زقاق المدق واللص والكلاب.. أبرز روايات نجيب محفوظ التى تحولت إلى أعمال فنية
تصادف اليوم ذكرى ميلاد الاديب العالمى نجيب محفوظ الذي ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1911، قدم العديد من الروايات التى نجحت في جذب القراء والمثقفين ليصبح أبرزهم واهمهم ويصبح أول أديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب، تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم، ومن أشهر أعماله، الثلاثية، وأولاد حارتنا، ويُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، فإن مواضيعاً وجودية تظهر فيه، يُعد محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون.
ومن المفارقات التي لا يعرفها الكثير أن نجيب محفوظ هو اسم مركب تقديراً من والده "عبد العزيز إبراهيم" للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ، والذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة.
ولد فى حي الجمالية القاهرة، والده "عبد العزيز إبراهيم"، والذي كان موظفاً، لم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له، والدته هي "فاطمة مصطفى قشيشة"، ابنة الشيخ "مصطفى قشيشة"، وهو من علماء الأزهر، كان نجيب محفوظ أصغر إخوته، ولأن الفرق بينه وبين أقرب إخوته سناً إليه كان عشر سنواتٍ، فقد عومل كأنه طفلٌ وحيد، وكان محفوظ عمره 7 أعوامٍ حين قامت ثورة 1919، والتي أثرت فيه وتذكرها فيما بعد في بين القصرين أول أجزاء ثلاثيته.
التحق محفوظ بجامعة القاهرة في 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وشرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة "عطية الله إبراهيم"، وأخفى خبر زواجه عن حوله لعشر سنوات، متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها، وفي تلك الفترة كان دخله قد ازداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة. ولم يُعرف عن زواجه إلا بعد عشر سنواتٍ من حدوثه، عندما تشاجرت إحدى ابنتيه "أم كلثوم" مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.
تحولت العديد من أعماله الي افلام ومسلسلات ومسرحيات خالدة وحتى الآن يتم تكرارها، ومنها رواية زقاق المدق والتى تم تحويلها الي فيلم ومسرحية، و نشرت عام 1947، وتتخذ الرواية اسمها من أحد الأزقة المتفرعة من حارة الصنادقية بمنطقة الحسين بحى الأزهر الشريف بالقاهرة، وتدور أحداث الرواية فى هذا الزقاق الصغير فى أربعينات القرن العشرين.
وحولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائى قامت ببطولته الفنانة المصرية الكبيرة شادية، أما مسرحية "زقاق المدق"، فتدور أحداث القصة فى فترة الأربعينيات والحرب العالمية الثانية وتأثيرها على المصريين.
ولم تكن هذه أول الأعمال المأخوذة عن إبداعات نجيب محفوظ، إذ عرض خلال رمضان الماضى مسلسل "بين السما والأرض" المقتبس عن قصة لـ"محفوظ" كتبها عام 1954 لفيلم سينمائي بطولة هند رستم.
وظهر خلال المسلسل رؤية الأديب الراحل لكن بروح عصرية ومتطورة، وتدور أحداثه داخل مصعد تعطل وبه مجموعة من الأشخاص لا يعرفون بعضهم البعض ولكل منهم قصته، وحقق العمل نجاحا كبيرا وإشادة واسعة من الجمهور، وهو من بطولة هانى سلامة، درة، يسرا اللوزى، سوسن بدر، نجلاء بدر، نورهان، ندى موسى، أحمد بدير، منى عبد الغنى، محمود الليثى، أحمد السلكاوى، مصطفى درويش، والعمل سيناريو وحوار إسلام حافظ، والقصة مأخوذة عن قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ، إخراج ماندو العدل، إنتاج شركة سينرجى.
ومسرحية "أفراح القبة"، التى تعرض للعام الثاني علي التوالي عن رواية بنفس الاسم لنجيب محفوظ، وتدور أحداثها حول فرقة مسرحية يقومون بتقديم مسرحية جديدة تحمل اسم (أفراح القبة)، ويكتشف الممثلون فى كواليس المسرح أن أحداث المسرحية تدور حول شخصياتهم الحقيقية، وأن مؤلف المسرحية يعرض أمامهم أسرارهم التى حدثت بالماضى ويسعى الممثلون لإيقاف هذه المسرحية، لكن صاحب الفرقة "سرحان" يُصر على استكمال العمل، ويجد الممثلون أنفسهم مجبرين على الاستمرار في تمثيل أدوارهم الحقيقية، وتم تحويلها الي مسلسل من بطولة منى زكى ايضا.
أما فيلم اللص والكلاب والتى كتب روايتها أيضا، محفوظ عام 1961، وتدور حول قصة "سعيد مهران" الخارج لتوه من السجن بعد قضاء أربعة أعوام بسبب ارتكاب سرقة، كانت زوجته "نبوية"، قد تركته لتتزوج صديقه وتابعه السابق "عليش سدرة"، يتوجه سعيد إلى بيت عليش ليطلب رؤية ابنته الطفلة سناء التى أنكرته وكذلك تنكر له الزوجان، فأخذ بعض الكتب وخرج من البيت وقد صمم على قتل الإثنين، لتتوالى الأحداث، والعمل قام ببطولته شكرى سرحان وكمال الشناوى.
ومن أهم أعماله ايضا ميرامار والتى تبدأ أحداثه حول محور رئيسى وهو الثورة الإشتراكية فى مصر، وقد صور الكاتب نظرة مجموعة من الشخصيات والتى تمثل أنماطً مختلفة من النسيج الإجتماعى إلى هذا الحدث الجلل، وتلتقى شخصيات الرواية على غير موعد فى بنسيون ميرامار.
قدمت الرواية فى فيلم سينمائى بطولة شادية ويوسف وهبى وعماد حمدى ويوسف شعبان.
وبين القصرين هى الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة، والتى تشكل القاهرة ومنطقة الحسين خصيصا المسرح الأساسى والوحيد لأحداثها، تحكى الرواية قصة أسرة من الطبقة الوسطى، تعيش فى حى شعبى من أحياء القاهرة فى فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919، يحكمها أب متزمت ذو شخصية قوية هو السيد أحمد عبد الجواد، ويعيش فى كنف الأب كل من زوجته أمينة وابنه البكر ياسين وابنه فهمى وكمال إضافة إلى ابنتيه خديجة وعائشة، وتم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى ومسلسل.
و"الحرافيش" فتسرد الرواية عشرة قصص لأجيال عائلة سكنت حارة مصرية غير محددة الزمان ولا المكان بدقة.
وتم تقديم الرواية فى فيلم سينمائى بنفس الاسم بطولة محمود ياسين وصفية العمرى وليلى علوى.