«روسآتوم» تحصل على ترخيص لبناء أول محطة طاقة نووية منخفضة القدرة براً

ترخيص لبناء أول محطة
ترخيص لبناء أول محطة طاقة نووية منخفضة القدرة براً

أعلنت شركة روساتوم الروسية والمسئولة عن بناء محطة الضبعة النووية بمحافظة مرسى مطروح، عن حصول مجموعة شركات «روس إنيرغو آتوم» وهي (القسم المسؤول عن انتاج الطاقة الكهربائية والحرارية في شركة روس آتوم الحكومية) في ابريل 2023 على ترخيص من الهيئة الفيدرالية للإشراف البيئي والتكنولوجي والنووي لبناء محطة ياكوتسك للطاقة النووية منخفضة القدرة في منطقة أوست – يانسكي في جمهورية ساخا (ياقوتيا).

وأشارت الشركة إلى أن مشروع محطة الطاقة النووية منخفضة القدرة يعتمد على أحدث الابتكارات الروسية والحديث يدور عن مفاعل نووي مبرد بالماء RITM-200N، والذي نتج عن عملية تكييف التقنية المبتكرة منخفضة القدرة للمفاعلات العائمة لتصبح صالحة للعمل براً. فقد تم اختبار مفاعلات من سلسلة RITM-200 في ظل الظروف القاسية في القطب الشمالي على أحدث كاسحات الجليد الروسية والتي تفي بجميع متطلبات السلامة لمشاريع الطاقة النووية الحديثة، المعتمدة بعد حادثة فوكوشيما. علماً أن المحطة تتميز بصغر الحجم والنمطية وتقليل وقت البناء مقارنة بمحطات الطاقة النووية عالية القدرة.

وفي السياق ذاته، صرح مدير عام شركة "روس آتوم" الحكومية السيد أليكسي ليخاتشوف قائلاً:
"يمكن القول أن قرار الجهة الروسية المنظمة هو بمثابة علامة فارقة في الصناعة النووية العالمية. إذ تم الحصول على ترخيص لتشييد أول محطة طاقة نووية حديثة منخفضة القدرة تعمل براً في ظل ظروف القطب الشمالي القاسية، وهذا يؤكد مرة أخرى الريادة التي تتمتع بها التكنولوجيا النووية الروسية بلا منازع. تسير الأعمال التحضيرية على قدم وساق في المنطقة القريبة من قرية أوست كويغا، في إشارة إلى إنه تم بالفعل إيصال أكثر من 2000 طن من المواد والأجهزة إلى الموقع، الذي يعمل فيه حوالي 80 شخصًا و 38 قطعة من المعدات. وهنا أريد أن أؤكد بأن الأعمال تسير بخطى مدروسة ودقيقة ونحن نعتزم تشغيل أول محطة أرضية للطاقة النووية منخفضة القدرة في العالم بوحدة مفاعل RITM-200N في عام 2028 ".

وفيما يتعلق بسير العمل فقد أجرت شركة "روس آتوم" الحكومية حتى تاريخه بعض الأبحاث الهندسية التي تسبق عملية التصميم، مع التأكيد على حقيقة أن تنفيذ أعمال تصميم محطة ياكوتسك النووية منخفضة القدرة تتم قبل الموعد المحدد لها، بالاضافة إلى أنه تم البدء في إنشاء مرافق البنية التحتية خارج الموقع وبناء مساكن مؤقتة لجميع المشاركين في أعمال التنفيذ.

وتعتبر مسألة التنمية المتكاملة لمنطقة القطب الشمالي التابعة لروسيا الاتحادية إحدى الأولويات الاستراتيجية للدولة. كما تعد زيادة وتيرة حركة النقل على طول طريق بحر الشمال ذات أهمية قصوى تهدف لحل المهام المنوطة في قطاع النقل وإيصال المواد والمعدات ذات الصلة. يتم ضمان تطوير هذا الممر اللوجستي من خلال توفير عمليات الشحن المنتظمة للمواد وكذلك بناء كاسحات جليد جديدة تعمل بالطاقة النووية وتحديث البنية التحتية ذات الصلة. وهنا لابد من الاشارة إلى إن المؤسسات التابعة لشركة روس آتوم الحكومية تشارك بشكل فعال في هذا العمل.

ولابد من الإشارة إلى أنه هناك طلب عالمي متزايد على محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة في جميع أنحاء المعمورة. وبالتالي فإن وجود مشاريع مرجعية داخل البلاد تسمح لشركة روس آتوم الحكومية بإجراء حوار فعال مع العملاء الأجانب. ناهيك عن أنه تم - خلال العام الماضي – التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع شركاء من جمهورية قيرغيزستان وجمهورية اتحاد ميانمار وغيرهما من الدول الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة "روس آتوم" الحكومية تعتبر إحدى الشركات الرائدة في العالم ضمن إطار تصميم وبناء محطات الطاقة النووية منخفضة القدرة. وهى المقاول الرئيسي لأول محطة للطاقة النووية في مصر بالضبعة في محافظة مطروح.

والجدير بالذكر أن المراحل الأولى من انتاج الطاقة النووية بدأت من خلال مفاعلات منخفضة القدرة. حيث تم في عام 1954 تشغيل أول محطة للطاقة النووية في العالم بقدرة 5 ميغاوات في أوبنينسك، مع العلم أن عمل المحطة فتح المجال، من بين الأمور الأخرى، أمام تطوير التقنيات المطلوبة من أجل إنشاء أسطول كاسحات الجليد النووية. بمعنى أن طاقم أول كاسحة جليد "لينين" في العالم تعمل بالطاقة النووية تدرب في أول محطة للطاقة النووية في العالم على كيفية إدارة وتشغيل المفاعل النووي.

وتم تطبيق التجربة الفريدة من خلال تشغيل مئات المفاعلات، التي عملت من دون أي أعطال جسيمة لسنين عديدة ومن دون وقوع حوادث طارئة، بالإضافة إلى تصميم وتصنيع وتشغيل وتحديث 26 مفاعلاً عائماً في إنشاء محطة الطاقة الحرارية النووية العائمة الوحيدة في العالم (FNPP)، التي تقوم منذ شهر كانون الأولديسمبر 2019، بإنتاج الكهرباء لتلبية احتياجات منطقة تشوكوتكا. وفي شهر أيارمايو 2020 تم إطلاق عملية التشغيل الصناعي للمحطة في مدينة بيفيك الواقعة في أقصى شمال روسيا.

كما شكلت الخبرة المتراكمة لشركة "روس آتوم" الحكومية في مجال تصميم وتشغيل المفاعلات النووية العائمة في ظل أقسى الظروف المناخية، الأساس لتطوير مفاعلات نمطية صغيرة من سلسلة RITM. وبالتالي تعد وحدات الطاقة هذه جيلًا جديدًا من المفاعلات العائمة، علماً أن المشاريع الحديثة لمحطات الطاقة النووية منخفضة القدرة مع مفاعلات سلسلة RITM تتمتع بمستوى عالٍ من الأمان يتم تحقيقه من خلال الأنظمة متعددة المستويات ونظام الاحتواء النووي.

وإن عملية الجمع بين أنظمة السلامة النشطة (التي تتطلب مصادر امدادات الطاقة) وأنظمة السلامة السلبية (التي تعمل بدون مصدر طاقة) تجعل من الممكن تحقيق أعلى مستوى ممكن من سلامة المحطة. هذه الأنظمة تمنع من احتمال وقوع الحوادث، في حين أن مستويات الحماية العديدة المضمنة في تصميم المحطة تستبعد حدوث إطلاق المواد المشعة في المحيط الخارجي. كما تتيح المحطات النووية منخفضة القدرة إمكانية تحقيق ضمان عامل استقلالية امداد الطاقة في المنطقة، والتغذية الكهربائية والحرارة المستقرة بالطاقة النظيفة (بما في ذلك للمؤسسات الصناعية التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة) وتقليل انبعاثات المواد الضارة في الغلاف الجوي بسبب استبدال مصادر التوليد الحالية (على وجه الخصوص وقود الديزل).

كما تتمتع شركة روس آتوم بخبرة وكفاءات واسعة في هذا المجال، وذلك بفضل التشغيل الناجح لأسطول كاسحات الجليد النووية على مدى سنوات عديدة وكذلك بفضل أول محطة طاقة نووية عائمة "الأكاديمي لومونوسوف"، التي تزود منطقة تشوكوتكا بالكهرباء والحرارة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. بالإضافة إلى ذلك هناك حالياً قيد التنفيذ مشروع كبير خاص بالتغذية الكهربائية لمنجم بايمسك للذهب والنحاس في منطقة تشوكوتكا والحديث يدور عن أربع وحدات طاقة عائمة.

علمًا أنه من المقرر في عام 2030 تنفيذ مشروع تجريبي - محطة نووية منخفضة القدرة، على أرضية وحدة المفاعل "شيلف - م" مع التشغيل التجاري للمحطة في أحد المواقع المختارة في عام 2023 في المناطق النائية من روسيا الاتحادية. تم تصميم المحطة النووية منخفضة القدرة على أساس وحدة المفاعل "شيلف – م" من أجل تزويد المنشآت بالطاقة الكهربائية في المناطق النائية التي لا تتمتع ببنية تحتية شبكية متطورة للتغذية الكهربائية، علماً أن الاستطاعة الكهربائية الاسمية المخطط لها تصل إلى 10 ميغاوات.

من هذا المنطلق يعرب الشركاء الأجانب عن رغبتهم في التعاون مع شركة روسآتوم الحكومية، وذلك لأن الصناعة النووية الروسية لا تقدم فقط أفضل التقنيات في هذا القطاع الهام، ولكنها توفر أيضًا بشكل عام كل الأسس لتحقيق مزيد من التطور العلمي وصياغة الأنظمة القانونية المعيارية ذات الصلة، وتوطين الإنتاج وتدريب الكوادر، وعليه فإن مثل هذا النهج المتكامل يجعل من الممكن صياغة السيادة التكنولوجية والطاقة للشركاء، وهذا الأمر يعتبر – في ظل ظروف المرحلة الراهنة – في غاية الأهمية لكل دولة

تم نسخ الرابط