له مكانة عظيمة.. ماذا يعني التفقه في الدين؟
حثت الشريعة الإسلامية على العلم وجعلت طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وذلك لما يحققه من منافع كثيرة للفرد والمجتمع، ويعد التفقه في الدين من أعلى درجات العلم وله فضل عظيم.
قال دكتور إبراهيم أبو الخشت إن العرب فى جاهليتها كانت تتحدث بمكارم مجدها ومحاسن الأخلاق وتتباهى بها وكانوا يتفاخرون بالأنساب فلما جاء الإسلام كانت له معايير أخرى فقد جاء رجل الى النبى وقال له يا رسول الله كان أبى يطعم الجائع ويكسو العريان ويغيث الصريخ ويساعد على نوائب الزمن فقال رسول الله :
"خِيارُكُمْ في الجاهليةِ خِيارُكُمْ في الإسلامِ إذا فَقِهوا'
وأضاف "الخشت" في برنامج (حديث الصباح) بإذاعة القرآن الكريم، أن معنى الفقه أن يكون المسلم على وعى بما يأتى به من طاعة وما يفعله من أدب مع الله فلا تكن عبادته تقليداً ولا طاعته ترديداً يحكى بها من غير أن يفهمها أو يعقلها أو يفهم ما تهدف إليه من معانى العبودية لله أو ربوبيته.
وأوضح أن الله من أجل هذا كله مجد العلماء فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" .
والذى يعلم تزداد مهابته وتكمل خشية ويمتلئ قلبه بالطاعة ومن أجل ذلك كان على المسلم أن يتعلم ما لم يعلم وأن يسأل عن ما يجهل وأن يكون على بصيرة من أمره كما يقول الحق سبحانه في القرآن الكريم : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله ۚ على بصيرة أنا ومن اتبعني ۖ وسبحان الله وما أنا من المشركين".
فإذا كان من حق الجاهل أن يقلد العالم وأن يكتفى بهذا التقليد فليس من حق العالم أن يفعل ذلك.
وأكد أن القرآن والسنة ميسوران لمن يود أن يكون على بصيرة ولعل هذا مايميز ديننا عن سائر الأديان اذ يحث عن المعرفة ويدفع الناس أن يكونوا على هدى من ربهم كما ورد فى القرآن الكريم: "أولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يُرِدِ الله به خيرا يُفَقِّهْهُ في الدين"
واختتم قائلا : على المسلم أن يبادر إلى المعرفة ويسابق إلى العلم ولا ييأس من أن يكون على بصيرة فالله لا يحب عبدة الجاهل