البلابيصا والغطس في النيل.. أسرار وحكايات لا تعرفها عن احتفالات عيد الغطاس في مصر
في الساعات الأولي من اليوم الأربعاء، بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، احتفالاتها بعيد الغطاس المجيد، وهو العيد الذي يأتي تزامنًا مع ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن، والذي يسمى "عيد ظهور السر الإلهي" وعيد العماد.
ويشتهر عيد الغطاس بأطعمة مميزة مثل القلقاس والبرتقال وقصب السكر، ويستمر طقس العيد لمدة 3 أيام، حيث تقيم الكنائس غدا القداس كل كنيسة حسب ظروفها، حيث يصلى أقباط من الساعة 7 صباحاً حتى الساعة التاسعة، فيما تقيم كنائس أخرى قداسها من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 10 صباحاً، وبعد القداس ينصرف المصلون، على أن يعود الاقباط للصيام يوم الجمعة عن السمن واللبن والبيض واللحوم.
كما يتميز عيد الغطاس في مصر منذ القدم بالعديد من العادات الخاصة نستعرضها فيما يلي:
كان ولوقت قريب بعد انتهاء طقس صلاة اللقان يخرج جموع الأقباط من الكنيسة حاملين "البلابيصا" وهى عبارة عن فوانيس مصنوعة من قشر البرتقال لإنارة الطريق حتى وصولهم الى ضفاف النيل ليغطسوا فيه.
ويقول ادوارد وليم لين فى كتابة المصريون المحدثون جرت العادة أن يقوم الكهنة بالكنيسة بصلاة لمباركة الماء ثم يصبونة فى النهر قبل ان يغطسون ويقام احتفال كبير على ضفتى النيل ويغطس الرجال شيوخا وشبابا وصبيان فى الماء احتفالا بتذكار تعميد السيد المسيح.
في العهد الفاطمي
وكانت عادة الأقباط في العهد الفاطمي، يخرجون إلى النيل في موكب عظيم ومعهم البطريرك والأساقفة والكهنة بالأيقونات والمجامر والكتب المقدسة وكانت تستمر الاحتفالات من الغروب وحتى الفجر.
وكان الولاة يأمرون بإيقاد المشاعل والشموع على حساب الدولة الفاطمية وكان الرجال يغطسون في النيل والترع ليلًا بينما كانت النساء يغطسن في الكنائس في أحواض كبيرة تُملأ بالمياه بعيده عن أعين الرجال وكانت الاوامر بان تشدد الحراسة في تلك الليلة أثناء الغطس وأثناء الصلوات حتى يعود الموكب إلى الكنيسة سالما ويُختَم الاحتفال بالقداس الإلهي.
ويقول عبد الرحمن الأبنودي فى كتابه أيامى الحلوة عن عيد الغطاس كان بعد الغروب يتجمع الأقباط ويرفعون صلبانهم المضيئة بالبلابيصا ليسطع النور فى أرجاء القرية المظلمة ويمر الموكب من دار إلى دار ومن درب إلى درب تتلألأ الشموع وتعلو الزغاريد وكنا نغنى " ليلتك يا بلابيصا.. ليلة هنا وزهور..وفى ليلتك يا بلابيصا
حنو العصفور"وكان الأقباط يغنوا أيضاً يا ليلة الغطاس ..يا فرحة كل الناس" وتستمر الاحتفالات حتي الصباح.