أمريكا تنقذ إسرائيل عبر ”داعش”
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة، بيانًا منسوبًا إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يعلن فيه مسئوليته عن تفجيري محافظة كرمان بإيران، أمس الأربعاء.
وفيما تبنى الإعلام التابع للولايات المتحدة الأمريكية الترويج للبيان، تعاملت إيران والأوساط العربية مع البيان بحذر، حيث أفاد عدد من كبار الباحثين والمتابعين للحركات الإسلامية أن التنظيم فقد قدرته منذ فترة كبيرة على القيام بأي عمليات في مناطق نفوذه خاصة في سوريا والعراق، وأن مزاعم تنفيذه لتفجيري كرمان تبقى محل شكوك كبيرة للأسباب التالية:
أولاً ـ التنظيم ليس في حالة عداء شديدة مع إيران تجعله يتبنى قتل المدنيين.
ثانيًا ـ أن التنظيم فقد قدرته على تنفيذ عمليات كبرى بعد تسديد الولايات المتحدة الأمريكية له ضربات قاتلة نجحت في ملاحقة جميع قادة التنظيم في البلدان العربية، وتدمير قدراته العسكرية بشكل شبه كامل.
ثالثًا ـ أن أولويات التنظيم إن وجدت له بقايا من الأفراد فهي الانتقام من دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وليس قتل المدنيين في إيران.
رابعًا ـ عمليات التفجير تمت باستخدام تقنيات حديثة عبر تفجير عبوات عن بعد، وهي تقنيات يملكها حصرًا جهاز الموساد الإسرائيلي، ووكالة المخابرات الأمريكية، ونظيرتها في الدول الأوروبية.
خامسًا ـ طبقًا لأيدولوجية تنظيم الدولة "داعش" فإنه يستغل أي فرصة أو إمكانات متاحة الآن للعمل ضد أمريكا وإسرائيل نصرة للمقاومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الذي يباد على أيدي القوات الإسرائيلية الآن.
وجزم خبراء الحركات الإسلامية أنه لا صلة على الإطلاق لتنظيم "داعش" بتفجيري كرمان بإيران، وأن هناك دولًا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بنسب عمليات بعينها للتنظيم الذي لم يعد موجودًا، وهي في هذه المرة تحاول حماية ربيبتها إسرائيل من الغضب الإيراني، وأذرع طهران المقاومة في لبنان، واليمن.
وتشير كافة الدلائل إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي هو من نفذ هذه العملية الدموية ضد المدنيين في محافظة كرمان مسقط رأس قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، الذي كانت تحيي الحشود الذكرى الرابعة لاغتياله على أيدي القوات الأمريكية بالعاصمة العراقية بغداد في يناير 2020.
ويربط المراقبون بين بيان داعش المزعوم وتنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية لعمليات اليوم ضد مقار الحشد الشعبي بالعراق، التي قتلت على إثرها 9 من قيادات الحشد وعلى رأسهم حسين يزبك، القيادي بحزب الله العراقي، وهو ما يعني أن عمليات اغتيال قادة المقاومة في الدول العربية تتم الآن بالمشاركة والتنسيق بين أمريكا وإسرائيل، ولكن واشنطن تتبع سياسة التضليل الإعلامي التي تحمي بها إسرائيل من ردود أفعال حركات المقاومة في الوطن العربي.