من هو جوزيف تيتو الذي زار السيسي منزله والتقط صورة أمام سيارته في صربيا؟

الرئيس السيسي من
الرئيس السيسي من أمام منزل جوزيف تيتو

تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى برفقة الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش خلال زيارته لصربيا المنزل التاريخى لـ جوزيف تيتو، والتقط الرئيس صورة تذكارية أمام سيارة الزعيم اليوغسلافي الشهير والمعروف عنه صداقته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وخلال زيارته إلى صربيا، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي فى تصريحات سابقة: "إن الشعب المصري كله يعرف إن صربيا تعني "جوزيف تيتو".

يشار إلى أن السيسي أطلق اسم الزعيم تيتو على أحد محاور القاهرة (محور الدائري – جوزيف تيتو – النصر) فى وقت سابق من العام الحالى.. فمن هو الزعيم تيتو الذي حرص السيسي على تخليد اسمه وزيارة منزله؟

قصة حياة تيتو

عرف عن جوزيف بروز تيتو أنه رجل ثورى عسكرى، فخلال الحرب العالمية الثانية كان تيتو رئيس المقاومة اليوجسلافية ضد الاحتلال النازى، وكانت المقاومة اليوجسلافية أكثر الفصائل العسكرية نشاطًا فى أوروبا المحتلة، وبفضل سياسته الاقتصادية والدبلوماسية الناجحة أصبحت له شعبية كبرى سواء فى يوجسلافيا أو خارجها، حيث ينظر إلية كرمز.

لم تكن حياة "تيتو" المبكرة خالية من السياسة، انضم إلى الخدمة العسكرية وأصبح رقيباً فى الجيش النمساوى - المجرى، إلا أنه أصيب بجروح خطيرة أثناء الاحتلال الروسى للمجر، وأثناء الحرب العالمية الأولى أرسل تيتو إلى معسكر للأعمال الشاقة فى الأورال لكنه تمكن من الهرب وانضم إلى صفوف البلاشفة وشارك فى الثورة البلشفية، وأثناء الحرب الأهلية الروسية انضم إلى صفوف الجيش الأحمر وعند عودته إلى كرواتيا تأسست يوغسلافيا وانضم إلى الحزب الشيوعى، وتقلد العديد من المناصب داخل الحزب إلى أن أصبح زعيمًا عام 1939.

بعد الحرب العالمية كان تيتو يريد الاستقلال وواجه الهيمنة السوفيتية وتمكن من استقلال يوغسلافيا عن الاتحاد السوفيتى، وكان أحد المؤسسين لحركة عدم الانحياز، وبفضل سياسته الاقتصادية والسياسية الناجحة ازدهرت يوغسلافيا اقتصاديًا وعسكريًا فى الستينيات والسبعينيات، وكانت سياسته الداخلية قمع أى حركة قومية تزعزع الوحدة بين دول يوغسلافيا.

المناصب التي تقلدها

شغل تيتو العديد من المناصب منذ عام 1943 حتى وفاته فى عام 1980، كان زعيم الحزب الشيوعى اليوغسلافى فى فترة 1939-1980 وقائد المقاومة اليوغسلافية ضد الاحتلال النازى فى فترة 1941-1945 ورئيس وزراء يوغسلافيا فى فترة 1943-1963 (لاحقا رئيس الدولة) فى فترة 1953-1980، وحصل على رتبة مارشال بوصفة القائد الأعلى للجيش الشعبي اليوجسلافي، وحصل على العديد من الأوسمة، وبفضل سياسة تيتو الداخلية نجح فى الحفاظ على التعايش السلمى بين أقليات يوغسلافيا واكتسب شهرة وسمعة دولية كونه مؤسس حركة عدم الانحياز فى الحرب الباردة بجانب نهرو وجمال عبد الناصر، كما تم إطلق اسم الزعيم جوزيف تيتو على إحدى الشوارع في مصر.

محاولة اغتياله

خلال مسيرته حاولت ألمانيا اغتياله ثلاث مرات لكنها فشلت، وفى عام 1945 وقَّع اتفاقية مع الاتحاد السوفيتى تسمح له بإدخال قواته إلى يوغسلافيا في إطار التحالف ضد دول المحور وفى 1945.

أصبح رئيسًا للوزراء وأعلن دستورًا جديدًا، وبدأ ببناء الجيش اليوغسلافى ثم صار تيتو رئيسًا لجمهورية يوغوسلافيا في يناير 1953، وكان من أول مؤسسي حركة عدم الانحياز، وكان تيتو قد شارك في مؤتمرباندونج في إندونيسيا عام 1955، مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وجواهر لال نهرو (الهند)، وهو المؤتمر الذي تبنى مجموعة من القرارات لبعض الدول ومن بينها الدول العربية.

تزوج تيتو ثلاث مرات، كانت الأخيرة عام 1953 حيث كان ذلك الزواج بمثابة رمز للوحدة بين أكبر قوميتين يوغوسلافيتين أي صربيا وكرواتيا، إلى أن تُوفى فى 4 مايو 1980 بعدما حكم يوغوسلافيا لمدة 35 عامًا، وبعد وفاته تفككت البلاد لعدم وجود قيادة مثل تيتو، ودخلت يوغسلافيا في سلسلة من الحروب الأهلية والاضطرابات.

متحف تيتو

ونظراً لأنه لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة حتى الآن قامت صربيا بتدشين متحف له يضم العديد من مقتنياته الشخصية، ويضم متحف الزعيم تيتو الذى يبعد 5 أمتار عن ضريحه مكتب ومكتبة وتمثال "تيتو"، إضافة إلى نظارته وقلمه، وكتاب برقيات التعازى الذى قدمه رؤساء العالم.

تم نسخ الرابط