فى ذكرى ميلادها.. حكايات مأسوية في حياة روحية خالد
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة روحية خالد، والتى تعتبر من أكثر الفنانات اللاتي ذيع صيتهن في أربعينيات القرن الماضي وحتى الثمانينيات، شاركت في العديد من الأدوار المختلفة، ولكنها لم تحصل على أدوار البطولة في أعمالها، كما شاركت في العديد من المسلسلات من ضمنها :“نحن لا نزرع الشوك”، و”بين الأطلال”، و”سلامة في خير”، وتزوجت أكثر من مرة.
ولدت روحية خالد في يوم 13 يناير عام 1918، وبدأت مسيرتها الفنية في مطلع الثلاثينيات فور تخرجها في معهد التمثيل على يد رائد المسرح، زكي طليمات، حيث عملت لفترة طويلة في فرقة “رمسيس”، مع الفنان يوسف بك وهبي.
قدمت العديد من الأعمال الفنية وبدايتها كانت مع نجيب الريحاني في "سلامة في خير" ثم أفلام "انتصار الشباب" مع فريد شوقي، "الفلوس" مع عزيزة أمير، "الجريمة والعقاب"مع شكري سرحان، "عواطف" مع هند رستم، "بين الأطلال"مع عماد حمدي، "المعجزة" مع فاتن حمامة، "نحن لا نزرع الشوك"مع شادية، "شنبو في المصيدة"مع فؤاد المهندس، "سونيا والمجنون" مع نجلاء فتحي، "للحب قصة أخيرة" مع معالي زايد، وآخر أفلامها كانت" أنا وأنت وساعات السفر" عام 1988، قصة وحيد حامد، مع الفنان يحيى الفخراني.
ولها رصيد كبير من الأعمال المسرحية والدرامية والإذاعية، فقدمت مع المسرح القومي الكثير من الأعمال، مثل، "نسوان وظاويظ"، "أولاد الفقراء"، "بيومي أفندي".
كما قدمت الكثير من المسلسلات الإذاعية مثل: "في سبيل الحرية"، "شهيد اسمه موشيه"، "الفلوس والحب"، "المرأة الأخرى"، "زيارة بلا موعد"، "عنبر 7"، "الليل الطويل" ، "أدهم الشرقاوي" و"ورود وأشواك".
لم تحصل على دور البطولة في أعمالها بسبب حياتها الخاصة حيث إن مسيرتها الفنية شهدت فترات انقطاع وحضور، حيث أنها تزوجت أكثر من مرة لم يعرف منهم سوي 3 زيجات، الأولى من المخرج أحمد بدرخان، وقدمت معه "انتصار الشباب" عام 1941، وانفصلت عنه ليتزوج بعدها من أسمهان، ولم تستمر الزيجة أكثر من 40 يوم بسبب روحية التي خططت للوقيعة بينهما حتى تسببت في طلاقهما.
والزيجة الثانية لروحية كانت من مستشرق بريطاني ويدعي "هيوارث دان"، وهو أهم مستشرق إنجليزى كتب عن "الاتجاهات الدينية والسياسية فى مصر الحديثة".
وكانت روحية خالد تستقبل سيد قطب فى منزلها بوسط البلد، عندما كان يأتى لزيارة زوجها، وشاهدته فى أمريكا أيضا، ورغم أن "هيوارث دان" كتب كثيرًا بالإخوان وإختلط بهم عن قرب فاستطاع اختراقهم فعليا، بل ونقل خلافات كثيرة بينهم، وكان معروف عن "هيوارث دان"، أنه دائم السكر والعربدة فى شوارع القاهرة، وجاء ذلك ضمن بعض أوراق تركتها الفنانة الراحلة، وقيل إنها مثلت فى مسرح الإخوان الذى أسسه البنا فى الأربعينيات، وإنها هى التى حذرت سيد قطب من "هيوارث دان"، لأنه كان دائم السكر ومسرفاً فى الشراب، وتزوجت للمرة الثالثة من مؤلف مشهور.
جمالها الفتان جعل المعجبين يتهافتون عليها، وكانت تملك خفة ظل عليها ما جعلها تنتقم من أحد المعجبين الذي ظل يطاردها طالبا منها أن تقبل دعوته على العشاء، بطريقة كوميدية خفيفة.
وسبق لروحية أن روت هذه القصة لإحدي المجلات وقالت :“وافقت على دعوة أحد المعجبين المتطفلين للعشاء رغبة مني في تلقينه درس قوي".
وتابعت:"نزلنا من البيت وناديت التاكسى وطلبت من السائق أن يمضي بنا إلى الجيزة وسار بنا التاكسي لمدة ساعة ودفع حضرته حساب التاكسي، وفي المطعم طلبت تناول “الإبرتيف” قبل الطعام.. فقبل وبعد دفع الحساب اتجهنا إلى مطعم آخر، وطلبت طبعا أطباقا من جميع أنواع الطعام.. لحوم وفواكه.. وارتفع النبض عند روميو العاشق علي_حد قوله_ وبدأت يده ترتعش، وأكلت من كل صنف واستأذنت في الذهاب للحديث في التليفون، ثم زغت منه”.
وختمت حديثها: “بعد ذلك علمت من المطعم أن روميو لم يكن معه ما يكفي الحساب.. وأنه اقتيد إلى الشرطة.. وبذلك خلصت منه”.
من الأدوار المميزة للفنانة روحية خالد دورها في «بين الأطلال» كزوجة مغلوبة على أمرها، والفتاة البسيطة في «سلامة في خير» ومن أدوارها الثانوية دورها في «شنبو في المصيدة»، وفى «أنا وأنت وساعات السفر»، و«للحب قصة أخيرة».
وقد امتدت مسيرتها الفنية من عام ١٩٣٥ إلى ١٩٨٦، وقد تميزت بأدائها الهادئ، حتى في أدوارها الشريرة، كدور الحماة في «نحن لا نزرع الشوك»، وقد شهدت مسيرتها الفنية فترات انقطاع وحضور بسبب حياتها الخاصة.
حياة روحية الشخصية كانت مليئة بالحكايات المأساوية فسبق وتعرضت لحادث حيث انها كانت معتادة على زيارة ضريح “السيد البدوي” في طنطا، وأثناء عودتها إلى القاهرة، انقلبت سيارتها بعد وقوع حادث تصادم مع سيرة نقل، فتهشمت السيارة تمامًا، ودخلت الفنانة في “غيبوبة” استمرت لساعات طويلة، ولكنها لم تصب بأي تشوهات أو كسور، وظلت بكامل صحتها إلى أن توفيت في 6 مايو 1990، عن عمر ناهز 72 عامًا.