تشرنوبل.. قصة أخطر محطة نووية سيطر عليها بوتين في أوكرانيا

محطة تشرنوبل
محطة تشرنوبل

ماذا تعرف عن محطة تشرنوبل للطاقة النووية؟ وهل فقدت أوكرانيا السيطرة عليها بالكامل؟ وما حقيقة سيطرة روسيا علي المحطة بالكامل؟ وماذا عن رصد «الطاقة النووية الأوكرانية» زيادة في الإشعاع النووي لـ «تشيرنوبل»؟ اسئلة كثرة باتت تتردد بقوة بالتزامن مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وخلال السطور القادمة سيحاول «الموجز» الإجابة علي هذه الأسئلة...

ارتبط اسم «تشيرنوبل» بالأزمات، فبعد ٣٥ عامًا من كارثة الانفجار النووي؛ تصدر الاسم عناوين الأخبار خاصة بعد المعارك التي دارت في محيطه وانتهت بسيطرة القوات الروسية على المحطة بالكامل بعد قتال عنيف حوله.

مساء الخميس الماضي، أعلنت الحكومة الأوكرانية، في بيان رسمي، سيطرة القوات الروسية على محطة تشيرنوبل، بعد قتال عنيف مع الجيش الأوكراني.

وصرح السفير الأوكراني لدى اليابان، اليوم الجمعة، بأن الجيش الأوكراني فقد السيطرة تمامًا على مفاعل تشرنوبل، كما أشار المسؤول الأوكراني إلى أن قوات روسية تحتجز العاملين داخل المحطة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية سيطرت بشكل كامل على المنطقة التي تقع فيها محطة "تشيرنوبل" للطاقة النووية، وذلك بعد إعلان ذلك من الجانب الأوكراني.

وقالت وزارة الدفاع في بيان: "تم الاتفاق مع جنود كتيبة حماية محطة الطاقة النووية الأوكرانية على الأمن المشترك لوحدات الطاقة.. ويواصل أفراد المحطة النووية خدمة المرافق في الوضع العادي ومراقبة الوضع الإشعاعي".

وأضاف البيان أن "إجراءات الدفاع عن المحطة النووية تضمن عدم قيام الإرهابيين أو القوميين باستفزازات نووية".

وسبق ذلك كشف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن هجوم للقوات الروسية، على محطة تشيرنوبل، ومحاولتها السيطرة عليها.

وكتب زيلينسكي عبر "تويتر"، "قوات الاحتلال الروسية تحاول السيطرة على محطة تشرنوبل.. المدافعون عنّا يضحون بحياتهم كي لا تتكرر مأساة 1986".

وقبيل ذلك، أعلن مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية أنتون غيراشتشينكو أن ثمة معارك دائرة قرب مستودع لتخزين النفايات النووية لمحطة تشرنوبل، حيث دخلت القوات الروسية إلى المنطقة، من أراضي بيلاروسيا.

وكتب المستشار على حسابه في تطبيق تلجرام: "دخلت قوات المحتلين منطقة محطة توليد الكهرباء في تشيرنوبل من بيلاروسيا، وأفراد الحرس الوطني الذين يحمون المستودع يبدون مقاومة شرسة".

ومن جانبها، قالت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية إنها رصدت زيادة في الإشعاع النووي لمحطة تشيرنوبل، اليوم الجمعة، إلا أن القوات الروسية تنفي ذلك.

تاريخ من الأزمات

القتال في محيط تشيرنوبل، أعاد للأذهان كارثة ١٩٨٦، حينما انفجر المفاعل رقم 4 في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، مما أدى إلي وقوع كارثة، ومنذ ذلك التاريخ، ظل الخبراء ينظرون إلى تشيرنوبل على أنها مدينة الأزمات.

الدول الغربية رأت أن العمل المنفذ من قبل الحكومة الأوكرانية، غير مرض، إلا أن كييف قامت بتشغيل تشيرنوبل لبعض الوقت بعد عام ١٩٩٦، لأن قدرة توليد الكهرباء في البلاد لم تكن كافية للاستغناء عن المحطة.

وفي عام 1991، اندلع حريق طال المفاعل 2 وأدى إلى إيقاف تشغيله، فيما جرى إيقاف تشغيل المفاعل الثالث في عام 2000 لإغلاق المحطة بالكامل.

محاولات التأمين

وقبل سنوات، وضعت الحكومة الأوكرانية خطة، لجعل المحطة النووية الشهيرة أكثر آمنًا، بتكلفة 2.1 مليار يورو، وبتمويل من مساهمات من أكثر من 40 دولة ومنظمة.

وفي ١٩٩٧، أنشأ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) صندوق تشيرنوبل، لدعم أوكرانيا في تطوير غطاء مؤقت فوق المفاعل رقم 4 المدمر من كارثة ١٩٩٤، لجعله آمنًا واستقرارًا.

وفي عام ٢٠١٧، انتهت السلطات الأوكرانية بمساعدة شركات فرنسية من تثبيت هيكل كبير متحرك على شكل قوس أرضي يمتد على مساحة 257 مترًا يبلغ طوله 162 مترًا وارتفاعه 108 مترًا، ومدعوم بعوارض خرسانية طولية فوق المفاعل المدمر.

ويملك الهيكل الجديد نظام تهوية متطور قادر على التخلص من مخاطر التآكل ويمكن أن يتحمل الإعصار، ما ساهم في تحول الموقع إلى حالة آمنة بيئيًا.

تم نسخ الرابط