السعودية تستهدف دخول قائمة أكبر 10 دول منتجة للأسلحة في العالم
شهد قطاع الصناعات العسكرية في المملكة العربية السعودية تحولًا ملحوظاً على مدى العقود القليلة الماضية، مع تركيز متزايد على تطوير القدرات الدفاعية المحلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وخلال السنوات الماضية، شهدت المملكة تطورًا في مجال التصنيع والتكنولوجيا، مما أدى إلى تعزيز قدراتها العسكرية وزيادة استقلاليتها في تلبية احتياجاتها الأمنية والدفاعية.
وتحظى صناعات الدفاع والأمن بأهمية استراتيجية في المملكة، حيث تُعَدُّ واحدة من العوامل الرئيسية للحفاظ على الاستقرار وضمان الأمن القومي.
في هذا السياق، شهد قطاع الصناعات العسكرية تنوعًا وتطورًا في مجموعة متنوعة من المجالات، بدءًا من تصميم وتصنيع المعدات العسكرية الحديثة إلى تطوير تقنيات الكترونية متقدمة لتعزيز القدرات التكتيكية والاستراتيجية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت المملكة تفانيًا في بناء قاعدة صناعية متقدمة وقابلة للتوسع، من خلال إقامة مرافق صناعية متخصصة تعنى بإنتاج وتصنيع مجموعة واسعة من المعدات والأنظمة العسكرية.
وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي وتحقيق تكنولوجيا محلية تتواكب مع أعلى المعايير الدولية.
كما تسعى المملكة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الصناعات العسكرية من خلال التبادل التكنولوجي والشراكات مع الدول الشقيقة والصديقة.
وهذا التفاعل يسهم في نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات، مما يسهم في تطوير القدرات الصناعية وتقوية الروابط الدفاعية والأمنية.
وتُعَدُّ هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية شاملة لتحقيق تنوع الاقتصاد السعودي وتطوير الصناعات الوطنية في سياق التحول الوطني ورؤية 2030.
وتهدف المملكة إلى بناء قدراتها الصناعية والتكنولوجية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق أهدافها الاقتصادية والأمنية على المدى البعيد.
قطاع الصناعات العسكرية في المملكة (النشأة ومراحل التطور)
تاريخ تطور الصناعات العسكرية في المملكة:
بدأت المملكة العربية السعودية إنتاجها العسكري في عام 1949، عندما تأسست المصانع الحربية، وفي عام 1985، تحولت المصانع الحربية إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية، بينما شهد عام 2013، تنظيم المؤسسة وتحويلها إلى المؤسسة العامة للصناعات العسكرية.
تحتوي المؤسسة العامة للصناعات العسكرية على ستة عشر مصنعًا يقومون بإنتاج متنوع من الذخيرة الخفيفة والمتوسطة، والقذائف، وأجهزة التحكم والاستشعار، والعربات العسكرية، والناقلات المدرعة، والطائرات بدون طيار، وقطع الغيار والتجهيزات العسكرية المختلفة.
شهدت فترة حكم الملك سلمان بن عبد العزيز زيادة ملحوظة في الاهتمام بتطوير الصناعات العسكرية وتعزيز التوطين في هذا القطاع.
في مايو 2017، أعلنت المملكة إنشاء الشركة السعودية للصناعات العسكرية، ولاحقًا بثلاثة أشهر، تم الإعلان عن إنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية. تهدف هذه الهيئة إلى تنظيم وتطوير القطاع، ومراقبة أدائه من خلال وضع استراتيجيات تحقيقية.
تهدف الشركة السعودية للصناعات العسكرية لتكون محركًا رئيسيًا للتحول في القطاع، وداعمًا لنموه بحيث تصل نسبة التوطين إلى 50% من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري بحلول عام 2030.
من المتوقع أن تكون للشركة أثرًا إيجابيًا على الاقتصاد السعودي من خلال زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتحسين ميزان المدفوعات، كما سيكون لها دور في زيادة المحتوى المحلي في قطاع الصناعات العسكرية وزيادة حجم الصادرات، وجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال تعاونها مع كبار شركات الصناعات العسكرية العالمية.
من المتوقع أن يشجع زيادة الطلب على منتجات الشركة المحلية على تعزيز قطاعات مثل توفير المكونات والمواد الخام، وتقديم خدمات لوجستية متقدمة وبرامج تدريب متميزة.
وتستهدف السعودية من توطين صناعتها العسكرية اللآتي:
- توفير ما بين 50,000 و 100,000 وظيفة جديدة.
- دعم الاقتصاد الوطني بنحو 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
- توفير فرص للشركات المحلية للمشاركة في مشاريع تصنيع عسكرية متقدمة.
أهم الشركات المساهمة في قطاع الصناعات العسكرية بالمملكة
تسهم مجموعة من الشركات البارزة في تعزيز القدرات العسكرية للملكة، وتحقيق الأمان الوطني لها، حيث يشهد القطاع تقدمًا ملحوظًا بفضل جهود هذه الشركات الملتزمة بتقديم أعلى مستويات التكنولوجيا والجودة.
في هذا السياق، نستعرض مجموعة متنوعة من الشركات المساهمة الرائدة في قطاع الصناعات العسكرية بالمملكة:
- الشركة السعودية للصناعات الدفاعية (سامي) بالرياض.
- شركة الإلكترونيات المتقدمة بالرياض.
- شركة مشاريع الدفاع للصناعات العسكرية بالرياض.
- شركة المعدات المكملة للطائرات المحدودة بمدينة جدة.
- شركة السلام لصناعة الطيران بالرياض.
- شركة قدرة الصناعية بالرياض.
- شركة انترا للتقنيات الدفاعية بالرياض.
- شركة الشهيلي للصناعات المعدنية بالرياض.
- شركة آليات النظافة بالرياض.
- شركة القياس الذكي بالرياض.
- المصنع السعودي لأنظمة الأهداف الإلكترونية بالرياض.
- شركة اسيا للصناعات المتخصصة بالجبيل.
- شركة الامان لأجهزة الإنذار والتحذير بالرياض.
- شركة ايراف الصناعية المحدودة بالرياض.
- شركة التدريع للصناعة بالرياض.
- شركة الزامل للخدمات البحرية بالدمام وجدة.
- شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة بالرياض.
- الشركة السعودية للتقنيات المتقدمة (وهج) بالرياض.
- شركة الصناعات المتحدة للمركبات.
- شركة سيليكس جاليليو (السعودية) .(Galileo Saudi Arabia)
- معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة.
- مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية .
- مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية.
- مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية .
- شركة عبد الله الفارس للصناعات الثقيلة.
منتجات المملكة العربية السعودية في قطاع الصناعات العسكرية
تسعى السعودية إلى تنوع وتطوير منتجاتها العسكرية التي تشمل مجموعة واسعة من الفئات، وسوف نستعرض في هذا السياق مجموعة من المنتجات البارزة في قطاع الصناعات العسكرية السعودية.
- طائرات عسكرية: تمتلك المملكة قدرات في تصنيع وتطوير الطائرات بدون طيار، مثل (صقر ـ صقر 1 ـ صقر 2 ـ سكايغارد)، وتصنع «لونا» بالتشارك مع ألمانيا، و«سيكير 400» بالتشارك مع جنوب إفريقيا، و«فستيل كاراييل» بالتشارك مع تركيا، وجميعها على أرض المملكة.
- المركبات العسكرية: تشمل تصنيع مجموعة متنوعة من المركبات العسكرية كالدبابات والمدرعات والمركبات القتالية، مثل: (تاترا 810 ـ تاترا 815 ـ تاترا 158 ـ تاترا 7ـ815 ) تصنع من قبل المؤسسة العامة للصناعات العسكرية، بالتشارك مع جمهورية التشيك، كما تصنع المملكة مدرعة (الفهد)، ومن المركبات (الشبل 1 ـ الشبل 2).
- الأسلحة والذخيرة: تشمل تصنيع مجموعة متنوعة من الأسلحة والذخيرة كالبنادق والمسدسات والرشاشات والقذائف، ومنها: (إم بي 5) نصف رشاش، و(جي 3) بندقية معركة، و (جي 36) ويصنع في المؤسسة العامة للصناعات العسكرية بالتشارك مع ألمانيا، و(إيه كيه ـ 103)، بندقية اقتحام، و (اي جي اس ـ 30) قاذف قنابل، بالتشارك مع روسيا.
- أنظمة الاتصالات والإلكترونيات العسكرية وأقمار صناعية: تتضمن تصنيع أنظمة الاتصالات والإلكترونيات العسكرية مثل أنظمة الرادار وأنظمة الاتصالات وأنظمة الاستشعار عن بُعد، ومنها: (سعودي سات ـ سعودي كمسات)، قمران صناعيان،
- أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الدفاعية: تمتلك المملكة قدرات في تصنيع أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الدفاعية، فتقوم الشركة السعودية للصناعات العسكرية بتصنيع راجمة الصواريخ (توس ـ 1)، ومضاد الدروع (9 إم 133 كورنت) بالتشارك مع روسيا.
- الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات: تشمل هذه المنتجات تطوير حلول الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات العسكرية لحماية الأنظمة العسكرية والتحكم فيها من التهديدات الإلكترونية.
- المعدات واللوازم العسكرية الأخرى: تشمل هذه المجموعة تصنيع مجموعة متنوعة من المعدات واللوازم العسكرية الأخرى التي تدعم القوات المسلحة في أداء مهامها بفعالية، مثل معدات اللوجستيات والصيانة والتدريب.
- التمويه: تصنع المملكة العديد من بدل تمويه عسكري، مثل بدل تمويه القوات الجوية والبرية والسرب التاسع والتسعون، والقوات البحرية، والدفاع الجوي.
موقع المملكة عالميًا من حجم الاستثمارات في قطاع الصناعات العسكرية
احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة العاشرة في العالم من حيث حجم الاستثمارات في قطاع الصناعات العسكرية في عام 2022، حيث بلغت قيمة الاستثمارات العسكرية السعودية في عام 2022 حوالي 10.6 مليار دولار أمريكي.
وتعد الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم من حيث حجم الاستثمارات في قطاع الصناعات العسكرية، بينما تستهدف السعودية أن تصبح من بين أكبر 10 دول منتجة للأسلحة في العالم بحلول عام 2030.
استثمارات المملكة في الصناعات العسكرية ليست مقتصرة على الداخل فحسب، بل تتضمن أيضًا تكوين شراكات مع كبريات شركات الصناعة العسكرية العالمية.
وتسعى المملكة بهذه الاستثمارات إلى تعزيز البنية التحتية الصناعية وزيادة محتوى الإنتاج المحلي، وبالتالي تقليل الاعتماد على واردات الأمن والدفاع.
كما تتطلع المملكة إلى تحقيق تفوق وتميز في مجال الصناعات العسكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مما يسهم في تعزيز مكانتها الاستراتيجية والاقتصادية.