الخوف والرجاء.. أمور لا تتركها في حسن الظن بالله
يعد حسن الظن بالله عز وجل من أعلى درجات التوكل وله مكانة عظيمة، ولكن يجب أن يقوم به الإنسان على النحو الصحيح؛ لأن حسن الظن يمكن أن يتحول إلى غرور عند كثير ممن لا يفقهه، ولذلك ترى العصاة يقولون: سيغفر لنا، بل قال اليهود: سيغفر لنا، بل قال اليهود:( نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ )سورة المائدة18
قال دكتور أحمد يوسف أستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إن من الأمور الاعتقادية الهامة التى نبه القرآن إليها وحذر المسلمين من الوقوع فيها الركون إلى الدنيا والاطمئنان إليها نتيجة لحسن الظن بالله عز وجل وترك العمل والتعلق بالأماني وهذا التحذير واضحاً فى قوله تعالى إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ .
وقوله(ءَأَمِنتُم مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ)
وقوله(أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )
وأوضح "يوسف" في حديثه لبرنامج ( حديث الصباح ) بإذاعة القرآن الكريم، أنه ليس المطلوب اليأس من رحمة الله أو سوء الظن به لأن اليأس والقنوط لون من ألوان الكفر التى حذر القرآن منها لقوله عز وجل.
وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ.
وذكر أن المسلم مطلوب منه أن يكون خائفاً راجياً والخوف المحمود الصادق ما حال بين صاحبه ومحارم الله فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط
والرجاء المحمود هو ما يحمل صاحبه على طاعة الله أما التمادى فى التفريط والخطايا مع رجاء رحمة الله بلا عمل فهذا هو الغرور والتمنى والرجاء الكاذب.
وأشار إلى مدح الله أهل الخوف والرجاء بقوله " أمن هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ
تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنٰهُمْ يُنفِقُونَ.
وفى نهاية حديثه قال إن كل من الرجاء والخوف يستلزم الآخر فى عقيدة المسلم فالرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان أمناً من مكر الله والخوف يستلزم الرجاء ولولا ذلك لكان يأساً من رحمة الله.