«إيجور أوبروبوف» يكشف لـ«الموجز» عن أحدث منتجات «روساتوم هيلث كير» في مجال الطب النووي
* العلاج الإشعاعي مطلوب لتشخيص وعلاج ما يقرب من 50% من مرضى السرطان
* شركة روساتوم تنفذ مهامها في مجال الرعاية الصحية بطريقة أكثر شمولية وبأحدث التقنيات
* ننتج 11 من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لتشخيص وعلاج أمراض الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية
تستضيف القاهرة المعرض والمؤتمر الأفريقي الثاني Africa Health ExCon 2023، المخصص لسوق الرعاية الصحية والصيدلة، وتقام هذه الفعالية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الرئيس التنفيذي لـ«روساتوم هيلث كير» يكشف عن أحدث المنتجات الروسية في الطب النووي
وتجمع تلك الفعالية وفودًا ومشاركين من أكثر من 70 دولة، بما في ذلك من شركة روساتوم الحكومية، الذي يشارك ممثلوها بشكل فعال في برنامج الأعمال، حيث سيتحدثون عن الحلول والمنتجات الروسية عالية التقنية في مجال الرعاية الصحية، وعلى هامش المعرض يوجد أيضًا جناح عرض لشركة روساتوم مخصص للحلول التي تقدمها شركة روساتوم في مجال الطب النووي.
وعلى هامش المؤتمر والمعرض، تحدثنا مع "إيجور أوبروبوف" الرئيس التنفيذي لشركةRusatom Healthcare القسم الذي يروج للتقنيات النووية الروسية في مجال الطب، وكذلك تقنيات الإشعاع لمراكز التشعيع والتعقيم.
علمًا أنه تم إنشاء الشركة على أساس مؤسسات ومعاهد روساتوم بهدف التطوير الشامل للتقنيات الطبية في روسيا والخارج. يشار إلى إن شركة Rusatom Healthcare تتطور في أربعة مجالات رئيسية هي:
1- حلول شاملة جاهزة في مجال الطب.
2- إنتاج وتوريد منتجات النظائر (50 دولة في العالم).
3- معدات التشخيص والعلاج.
4- حلول للتطبيقات الصناعية لتقنيات الإشعاع.
وأجاب "إيجور أوبروبوف" الرئيس التنفيذي لشركةRusatom Healthcare على بعض التساؤلات التالية:
= أخبرنا عن أحدث الاتجاهات في استخدام الطب النووي؟ وما الذي يميز هذا الاتجاه عن الطرق التقليدية؟
إذا تحدثنا عن التقنيات فإن جوهر الطب النووي هو استخدام النظائر المشعة - فهذه عناصر قصيرة العمر، يتشكل خلال عملية الانحلال الإشعاع المؤين، هناك طرق مختلفة لاستخدام الإشعاع المؤين (فوتونات عالية الطاقة وبروتونات ونيوترونات وإلكترونات وأيونات ثقيلة). يمكن أن يكون العلاج الإشعاعي إما عن بعد (يكون مصدر الإشعاع على مسافة من المريض)، أو ملامسًا (مصدر الإشعاع على اتصال بالورم) ومنهجي (إدخال الأدوية الإشعاعية).
والعلاج الإشعاعي مطلوب لتشخيص وعلاج ما يقرب من 50% من مرضى السرطان، ويتم اكتشاف حوالي 20 مليون حالة جديدة سنويًا في العالم. من السمات المهمة للطب النووي أيضًا إمكانية التشخيص والعلاج المتزامنين للأورام السرطانية (ما يسمى ثيرانوستكس - وهو مفهوم يتكون من كلمتين: التشخيص والعلاج).
ومن الواضح أن هناك طرقًا كلاسيكية - الجراحة والعلاج الكيميائي، والآن توجد العقاقير الموجهة لا علاقة لها بالأدوية الإشعاعية، ولكن في بعض الحالات، يمكن فقط للعلاج باستخدام تقنياتنا أن ينقذ ويطيل حياة الأشخاص المصابين بالسرطان في المرحلة الثالثة أو الرابعة، علاوة على ذلك إذا كنا نتحدث عن المراكز التي لديها أيضًا إمكانية التشخيص فيمكننا اكتشاف عدد أكبر بكثير من الأمراض في المراحل المبكرة وبالتالي ليس فقط إنقاذ الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مرض خطير، ولكن أيضًا التصرف بشكل وقائي واستباقي. بالإضافة إلى ذلك يتيح لنا تطوير صناعتنا التحدث عن التوسع الكبير الوشيك في استخدام الطب النووي لعلاج عدد من الأمراض ذات الأهمية الاجتماعية (أمراض يتوقف حدوثها و (أو) انتشارها إلى حد كبير على الظروف الاجتماعية والاقتصادية، مما يتسبب في إلحاق الضرر بالمجتمع ويتطلب الحماية الاجتماعية للفرد).
وبالتالي أنا متأكد من أنه مع تطور العلم ، سوف يشهد نطاق تطبيق هذه الامكانات توسعاً ملحوظاً.
= من المعروف أن شركة روساتوم هي واحدة من أكبر خمسة مشاركين في القطاع العالمي للمنتجات المستخدمة في إنتاج النظائر؟ وما هو دور الشركة في إنتاج المعدات الطبية ومرافق البنية التحتية في هذا المجال؟
تتناول شركة روساتوم اليوم مسألة تنفيذ مهامها في مجال الرعاية الصحية بطريقة أكثر شمولية، حيث نستخدم أحدث التقنيات الحالية ونقوم برفع مستوى كفاءاتنا لإنشاء نظام فعال للرعاية الطبية في مجال تشخيص وعلاج الأمراض ذات الأهمية الاجتماعية.
واليوم تشمل أنشطة شركة روساتوم الحكومية في مجال الرعاية الصحية مجمع النظائر وإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية وإنتاج معدات طبية عالية التقنية ومعالجة المنتجات الطبية بالإشعاع المؤين، بالاضافة إلى منشآت البنية التحتية الطبية الخاصة بها.
وحالياً تطرح شركة روساتوم إلى السوق 16 نوعًا من المعدات الطبية المطلوبة من تصميمها وإنتاجها الخاص، وهنا لابد من التنويه إلى حقيقة أن المعدات والأجهزة التي تنتجها شركة روساتوم تحظى بتقدير كبير ليس فقط من قبل المؤسسات الروسية المعنية، ولكن أيضًا من قبل المجتمع الطبي الدولي.
واليوم نحن نعمل للحصول على تراخيص لتنظيم عمليات توريد هذه الأجهزة للخارج. أود أن أشير بشكل خاص إلى مجمع جاما العلاجي "براخيوم"، والذي أبدى زملاؤنا في مصر اهتمامًا كبيرًا بهذا المجمع العلاجي، فمن بين الطرق المختلفة لعلاج مرضى الأورام، يحظى العلاج الإشعاعي التلامسي (المعالجة الكثبية) بأهمية كبيرة باعتباره إحدى الطرق الرائدة، إذ يمكن استخدام هذه الطريقة، جنباً إلى جنب مع توفر الأجهزة المطلوبة، في علاج جميع مرضى السرطان تقريبًا كما أنها تحافظ على أعضاء الجسم سليمة، مما يسمح بإعادة تأهيل المريض بشكل مبكر وكامل.
ويعتبر مجمع جاما العلاجي "براخيوم" مخصص للعلاج الشامل لأمراض الأورام في أعضاء الحوض والثدي والمريء والبلعوم الأنفي وتجويف الفم باستخدام العلاج الإشعاعي التلامسي، ويتم إيصال مصدر أشعة جاما مباشرة إلى منطقة الورم لفترة قصيرة ويقوم هذا المصدر بإنتاج إشعاع ذي دقة عالية جدًا، مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة دون أن تتأثر عمليًا. تُستخدم هذه الطريقة سواء بشكل مستقل أو مع العلاج الإشعاعي عن بعد والعلاج الكيميائي ومع الأساليب الجراحية.
كما يستخدم جهاز "براخيوم" تقنيات حديثة من المعالجة الكثبية بجرعات عالية، مما يجعل من الممكن إدخال مصادر الإشعاع وتنفيذ إجراءات العلاج بدقة عالية تصل حتى 1 مم، وتوفر مجموعة واسعة من المصادر حزمة كاملة من التطبيقات السريرية.
وتم إنشاء نظام تخطيط فريد من نوعه للمجمع، والذي سيضمن دقة توجيه الإشعاع والتحكم الكامل بطريقة العلاج بدءاً من تطوير الخطة العلاجية وصولاً إلى عدد المصادر المقدمة. كما أن التصوير ثلاثي الأبعاد، الذي تم إدخاله لأول مرة في جهاز المعالجة الكثبية، سوف يسمح بتحسين وتعديل طريقة العلاج في اللحظة الآنية.
أما بالنسبة لمرافق ومنشآت البنية التحتية الطبية، نقدم هنا أيضًا حلولاً شاملة بدءاً من تصميم مبنى مع مراعاة جميع متطلبات الأمن والسلامة وصولاً إلى تجهيزه بالمعدات والأجهزة المطلوبة وتدريب الكوادر الطبية.
وفي حال أجرينا تقييماً على نطاق عالمي فإننا نرى نقصًا واضحًا في مراكز الطب النووي في مختلف دول العالم، بما في ذلك روسيا ومصر، فهناك دراسات تشير إلى أن أحد هذه المراكز التشخيصية الطبية المعقدة للتقنيات النووية الطبية والإشعاعية مطلوب اليوم لمعدل 10 ملايين نسمة. لكن في الواقع لا يوجد الكثير منها، ولا تزال العديد من الدول بحاجة إلى مثل هذه المراكز. لذلك نريد أن نتطور في هذا الاتجاه كشريك موثوق مع جميع الدول الصديقة التي هي بحاجة ماسة لمثل هذه المراكز، بما في ذلك بالطبع جمهورية مصر العربية. مهمتنا هي توفير علاج عالي الجودة لأكبر عدد ممكن من الناس في العالم.
= ما هي أبرز إنجازات شركة روساتوم في مجال النظائر الطبية والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية؟
روساتوم هي واحدة من الشركات الرائدة في العالم في إنتاج النظائر الطبية. نحن نلبي الاحتياجات عليها بالكامل في السوق الروسية ونوفرها لأكثر من 50 دولة في العالم. نحن ننتج 11 من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لتشخيص وعلاج أمراض الأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وكن نظام الرعاية الصحية اليوم يحتاج إلى نطاق أوسع بكثير من الأدوية الإشعاعية. لذلك نقوم الآن بتنفيذ أحد أهم مشاريع روساتوم في مجال الرعاية الصحية وهو بناء أكبر مصنع في أوروبا لإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية في مدينة أوبنينسك.
وبحلول عام 2025 سينتج 21 خط إنتاج أكثر من 25 نوعًا من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، وهنا لابد من التأكيد على حقيقة أن المصنع، الذي تم بناؤه وفقًا لمعايير GMP، سوف يلبي تمامًا احتياجات الأطباء والمرضى ليس فقط في روسيا ولكن أيضًا في البلدان الصديقة في مجال المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية.
= ما الذي يمكن أن تقدمه روساتوم لشركائها المصريين في مجال الطب النووي؟
إذا تحدثنا عن إمكانيات روساتوم، التي نعرضها على الشركاء في مصر فهي واسعة النطاق. إذ أن روساتوم اليوم هي واحدة من أكبر 5 موردين في العالم لمنتجات النظائر. بالإضافة إلى ذلك نحن ننتج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، مثل اليود والسماريوم والسترونشيوم ومولدات التكنيشيوم وغيرها من الأدوية ذات الصلة.
ولكننا لا نخطط أن نقتصر على الإنتاج الحالي فقط ونعتزم توسيع خطوط الانتاج بشكل ملحوظ، بما في ذلك جنباً إلى جنب مع الشركاء من جمهورية مصر العربية. نقوم اليوم في روسيا ببناء مصنع لإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، والذي سيصبح من أكبر المصانع في العالم والأكبر من حيث مجموعة الأدوية المنتجة. كما سيتم اعتماد المصنع وفقًا لمعايير GMP (ممارسات التصنيع الجيدة) المعترف بها في جميع أنحاء العالم. إذاً الخطة تشمل توريد الأدوية الإشعاعية لاحتياجات الأطباء والمرضى المصريين، وكذلك التطوير البحثي المشترك لانتاج أنواع جديدة من الأدوية.
بالإضافة إلى ذلك تتمتع شركة روساتوم بخبرة واسعة في تصميم وإنتاج معدات وأجهزة الطب النووي. مثل مجمعات السيكلوترون وأجهزة العلاج الإشعاعي والمعالجة الكثبية. حالياً نقوم بتصنيع أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي. فيما يتعلق بالمعدات والأجهزة فنحن على استعداد لتوريدها إلى مصر وكذلك العمل سوية على تصميم أنواع جديدة من شأنها أن تساعد الشعب المصري في الحصول على معالجة طبية عالية الجودة وفعالة.
وتجدر الإشارة إلى أن معدات الطب النووي والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية تتطلب ظروف تشغيل خاصة، وهنا لابد من التنويه إلى أن روساتوم لديها الكثير من الخبرة في هذا المجال، بالاضافة إلى ذلك نحن نقوم ببناء مراكز الطب النووي في المناطق التي يتم تقديم الخدمات مباشرة للمرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، وبالتالي فإن تشييد مرافق ومنشآت البنية التحتية الطبية لمواطني جمهورية مصر العربية تعتبر مجالاً آخر للتعاون بين الجانبين، وأنا أرى اهتماماً كبيراً للشركاء بخبرتنا وأنا متأكد من أن التعاون بين روساتوم وجمهورية مصر العربية سيكون فعالاً واستراتيجيًا ومفيدًا للطرفين، والأهم من ذلك أنه سيساعد على زيادة عدد التقنيات الطبية العالية لسكان البلاد.