بعد وفاة ريان.. ما لا تعرفه عن حكم الدعاء والصلاة على الطفل الميت وما ينتظره في السماء

الطفل ريان المغربي
الطفل ريان المغربي

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، حالة من الحزن عقب إعلان الديوان الملكي المغربي، عن وفاة الطفل ريان "شهيد البئر" كما وصفه رواد السوشيال الميديا، وبعد أن كانت مواقع التواصل الاجتماعي تضج بهاشتاج إنقاذ الطفل تحول الأمر إلى محلمة حزينة من الدعاء بالرحمة والمغفرة له ومواساة أسرته بالصبر والسلوان، وقد أثارت وفاة الطفل ريان كثير من التساؤلات لدى البعض حول حكم الدعاء للطفل بالرحمة والمغفرة وكيفية الصلاة عليه وكذلك حكم احتسابه شهيداً، وهو ما يستعرضه "الموجز" في التقرير التالي:

أوضحت بعض مواقع الفتوى على شبكة الانترنت، أنه إذا مات الطفل ، فإنه لا يدعى له بالمغفرة ، وذلك لأنه لم يكتب عليه ذنب ، والمغفرة هي ستر الذنب وعدم المؤاخذة عليه .

وتابعت: أما الرحمة ، فلا حرج من الدعاء له به ، إذ رحمة الله تعالى يحتاجها كل مخلوق ، صغيراً كان أم كبيراً .

وأشارت مواقع الفتوى إلى أنه قد جاءت بالسنة النبوية المطهرة، عند وفاة الطفل الدعاء لوالديه .

موت الأطفال

وقال الدكتور سعد الدين هلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الطفل يطلق على المولود حتى سن البلوغ، وهذه المرحلة من العمر ليس فيها تكليف بالإجماع؛ لما أخرجه ابن حبان وأحمد وأصحاب السنن عن أبى هريرة وغيره أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الغلام حتى يحتلم -وفى رواية: عن الصغير حتى يكبر- وعن المجنون حتى يفيق».

وتابع: أجمع الفقهاء على أن مرتبة موتى الأطفال ليست كمرتبة موتى الكبار البالغين، الذين مارسوا شيئاً من سلطات الحياة فاستحقوا الحساب يوم الحساب، فشرعت لهم صلاة الجنازة وجوباً فى الجملة لعلها تشفع لهم، أما الأطفال الذين ماتوا فى سن البراءة ولم يحكموا على شىء فى الدنيا فعلى أى شىء يُحاسبون فى الآخرة.

غسل الطفل الميت

وأشار "الهلالي" إلى ان الفقهاء اختلفوا فى حكم غسل الطفل الميت والصلاة عليه، فذهب أكثرهم إلى وجوب ذلك، وحكى بعضهم الإجماع فيه؛ عملاً بسنة الموتى فى الإسلام وما أخرجه أصحاب السنن والحاكم وصححه عن جابر بن عبدالله أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استهل الصبى ورث وصلى عليه».

وقال إنه ذهب بعض الصحابة والظاهرية وغيرهم إلى وجوب غسل موتى أطفال المسلمين دون الصلاة عليهم؛ لأن الصلاة على الموتى شفاعة لهم والأطفال ليسوا فى حاجة إلى ذلك، أما الغسل فبابه فى النظافة أوسع بخلاف الصلاة فإنها خالصة فى العبادة وهى لا تجب إلا على المكلفين.

وأوضح أن جمهور الفقهاء الذين قالوا بوجوب الصلاة على موتى أطفال المسلمين فإنهم قالوا إن الدعاء فى تلك الصلاة يكون لذويهم. يقول ابن حزم: إن كان الميت صغيراً فليقل: «اللهم ألحقه بإبراهيم خليلك»؛ للأثر الذى صح أن الصغار مع إبراهيم -عليه السلام- فى روضة خضراء.

جبل من الجنة

وأضاف أستاذ الفقه المقارن أنه قد أخرج الحاكم وصححه عن أبى هريرة أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: «أولاد المؤمنين فى جبل من الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة». وذهب أكثر الفقهاء إلى أن دعاء المصلى على الطفل يكون بما روى عن الحسن البصرى أنه كان يقول: «اللهم اجعله لنا فرطاً واجعله لنا أجراً». وفى رواية: «اللهم اجعله سلفاً لوالديه وفرطاً وأجراً». والفرط -بفتح الفاء والراء- ما يتقدم الإنسان من أجر وعمل.

وتابع: وقد أخرج مسلم عن عائشة قالت: دعى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى جنازة صبى من الأنصار: فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه. قال: «أوَ غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلاً، خلقهم لها وهم فى أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خلقهم لها وهم فى أصلاب آبائهم».

تم نسخ الرابط