معلومات لا تعرفها عن ماهر العطار وحكايته مع العندليب

العطار والعندليب
العطار والعندليب

تصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان والمطرب الراحل ماهر العطار، والذى ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1938، تميز بصوته الرقيق العذب، ونجح في منافسة العندليب عبد الحليم حافظ وكان السبب في شهرة محرم فؤاد وندم علي التخلي عن دوره في فيلم "حسن ونعيمة".. واختفي وترك الفن من سنوات، وله العديد من الحكايات التى نكشفها فى هذا التقرير...


ولد ماهر محمد أحمد العطار، في مدينة القاهرة وتحديداً في حي باب الشعرية، حصل على الثانوية العامة من مدرسة العباسية، وحصل على دبلوم المعهد العالي للموسيقى العربية عام 1960، ثم درس في كلية التجارة جامعة عين شمس وتخرج منها عام 1965.

بدأ مسيرته الفنية قبل التخرج من الجامعة وأثناء دراسته في الفرقة الأولى غنى في برنامج الهواة في الإذاعة وقد استمع إليه الموسيقار الكبير الراحل محمد عبد الوهاب وطلب منه أن يسمعه وجهاً لوجه، وبالفعل لاقى إعجاباً كبيراً وتغنى بالعديد من الأغاني ومن أشهر أغانيه “افرش منديلك على الرملة” كما أنه شارك في عدة أفلام سينمائية.

تزوج من خارج الوسط الفني من السيدة فايزة وهي باحثة إعلامية ورزق منها بأحمد العطار الذي استكمل مسيرة والده في الغناء، وابنته ريهام التي عملت لفترة في مجال الإرشاد السياحي ثم عملت كمذيعة.

في حوار مع زوجة الفنان ماهر العطار وذلك من خلال استضافتها في برنامج ماسبيرو مع الفنان سمير صبري صرحت أنها قابلت الفنان ماهر في حفل زفاف وكان يغني فيه وعاكسها وسألها عن اسمها وأعطاها رقم هاتفه وطلب منها أن تتصل به فطلبته ثلاثة مرات وبعد المكالمة الثالثة طلب منها أن يتقدم لخطبتها.

أضافت السيدة فايزة أن والدتها رفضت وقالت لها: “الفنانين بيطلقوا ويتجوزوا كتير”، وقد قالت ذلك في إشارة منها إلى زوجها الذي اعترف لها بعلاقاته النسائية القديمة وحكى لها عن السيدات اللواتي عرفهن في حياته، وتابعت فايزة أن زوجها حكى لها أنه أخطأ مرة واحدة وندم بعدها وذهب إلى المسجد وتوضأ وصلى وظل يبكي ويطلب من الله التوبة والزوجة الصالحة التي يصونها وتصونه ثم تعرف عليها بعد ذلك وتزوجها.

لقب الملحن الكبير محمد الموجي ماهر أنه منافس العندليب عبد الحليم حافظ وذلك بعد أن شارك في أكثر من فيلم من أشهرهم فيلم “احترس من الحب” مع الفنانة زبيدة ثروت، فيلم “النغم الحزين" مع سامية جمال، وكان للموجي
دور كبير في حياة ماهر العطار، فقد صرح العطار قائلاً: “الموجي عملي عقد فيلمين واداني 100 جنيه بالتمام، وبدأ اسمي يتردد وحصل عناد طويل بين عبد الحليم والموجي اللي قال له، أنا هجيبلك اللي يقعدك في البيت يا حليم وعملنا أغنية “بلغوه” اللي كانت على وزن ظلموه والثانية أغنية داب قلبي وعملت أفلام وأغاني كسرت الدنيا”.

وعلي الرغم من المنافسة ربطت بين العطار و العندليب علاقة صداقة قوية برغم ظهور ماهر بعد العندليب بحوالي 8 سنوات لكنهما أصبحا صديقين، واقترح العندليب على العطار أن يقدم اللون الشعبي في الغناء لأنهما متشابهان في تقديم اللون العاطفي، فقال له: “ما تعمل لون مختلف تمشي بيه”، وفي حوار مع العطار تحدث عما قاله له العندليب فقال: “قالي يا ماهر ابعد عن الرومانسي وعن خط الحزن بتاعي، خليك مرح وفرايحي اللون ده هيمشي معاك، فسمعت كلامه واتجهت بالفعل إلى لون الفرح، وقدمت أغنية “افرش منديلك” لإبراهيم رأفت أخو الموجي واستمريت فيه، ولم آخذ كلام عبد الحليم بمحمل سيء لأني كنت بعشق العندليب الأسمر، حتى إن خلافاتي مع زوجتي في كثير من الأحيان كانت بسبب سهري معه كل يوم لصباح اليوم التالي، حيث كان يقول لي: متسبنيش غير لما النهار يطلع، ولا أنسى عبد الحليم لما استضافوه في برنامج وسألوه بتحب تسمع مين قال ماهر العطار”.

وفي حوار مع الفنان ماهر العطار صرح أنه قد تم ترشيحه لبطولة فيلم “حسن ونعيمة” بدلاً من الفنان محرم فؤاد لكنه اعتذر عن هذا الدور وعندما سئل عن السبب قال: “ذهبت لمقابلة الموسيقار محمد عبد الوهاب بعد أن اتصل بي على منزل والدتي لدرجة أنها أغلقت الهاتف بوجهه مرتين معتقدة أنه شخص يعاكس من الشارع، حيث كنت قد قابلته في إحدى الحفلات وأبلغته أمنيتي بالجلوس أمامه وذهبت بالفعل وغنيت له أغنية “كل ده كان ليه” فسعد بي كثيراً ورشحني على الفور لفيلم حسن ونعيمة وهو من إنتاجه وتعاقد معي على فيلمين آخرين، ولكنهما لم يظهرا للنور، أما فيما يتعلق باعتذاري عن الدور، ففي البروفات جلست مع مخرج العمل هنري بركات، وبعد ارتدائي لجلباب فلاحي رفضت شكلي في هذا الجلباب لأني كنت وقتها طالب في الجامعة، ومثل باقي الشباب أبحث عن الشياكة، فذهبت لعبد الوهاب وقلت له سأرشح لك من هو أفضل مني للدور وبالفعل رشحت له محرم فؤاد لأنه كان أحد أصدقائي وكان يعشق الغناء”.


تابع الفنان ماهر العطار “لا أنكر أني بكيت لاعتذاري عنه خاصةً بعد النجاح الكبير اللي حققه الفيلم لأني اتمنيت أقدم أغنيتي “رمش عينه” و”الحلوه داير شباكها” خاصةً إن الموجي صنع هاتين الأغنيتين خصيصاً للفيلم، ومن يقوم بدور حسن كان سيغنيهما، ودعني أقول لك أن سعاد حسني مثلت قبل هذا الفيلم معي في فيلم بعنوان “ه‍ 3″ وكان يتواجد به النجم رشدي أباظة وكان أول تواجد لي ولسعاد، ولكن هذا الفيلم اختفى في ظروف غامضة ولم يلق نجاحاً وقتها”.

أستكمل المطرب أحمد العطار مسيرة والده و الذي دخل إلى مجال الغناء، وقدم كليب أغنية “عندي بالدنيا” والذي كان له فكرة جديدة أعجب بها الجمهور ثم أصدر ألبوم حلم حياتي، واختفى عن الساحة لسنوات ثم عاد مرة أخرى لكنه لم يستطع تحقيق الشهرة والنجاح الذي حققه والده حتى الآن.

شارك العطار في العديد من الأفلام وأشهرها “احترس من الحب”، “حب وحرمان”، “النغم الحزين” ، “أنا وأمي”، "بنات بحري” “لقاء الغرباء”.

ومن أشهر أغانيه “بلغوه”، “افرش منديلك”، “داب قلبي”“قاضي الغرام”.

وفي لقاء سابق لها قالت زوجته السيدة فايزة، إنه ترك الفن بسبب حبه للسياسة، وقد عمل عضو مجلس محلي لفترة طويلة، وكان صديقه في المجلس المحلي زكريا عزمي، الذي أصبح بعد ذلك رئيس ديوان الجمهورية في عهد الرئيس الأسبق مبارك، وبعدها عمل العطار مستشارا لوزير الثقافة.

ورحل الفنان الكبير فة شهر مايو من العام الماضى بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 83 عام.

تم نسخ الرابط