بعد وفاته.. محطات مهمة فى حياة الراحل صباح فخرى

صباح
صباح

رحل صباح اليوم عن عالمنا نجم الأغنية الفنان الكبير صباح فخرى، عن عمر ناهز 88 عاما
حيث أعلنت نقابة الفنانين السوريين عن مكان وموعد تشييع جثمان الفنان السورى، وكتب الحساب الرسمي للنقابة في بيان لها لنعيه عبر حسابها بموقع "فيس بوك" "وداعاً الهرم السورى صباح فخرى.. توفّى الفنان صباح فخرى صباح اليوم الثلاثاء الساعة 9:00 صباحاً فى مشفى الشامى بدمشق".

وتابعت "وسيشيّع جثمانه الطاهر غداً عند صلاة الظهر ويُدفن فى دمشق ( مقبرة الدحداح ).. وسنوافيكم لاحقاً بمواعيد وأماكن الصلاة عليه والتعزية ..إنا لله وإنا إليه راجعون".

يعتبر صباح من مشاهير الغناء في سوريا والعالم العربي، ومن أهم أعلام الموسيقى الشرقية، أقام حفلات غنائية في بلدان عربية وأجنبية كثيرة وطاف العالم، وتربع على عرش فن الغناء والقدود الحلبية.

فخري ليست نسبته وإنما هي تقديراً لفخري البارودي الذي رعى موهبته، وأما اسمه الحقيقي فهو صبحي أبو قوس.

​صباح فخري​ معروف بصوته القوي بطريقةٍ استثنائية، وأدائه الذي لا تشوبه شائبة للمقامات وألحانها، ويعرف كذلك بأدائه المميز على المسرح.

ولد صباح فخري في مايو عام 1933 في مدينة حلب بسوريا، وظهرت موهبته في العقد الأول من عمره، ودرس الغناء والموسيقى مع دراسته العامة في تلك السن المبكرة في معهد حلب للموسيقى، وبعد ذلك في معهد دمشق.

والده كان مقرئاً للقرآن الكريم ومنشداً صوفياً، فحفظ القران فى صغره ووالدته من أسرة دينية ذات تقاليد في الإنشاد الديني، وحلقات الذكر الصوفي.

التحق صباح فخري بالتعليم في المدرسة القرآنية في حلب، حيث تعلم مبادئ اللغة العربية وعلوم البيان والتجويد والدين الإسلامي، حتى عام 1947.

أول موال له كان "غرد يا بلبل وسلّ الناس بتغريدك" عام 1946، وقد علمته إياه إحدى صديقات والدته، وتتالت جلساته مع صديقات والدته وجاراتها وبدأ يتعلم منهن ما كان يُغنى في تلك الجلسات.

اصطحبه أخوه الأكبر عبد الهادي إلى مجالس الطرب، وهناك تعرف على عازف العود والملحن السوري محمد رجب، فتعلم منه موشح "يا هلال غاب عني واحتجب"، اختار له عازف الكمان الحلبي الشهير، الذي صحبه في عروضه في مختلف المدن السورية إسم محمد صباح، وسمعه الموسيقار محمد عبد الوهاب، وقال له: "مثلك بلغ القمة، ولا يوجد ما أعطيك إياه". وبقي الاثنان صديقان حتى رحيل عبد الوهاب.

كان في صغره مؤذناً في جامع الروضة في حلب، وفي بدايته غنى في الموالد والمآتم ليسمعه الناس، وكان في شبابه موظفاً بأوقاف حلب ومؤذناً في جامع الروضة هناك.

دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعد أن غنى في مدينة كاراكاس بفنزويلا لمدة عشر ساعات متواصلة عام 1968، وأقيمت له في مصر جمعية فنية باسمه تضم محبيه عام 1997، وهي أول جمعية رسمية تقام لفنان غير مصري.

تخرّج صباح فخري في المعهد الموسيقي الشرقي عام 1948 بدمشق، بعد أن درس الموشحات والإيقاعات ورقص السماح والقصائد والأدوار والصولفيج والعزف على العود، ومن أساتذته أعلام الموسيقى العربية كبار الموسيقيين السوريين الشيخ علي الدرويش والشيخ عمر البطش ومجدي العقيلي ونديم وإبراهيم الدرويش، ومحمد رجب وعزيز غنّام، وكانت أول عروضه الهامة عام 1948 في القصر الرئاسي في دمشق، وذلك أمام الرئيس شكري القوتلي ورئيس الوزراء ذلك الحين جميل مردم بيك، وخلافًا للكثير من الفنانين العرب، لم يدرس أبداً في القاهرة أو يعمل فيها، مصراً على أن شهرته مرتبطة بالإرث الفني في موطنه سوريا.

من أشهر أغانيه "مالك يا حلوة مالك، "قدك المياس"، "يا شادي الألحان"، "ابعتلي جواب"، و"يامال الشام"، وقد اشترك في العديد من الصور الغنائية بالإذاعة السورية، كما اشترك بالغناء في بعض المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية.
من أعماله السينمائية فيلم "الوادي الكبير" مع الفنانة ​وردة الجزائرية​، كما شارك في فيلم "الصعاليك" عام 1965 مع عددٍ من الممثلين مثل ​دريد لحام​ و​مريم فخر الدين​، ومن برامجه التلفزيونية "أسماء الله الحسنى" مع ​عبد الرحمن آل رشي​ و​منى واصف​ وزيناتي قدسية، ومسلسل "نغم الأمس" مع ​رفيق سبيعي​ وصباح الجزائري، حيث سجل ووثق ما يقارب 160 لحناً ما بين أغنية وقصيدة ودور وموشح وموال، وذلك حفاظاً على التراث الموسيقي العربي الذي تنفرد فيه حلب.

لحّن وغنّى قصائد عربية لأبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني ومسكين الدارمي، كما غنّى لابن الفارض والرواس وابن زيدون وابن زهر الأندلسي ولسان الدين الخطيب.

كما لحّن لشعراء معاصرين مثل فؤاد اليازجي وأنطوان شعراوي وجلال الدهان، وعبد العزيز محي الدين الخوجة وعبد الباسط الصوفي، وغنّى في كثير من المهرجانات، منها "تدمر، المحبة" في سوريا، "جرش، شبيب، الفحيص" في الأردن، "بيت الدين، عنجر، عاليه" في لبنان"، "مهرجان الربيع في الموصل" في العراق، "سوسة، قرطاج، الحمامات، القيروان، صفاقس" في تونس"، "فاس" في المغرب، "مهرجان الموسيقى العربية" في مصر، "مهرجان الموسيقى الشرقية" في فرنسا، "مهرجان الثقافة" في قطر، "مهرجان الفرين الثقافي" في الكويت.
كما غنّى باللغة العربية في العديد من الدول، في قارات أوروبا وآسيا والأميركيتين وأستراليا.

تقلد منصب نقيب الفنانين في سوريا لأكثر من مرة، ونائب رئيس اتحاد الفنانين العرب.
عضو في مجلس الشعب السوري في دورته التشريعية السابعة لعام 1998، وعضو في اللجنة العليا لمهرجان المحبة في اللاذقية.
عضو في اللجنة العليا لمهرجان الأغنية السورية ومديراً عاماً للمهرجان الأول والثامن.

تزوّج مرتين، الزوجة الأولى أنجبت له ثلاثة أولاد (محمد وعمر وطريف) وتوفيت، أما زوجته الثانية فأنجبت له ابناً واحداً هو الفنان ​أنس فخري​ .
يحفظ القرآن الكريم غيباً إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من دواوين الشعراء العرب، ورد ذكر صباح فخري في موسوعة مايكروسوفت" الإنكارتا Encarta"، بصفته رمزاً من رموز الغناء العربي الأصيل.

وتوفي صباح فخري عن عمر يناهز 88 عاماً، وذلك بسبب أزمة قلبية، في الثاني من نوفمبر 2021.

تم نسخ الرابط