فى الذكرى الثانية لوفاة هيثم أحمد زكى.. حكايات مأسوية من حياة فنان قتلته الوحدة
تصادف اليوم الذكرى الثانية على وفاة الفنان الشاب هيثم أحمد زكي، حيث توفي في مثل هذا اليوم من عام 2019، عن عمر يناهز 35 عاماً، حيث مات وحيدا بمنزله في منطقة "بيفرلي هيلز" بضاحية الشيخ زايد بمحافظة الجيزة بطريقة تشبه الفيلم السينمائي المأساوي، فقد عانى الشاب الثلاثيني من اليتم والوحدة طوال حياته، وكان هاجسه الأكبر أن يموت وحيدا، وصرح بذلك لصديقته الفنانة ناهد السباعي، ودائما ما كان يقول لها "خايف أموت لوحدي وملاقيش حد جنبي".
عانى من صدمات كثيرة في حياته، والتي كانت أولها هي وفاة والدته وهو لا يتخطى حينها إلا 6 أعوام فقط، ليرحل بعدها والده وهو عمره 21 عاماً، ويتركوه وحيداً حتى وفاته.
هيثم أحمد زكي ولد فى 4 أبريل من عام 1984، وهو ابن الممثل أحمد زكي والممثلة هالة فؤاد، في مدينة القاهرة عاش وحيدا ومات وحيدا هكذا كانت قصة حياته، رحلت والدته فتولى جده وجدته رعايته، إلا أنهما رحلا واحداً تلو الآخر، وكان وقتها يبلغ من العمر 14 عاماً، لتنتقل مسؤوليته إلى خاله هشام فؤاد، غير أن الأمر لم يدم سوى عامين بعدما رحل خاله، حيث كان هيثم في السادسة عشرة من عمره لينتقل للعيش مع والده، وظل مع والده لـ5 سنوات ثم رحل وترك هيثم وهو في الـ21 من عمره ومنذ ذلك الوقت، ظل وحيداً، ولم يترك أي مناسبة تلفزيونية يتحدث فيها سوى ويشير إلى هذا الأمر ومدى الألم الذي يسببه له، وكونه القاسم المشترك بينه وبين والده الراحل الذي كان يشعر بالوحدة أيضاً، ومثلما بدأت رحلته الفنية مع المخرج شريف عرفة في فيلم "حليم"، انتهت أيضاً مع نفس المخرج الذي استعان به في فيلم "الكنز".
هيثم أحمد زكي بدأ مشواره الفني عام 2006، وبالتحديد بعد وفاة والده، حيث وجد نفسه مضطرا إلى استكمال مشاهد فيلم "حليم"، التي توفى والده دون إكمالها، ونجح هيثم في التجربة رغم صعوبتها الشديدة وزاد الإقبال عليه وتوالت البطولات، حيث قدّم بعد ذلك فيلم "البلياتشو" مع فتحي عبد الوهاب، ثم "كف القمر" مع خالد صالح وحسن الرداد، و"سكر مر" مع أحمد الفيشاوي وأيتن عامر وشيري عادل. ومن أعماله التلفزيونية المميزة مسلسل "دوران شبرا" مع حورية فرغلي، و"كلبش 2" مع أمير كرارة، و"الصفعة" مع شريف منير، و"سبع وصايا" مع رانيا يوسف، وأخيرا مسلسل "علامة استفهام" مع محمد رجب، والذي كان آخر أعماله على الإطلاق. ولم يمهله القدر أن يحقق حلمه ويقدم فيلم "كابوريا 2"، والذي قدم والده الجزء الأول منه منذ نحو 29 عاما، حيث كان هيثم يحضّر لهذا الفيلم، وكان قد أعلن عن أمنيته في تنفيذه وتجسيد دور ملاكم مثل أبيه.
في يناير 2011 كان متهم بجريمة قتل كان يملك مسدساً ورثه عن والده، سُرِق منه في فترة ثورة يناير، ونفذت بهِ جريمة قتل في صعيد مصر فظل متخفياً حتى قبض على القاتل الحقيقي، وتبرئتهُ من تهمة القتل، أصدقاء الراحل بنوا مسجدا باسمه مسجد هيثم أحمد زكي.
كان هاجسه الوحيد كان السيناريو الذي ينتظره، مات هيثم وحيدا إثر هبوط حاد بالدورة الدموية، وفي حمام منزله وجدوه ميتا، في صدمة ستظل لفترات طويلة تلاحق من عايش هذه اللحظات الصعبة.
عانى هيثم أخيرا من آلام شديدة بالمعدة وتعرض لأزمة صحية قبل وفاته بيومين بسبب تدريبات رياضية عنيفة، ولكن لم يكن يتوقع أحد أن يكون ظهوره الأخير هو ذلك اليوم، وبعدها ذهب لبيته واختفى عن الأنظار، فحاولت خطيبته السابقة إنجي سلامة التحدث إليه دون جدوى، حتى اتصلت بعائلته المتمثلة في أقاربه من ناحية الأم وأبلغتهم، فقاموا بدورهم بالاتصال بنقيب الممثلين أشرف زكي، وحررت إنجي أيضا بلاغا في قسم شرطة أكتوبر في نفس الوقت، ليصل أشرف زكي مصطحبا الشرطة ويتم كسر باب فيلا هيثم ليجده بحمام منزله مفارقا الحياة.