تنظيم “داعش-خراسان” في أواخر 2023 كجزء من عملية لإحباط مؤامرة وداعش-خراسان.
وتشير العملية الإرهابية الأخيرة بإيران إلى تحول خطير حيث نقل معركة داعش-خراسان مباشرة إلى رموز القيادات الشيعية، يعطي مصداقية أيديولوجية لداعش أمام اتباعه، كما أنه يزيد فرصة تجنيد العناصر المناهضة للشيعة في العالم الإسلامي، وبالتالي توسيع رقعة انتشارهها في مناطق أوسع.
علاوة على ذلك أن فرص تنظيم داعش-خراسان لاستغلال موقعها للأستفادة من الانقسام السني الشيعي والكراهية المتجذرة تجاه إيران، بسبب تورطها في أفغانستان وباكستان.
فمنذ تولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، تزايد التهديد الذي يشكله الإرهاب في المنطقة. ومع ذلك، فإن التهديد الرئيسي ليس حركة طالبان ولا حليفها التقليدي تنظيم القاعدة، بل فرع داعش الإقليمي فى "ولاية خراسان".
يرى الدكتور رفيق الدياسطي أستاذ الجغرافية السياسية بكلية الدراسات الآسيوية العليا، أن تنظيم داعش يعيش الآن صراعا وجوديا، من أجل الحفاظ على أهميته في مواجهة المنافسة مع الجماعات المسلحة المتنافسة، والضغوط القوية لمكافحة الإرهاب.
وأشار “الدياسطي” إلى أن هذه الجماعة سعت إلى عمل حملة دعائية موسعة بهدف التجنيد وتوسيع رقعتها وجذب الأتباع في جميع أنحاء جنوب ووسط آسيا، ووضع نفسها كمنافس إقليمي لما تعتبره أنظمة قمعية.
الجدير بالذكر أن أجندة “داعش - خراسان” التى تهدف إلى إقامة خلافة إسلامية في وسط وجنوب آسيا، تم تنفيذها بقوة منذ عام 2021، وساعدها في ذلك الانهيار اللاحق للحكومة الأفغانية.