وسط التفشي المرعب.. معلومات صادمة عن مرض «جدري القرود»
حالة من الفزع والقلق انتابت العالم بعد الانتشار المرعب لمرض جدري القرود بالعديد من دول العالم، حيث أكدت وكالة الأمم المتحدة أنه تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه بإصابتها بجدري القرود من 12 دولة عضو غير متوطنة للفيروس.
أما منظمة الصحة العالمية، فتوقعت تحديد المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود في الوقت الذي توسع فيه المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إنه ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود، إلا أن هذا اللقاح لم يعد متاحًا لعامة الجمهور بعد أن أوقف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم، لذا لا توجد أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود، ولكن يمكن مكافحته من خلال تناول أدوية علاج أعراضه فقط.
أصل جدري القرود
كُشِف لأول مرّة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، والجدري واحد من أقدم الأوبئة على مدار التاريخ، وهو مرض معدي ذو أصل فيروسي وشديد العدوى، وينتمي فيروس جدري القرود إلى جنس الفيروسية الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري، وهو عدوى فيروسية نادرة تنتشرمن الحيوانات إلى البشر، ومن إنسان لإنسان بالتلامس، ويحدث في مناطق نائية بالقرب من الغابات الاستوائية والمطيرة من وسط أفريقيا، وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، إلا أنها قد تتسبب أحيانا في الموت.
أنواعه
ينقسم جدري القرود إلى نوعين وفقًا لمنشأ الفيروس، حيث يوجد جدري القرود الوسط أفريقي، وهو متحور لدى القرود التي تعيش بوسط إفريقيا، وهو النوع الأخطر، حيث أنه تسبب بنسبة وفيات أكبر، وأعراضه أكثر حدة، وقد ثبت انتقال العدوى به عن طريق التلامس لأكثر من حالة.
بينما النوع الآخر، هو فيروس جدري القرود الغرب إفريقي، وهو أقل حدة في الأعراض، ولم يثبت حتى الآن انتقال العدوى به بالتلامس بين الحالات.
كيفية الإصابة؟
الإصابة بالمرض في بدايتها كانت تحدث عند الاحتكاك بالحيوان المصاب
ينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر، مثل لمس ملابس الشخص المصاب أو لعابه
يعد الاتصال الجنسي واحدا من أبرز أسباب العدوى
ينتقل من خلال لمس المناطق المصابة أو عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس
يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة
أعراض جدري القرود
الكثير من الأعراض يمكن أن يشعر بها الشخص تدل على احتمالية الإصابة بفيروس جدري القرود، والتي حددتها منظمة الصحة العالمية، التي يجب فور ظهور أي منها الاتجاه سريعًا لزيارة الطبيب، ومن بينها:
-صداع وآلام في الظهر
-آلام في العضلات والشعور بالخمول طوال الوقت
-الإصابة بالحمى
-بمجرد زوال الحمى، يمكن أن يتطور الطفح لجلدي على الوجه والأطراف.
-صداع مزمن
-الإصابة بتورمات في الغدد الليمفاوية
-الشعور بالتهاب الشعب الهوائية والرئتان
-الشعور بالحكة الشديدة في أماكن متفرقة من الجسم
-الإصابة بندبات في مناطق مختلفة من الجسم
-يمكن أن يؤثر على العين، بحدوث إصابة في القرنية مع مضاعفات شديدة تنتج عنها فقدان البصر والإصابة بالعمى
-المصاب قادر على نقل المرض لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد ظهور الأعراض
الوضع في مصر
وزارة الصحة والسكان المصرية، أكدت أنه لا يوجد أي حالات إصابة أو اشتباه إصابة بالفيروس في مصر حتى الآن، وأنها تتابع بشكل دقيق الوضع الوبائي على مستوى العالم.
الوزارة قالت إن الفيروس المتسبب بجدري القرود قريبًا جدا للفيروس المتسبب بالإصابة بالجدري لكنه أقل فتكًا وأقل قابلية للانتقال.
وأضافت أن الفيروس تم اكتشافه لأول مرة في قرود المختبرات عام 1958 ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم، والفيروس مستوطن بغرب ووسط أفريقيا ونادرًا ما يصل إلى قارات أخرى، وعندما يحدث ذلك فأن حالات تفشي المرض تكون قليلة للغاية ويتم قياسها بأرقام فردية.
وتابعت أن فيروس جدري الفرود غير مشابه لطبيعة فيروس كورونا فالأخير كان غير معروف تماما عند ظهوره لأول مرة، لكن جدري الفرود معروف لنا، ولدينا خبراء متخصيين في التعامل معه.
وأردفت أن جدري الفرود لا ينتشر بسهولة، ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق وهو ما يجعل إنه من غير المرجح تحوله لجائحة عالمية مثل كوفيد 19، ويتسبب الفيروس ارتفاع درجات حرارة، والطفح الجلدي.