زوزو حمدى الحكيم.. أجبرها والدها على الزواج.. عشقها شاعر قصيدة الأطلال وتزوجت سرًا.. عانت من الشلل فى آخر أيامها وتجاهل أبناء جيلها
تصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنانه الراحلة زوزو حمدى الحكيم، والتى قدمت العديد من الأعمال الفنية الرائعة وأصبحت من الوجوه المألوفة فى السبعينات والثمانيات، وأشهر هذه الأعمال هي شخصية "سكينة" في فيلم "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة"، و عانت كثيرا في حياتها لتحقق حلمها، وحياتها مرت بأسرار كثيرة..."
ولدت زوزو حمدي الحكيم، في قرية سنتريس محافظة المنوفية في 8 نوفمبر من عام 1912، وتخرجت من المعهد العالي للتمثيل عام 1934.
دخلت الفن في وقت لم يُسمح للفتيات فيه بالتعليم أو العمل، ولكن إيمان عائلة الفنانة زوزو حمدي الحكيم بأهمية العلم والثقافة كان دافعها الأول لأن تكون أول فتاة مصرية تقتحم مجال الفن «المحظور» عن طريق معهد التمثيل والذي التحقت به عام 1930، وأصّر والدها على تعليمها حتى قاربت على البكالوريا، ولكن نظرًا لجمالها الهادئ الذي كان حديث شباب القرية، اضطر والدها أن يزوّجها، وهي دون السادسة عشر، من أول عريس مناسب يتقدم لخطبتها ولكنه وضع شرطًا لإتمام الزواج، وهو استكمال ابنته لتعليمها حتى تحصل على البكالوريا، ولكن الزوج نكث بوعده بعد شهور من الزواج ورفض رفضًا باتًا أن تستكمل زوزو تعليمها، فهربت إلى خالها بالقاهرة وحصلت على البكالوريا هناك وتحقق حلمها، أما الزوج فقد طلّقها على الفور.
وحصلت الفنانة على الشهادة العليا من "معهد المعلمات" عام 1930 وقبل أن تلتحق بالتدريس في مدرسة الراهبات، قرأت اعلانًا في إحدى الجرائد، عن إنشاء معهد التمثيل الأول، وتقدمت ونجحت في الاختبار بتفوق ومعها روحية خالد ورفيعة الشال، وفي نهاية السنة الأولى حصلت على المرتبة الأولى على كل طلبة المعهد، لكن فرحتها لم تستمر لعام آخر، حيث أصدر وزير المعارف العمومية حلمي عيسى قراره بإغلاق المعهد عام 1931.
كانت زوزو حريصة على التواجد بالوسط الثقافي وحضور الندوات والأمسيات الشعرية، وقد ارتبطت بعدة صداقات من الوسط الثقافي مثل الأديب زكي مبارك، الذي قيل أنه كتب فيها عدة قصائد شعرية، ووقع في حبها الشاعر إبراهيم ناجي، والذي قالت هي عنه أنه استوحى قصيدته "الأطلال" من علاقته بها.
تزوجت زوزو بعد طلاقها مرتين الأولى كانت "سرًا" من الكاتب الصحافي محمد التابعي، وبعد سنوات من طلاقهما تزوجت في منتصف الأربعينات من خارج الوسط الفني وعاشت معه أكثر من 25 عامًا حتى توفيت.
ساهمت في الإذاعة في أعمال عديدة في حياتها، وفي أوائل فترة الستينات القرن العشرين سافرت إلى الكويت وظلت هناك فترة 4 أعوام وساهمت بتاسيس المسرح في الكويت، عملت في العديد من المسرحيات مع الفنانة فاطمة رشدي مثل النسر الصغير واليتيمة ومروحه الليدي وندر مير، والملك لير.
كما لعبت بطولة رائعة القدير صلاح أبو سيف ريا وسكينة في شبابها، ولعبت زوزو حمدي الحكيم دور الأم في رائعة شادي عبد السلام المومياء وهو الفيلم الذي ما يزال متصدرا قائمة السينما المصرية، وكانت في الفيلم نموذجا للأم الصعيدية الصارمة.
وأصيبت زوزو بمرض الشلل بشكل مفاجئ عام 1989، ما جعلها تلازم منزلها لأكثر من 14 عاماً حيث فارقت الحياة في 18 مايو 2003 إثر تدهور حالتها الصحية عن عمر يناهز 91 عاماً، فيما كرمت بالمهرجان القومي للسينما عام 1995.
وعانت زوزو في حياتها من التجاهل، فكانت تشعر بعدم التقدير، خصوصاً أن أياً من الفنانين لم يسأل عنها خلال مرضها واعتزالها، فكانت ترى أن الفن يتعامل مع الممثلين باعتبارهم «خيل الحكومة» الذي لا يكون له قيمة عندما يكبر، بينما كانت ترى في زميلتها أمينة رزق القدرة على مواكبة التطورات الفنية باعتبارها حياتها التي لا تستطيع الابتعاد عنها، واكتفت في العقود الثلاثة الأخيرة من عمرها بالاعتزال ومتابعة التلفزيون.