السراج المنير.. نفحات حول حب الرسول
يحتل النبي صلى الله عليه وسلم مكانة عظيمة في قلوب المؤمنين تفوق محبة الآباء والأمهات والنفس، ومحبة الرسول من الإيمان، فعن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"
قال جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله- في حديث سابق أعادت إذاعة القرآن الكريم إذاعته إن حب الرسول صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون لدى كل مؤمن فعن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: " لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِهِ ، ووالدِهِ ، والناسِ أجمعينَ"
وعن عبدالله بن هشام قال كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو آخِذٌ بيَدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَقالَ له عُمَرُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيْءٍ إلَّا مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:" لَا، والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْكَ مِن نَفْسِكَ، فَقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآنَ، واللَّهِ، لَأَنْتَ أحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الآنَ يا عُمَرُ"
وذكر أن الحب توقير واحترام ولم يكن الرسول من هذا القول منبهاً إلى حقه الذاتى بقدر ما هو الداعي إلى ربه فقد كرمه الله وارتفع به إلى سدرة المنتهى وأراه من آياته الكبرى ثم دعى المسلمين إلى توقيره واحترامه وجعل الله حب الرسول واتباعه وسيلة إلى حبه بقوله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"
وأوضح أن الرسول الكريم هو الرحمة المهداة وهذا وصف القرآن له "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"
وفى هذه الآية توضيح لمنة الله على الإنسانية بتلك الرسالة
ولقد وصف الله نبيه بأوصاف عالية ورفيعة ومن هذه الأوصاف جاء قوله " أنا أولى بكلِّ مسلمٍ من نفسِه من ترك مالًا فلورثته ومن ترك دينًا أو ضياعًا أي أسرةً : أولادًا صغارًا فإليّ وعليّ".
وبهذا أصل الإسلام منذ أربعة عشر قرناً مسئولية ولى الأمر عن الرعية أو ما يسمى حالياً بالضمان الاجتماعى ولقد وصفه القرآن بالنور فى قوله تعالى "قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".
وفى نهاية حديثه قال إن الرسول هو السراج المنير فى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}