فى ذكرى ميلاده.. حكايات حزينة فى حياة شرير الشاشة محمود المليجى

محمود المليجي
محمود المليجي

يصادف اليوم ذكرى ميلاد "شرير الشاشة" و "أنتونى كوين الشرق" محمود المليجي، حيث ولد في مثل هذا اليوم من عام 1910، والذي يعتبر واحد من أشهر الفنانين المصريين في القرن الماضي، و الأكثر حضوراً في تاريخ السينما والتلفزيون، حيث قدم أكثر من 500 عملّاً فنياً، منهم 21 فيلم تم إختيارهم في قائمة أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996.

انضمّ محمود المليجي في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي - وكان مغمورًا في ذلك الوقت - إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها مرتباً قدره 4 جنيهات.

ولاقتناع الفنانة فاطمة رشدي بموهبته المميزة رشحته لبطولة فيلم سينمائي اسمه (الزواج على الطريقة الحديثة) بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقّن براتب قدره 9 جنيهات مصرية.

شكل المليجى مع زميل مشواره فريد شوقى ثنائيا ناجحا فى السينما المصرية، فهو أكثر الممثلين ضربا من فريد شوقى، ويقول المليجى فى أحد البرامج التيفزيونية "الجمهور لما بيقابلنى بيهزر معايا ويهددنى بوحش الشاشة".

قدم كم هائل من الأعمال الفنية حتي أنه شارك في 18 عمل فني خلال عام 1954.

وهم أفلام "الوحش"، إخراج صلاح أبو سيف بطولة أنور وجدى، سامية جمال، و "دلونى يا ناس" من إخراج السيد زيادة بطولة علوية جميل، توفيق الدقن، محمود شكوكو، و"نور عيونى" إخراج حسين فوزى بطولة نعيمة عاكف، كارم محمود وزينات صدقى، و "الناس مقامات" إخراج السيد زيادة وبطولة شكرى سرحان، هند رستم، و "رقصة الوداع" من إخراج عز الدين ذو الفقار، بطولة سامية جمال، عماد حمدى، و "أبو الدهب" إخراج حلمى رفلة بطولة فريد شوقى، هدى سلطان، و"الأستاذ شرف" إخراج كامل التلمسانى، بطولة أنور وجدى، سميرة أحمد، و" إنسان غلبان" إخراج حلمى رفلة، بطولة إسماعيل يس، عايدة عثمان، و"فتوات الحسينية"، إخراج نيازى مصطفى، بطولة فريد شوقى، هدى سلطان و"تاكسى الغرام"، من أخراج نيازى مصطفى بطولة عبد العزيز محمود، هدى سلطان، و"المال والبنون"، إخراج إبراهيم عمارة، بطولة محسن سرحان، زهرة العلا، و"خليك مع الله"، إخراج حلمى رفلة، بطولة إسماعيل يس ونادية رياض، و "كدت أهدم بيتى"، إخراج أحمد كامل مرسى، بطولة محسن سرحان، سميحة أيوب، و "يا ظالمنى"، إخراج ابراهيم عمارة.

و "المجرم" إخراج كمال عطية بطولة شكرى سرحان وسميرة أحمد، و "الملاك الظالم" إخراج حسن الإمام، وبطولة كمال الشناوى، فاتن حمامة، "الحياة الحب" إخراج لطفى نور الدين، وبطولة يحيى شاهين، ليلى مراد، و "وعد"، إخراج أحمد بدرخان، من بطولة مريم فخر الدين، عدلى كاسب، عزيزة حلمى، وشارك المليجى، قصة وسيناريو وحوار يوسف جوهر.

ومن المواقف المثيرة عن المليجي التي حكاها في مذكراته، حينما كتب عن دفنه لشقيقته حية، حيث كانت شقيقته تعاني من المرض لمدة 20 عاما ثم توفيت وقام بدفنها بنفسه.

ويقول المليجي في مذكراته: "بعد سنوات طويلة، ذهبت إلى المقابر لدفن أحد أقاربي، وعند فتح المقبرة، وجدت شقيقتي في مكان آخر غير الذي وضعتها به، وحينها تأكدت بأنها كانت في غيبوبة وكانت على قيد الحياة عندما دفنتها".

واستطاع المليجي أن يتقمص كل أدواره وأن يعيش فيها ويقدمها بصدق حتى أنه تقمص مشهد الموت فى أخر أفلامه، فمات بالفعل، لقد أحب الفنان محمود المليجي التمثيل و "مات" فيه حرفيا.

وتحدث المخرج الكبير هانى لاشين مخرج فيلم أيوب في حلقة خاصة عن المليجي وقال : "قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وجلس الفنانان الكبيران المليجى وعمر الشريف يشربان القهوة، وكان من المفترض طبقا للسيناريو أن يوجه المليجى حديثه لعمر الشريف.

وكُتب في السيناريو أن يقول المليجي لعمر الشريف: "الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرق فى النوم".

وأضاف لاشين أن جميع الموجودين نظروا إلى المليجى بدهشة وإعجاب من روعة تمثيله، وقال له عمر الشريف:"إيه يا محمود خلاص بقى اصحى".

لكن كانت المفاجأة أن المليجى لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة، فمات وهو يؤدى مشهد الموت، وقبل وفاته طلب أن يشرب فنجان قهوة مع عمر الشريف، وكان هذا أخر ما طلبه.

وتزوج الفنان الكبير محمود المليجى من الفنانة عُلوية جميل في 1939 واستمر زواجهما 44 عاماً حتى رحيله، وعند وفاته لم يستطع المخرج هاني لاشين إخبار زوجته أن المليجي مات فقالوا لها إنه يعاني من إغماءة بسيطة، وتم الاتصال بالطبيب ليعلن هو الوفاة لتقل الصدمة عليها.

تم نسخ الرابط