تزوج مرتين والسرطان أنهى حياته.. خلافه مع الزعيم وحكايته مع ”الساحر”.. حكايات محمود عبد العزيز

محمود عبد العزيز
محمود عبد العزيز

تصادف اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الساحر محمود عبد العزيز والذي قدم العديد من الأعمال الفنية المختلفة ونال العديد من الألقاب فهو المزاجنجي في "الكيف" ودكتور عادل في "العار"، وديفيد شارل سمحون في "​رأفت الهجان​"، ومنصور عز الدين في "إعدام ميت"، والشيخ حسني في "الكيت كات" والساحر وعبد الملك زرزور في "​إبراهيم الأبيض​" و"​أبو هيبة​" في "​جبل الحلال​"، ونجح في حفر اسمه وسط كبار النجوم وأصبح من أهم نجوم السبعينيات في مصر والعالم العربي.

ولد محمود عبد العزيز محمود في 4 يونيو من عام 1946 بحي الورديان في غرب الإسكندرية، حيث ينتمي لأسرة متوسطة وتعلم في مدارس الحي، حتى دخل كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية، وهناك بدأ يتجه للتمثيل من خلال فريق المسرح بالكلية، ولكنه ظل حريصاً على إستكمال دراسته وحصل على درجة البكالوريوس والماجيستير في تربية النحل، ولكنه في الوقت نفسه كان قد إتجه للتمثيل، وكانت معرفة الجمهور به لأول مرة من خلال مسلسل "الدوامة"، بعد أن أسند إليه المخرج نور الدمرداش دورا فيه.

قدم أكثر من 120 عملاً فنياً بين السينما والدراما والمسرح، خلال مشواره الفني، بدأها في أول ظهور له من خلال مسلسل "كلاب الحراسة"، لكن العمل الذي يعتبر بداية حقيقية له كان مسلسل "الدوامة" عام 1973 أمام نيللي ومحمود ياسين، وبعدها بعام شارك في مسرحية "لوليتا"، وشارك أيضاً في "الحفيد" و"يوم الأحد الدامي" بأدوار صغيرة، حتى جاءته فرصة البطولة من خلال فيلم "حتى آخر العمر"، والذي يتحدث عن بطولات حرب أكتوبر.

وبعدها بدأ محمود محطة البطولة المطلقة، وظل حريصاً طوال الوقت على تقديم البطولة المشتركة، فقدّم أعمالاً مثل "حب على شاطئ ميامي" و"البنت الحلوة الكدابة" و"طائر الليل الحزين" و"ابنتي والذئب" و"كفاني يا قلب" و"خطايا الحب" و"مع حبي واشواقي" و"شفيقة ومتولي" و"شباب يرقص فوق النار" و"وادي الذكريات" و"وضاع العمر يا ولدي" و"عيب يا لولو عيب" و"وداعا للعذاب" و"أقوى من الأيام" و"عشاق تحت العشرين" و"البنات عايزة ايه" و"الأبالسة" و"الدرب الأحمر"، والعديد من الأعمال التي تميزت أدواره فيها بالرومانسية، قبل أن يتجه للكوميديا وتقديم الأعمال التي تحتوي على مضمون هادف، مثل "الكيت كات" مع داوود عبد السيد و"الشقة من حق الزوجة" و"الكيف"، ومن أفلام هذه المرحلة أيضاً "العار" و"لكن شيئاً ما يبقى" و"الحدق يفهم" و"الجوع" و"أبناء وقتلة".

والى جانب السينما قدّم محمود عبد العزيز العديد من الأعمال الدرامية الناجحة، منها "البشاير" وملحمة "رأفت الهجان" و"محمود المصري" و"باب الخلق" و"جبل الحلال" و"رأس الغول" في عام 2016، وهو آخر أعماله، وعلى الرغم من تمتع محمود عبد العزيز بملامح الرجولة والوسامة، إلا أنه كان يغيّر من ملامحه من أجل بعض الشخصيات التي يقدمها، مثل دوره في فيلم "جري الوحوش" ليقدم شخصية المنجد، وأيضاً في "الكيت كات" فقدّم الكفيف وأبو كرتونة وغيرها من الأفلام، التي تخلى فيها عن وسامته، ليؤكد على أن الموهبة هي الأهم دائماً.

بعد أن قدم الزعيم عادل إمام "​دموع في عيون وقحة​"، رُشّح لتقديم شخصية "رأفت الهجان"، في المسلسل الذي عرض بثلاثة أجزاء، ولكن كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين عادل إمام والكاتب صالح مرسي، ليعتذر إمام، ويذهب الدور إلى محمود عبد العزيز، والذي حقق من خلاله نجاحاً كبيراً، ويُقال إن إمام وقتها خاصم عبد العزيز، والى جانب ملحمة "رأفت الهجان"، جسد أيضاً شخصية الجاسوس منصور مساعد الطوبي، وشخصية ظابط المخابرات عز الدين في فيلم "اعداد ميت"، والذي حقّق نجاحاً كبيراً.

على الرغم من أن محمود عبد العزيز كان من كبار النجوم، لكن ذلك لم يمنعه من مشاركة الأجيال الجديدة في أعمالهم، فقد شارك في فيلم "إبراهيم الأبيض" مع الممثل أحمد السقا، وأيضاً شارك في البطولة الجماعية لفيلم "ليلة البيبي دول"، كما أنه مكتشف الممثلة منة شلبي فقدّمها في فيلمه "الساحر"، بعد أن شاهدها مع والدتها.

كما دعم الممثلة ياسمين صبري، والتي كان أول ظهور لها من خلال مسلسله "جبل الحلال"، ووقع اختياره عليها وتوقع لها مستقبلاً فنياً كبيراً، ونصحها بالإبتعاد عن الوسط الفني والتركيز على أعمالها.

تزوج محمود عبد العزيز مرتين، الأولى هي جيجي أم ولديه، كريم و​محمد محمود عبد العزيز​، لكنه إنفصل عنها بعد زواج دام 20 عاماً.

ثم بعدها أعلن زواجه من الإعلامية المصرية ​بوسي شلبي​ ، على الرغم من فارق العمر بينهما، وظلت زوجته حتى وفاته.

​​​​​​

في 12 نوفمبر عام 2016 رحل محمود عبد العزيز عن عالمنا، بعد صراعه مع مرض السرطان فدخل المستشفى في الأشهر الأخيرة، وعلى الرغم من حرص نجليه على طمأنة الجمهور، إلا أنهم فوجئوا بخبر الوفاة، وفسّر الإعلامي ​عماد الدين أديب​ الحالة الصحية لـ محمود عبد العزيز بأنه شعر بألم في أسنانه، والذي تم تشخصيه على أنه تسوس حاد في الأسنان والضروس، ليسافر إلى فرنسا ويجري جراحة، ولكن وقع خطأ تسبب في دخول فيروس لأعلى الفك ومؤخرة الرأس، وبعدها تم إكتشاف مجموعة من الأورام وهو في فرنسا، ليبدأ رحلة العلاج الكيماوي، وكشفت الأشعة أن المرض تواجد في الكبد والرئة والعمود الفقري والمخ، فأبلغ الأطباء ولديه بأن الحالة ميئوس منها، وعلى الرغم من إخفاء حالته المرضية عنه، لكنه دخل في اكتئاب شديد بسبب الألم، حتى قيل بأنه رفض الطعام لفترة، وكان يتناول الغذاء عبر المحاليل وكان في آخر أوقاته قد شعر بأنه في نهاية رحلته، فأمضى الوقت في قراءة القرآن والدعاء إلى الله.

تم نسخ الرابط