نعمة تنجي من الظلم.. أمور لا تعرفها عن فضل الحمد
أنعم الله على بني آدم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومنها خلق الإنسان في أحسن صورة وسخر كل ما في الكون له، لذى يجب على الإنسان أن يحافظ على هذه النعم من خلال شكر الله عليها لكي تدوم ويطلق على هذا الأمر نعمة الحمد وهو ما نوضحه في السطور التالية:
استهل الدكتور محمد بن فتح الله بدران من علماء الأزهر، حديثه عن نعمة الحمد بقول الله تعالى و"الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ . يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۚ وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ" .
وأوضح العالم الجليل رحمه الله، خلال حلقة مسجلة ببرنامج (حديث الصباح) بإذاعة القرآن الكريم، أن الحمد كله لله لأن الخلق كله لله والرزق كله من الله والتوكل كله على الله والعلم كله من الله .
وقال إن الله هو الذى خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور فوحده الذى أبدع جميع الكائنات وحفظها برعايته فله وحده الخلق وله وحده الأمر وله وحده الهدى، قال تعالى "قَالَ فَمَن ربّكُمَا يا مُوسَى* قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى".
وأضاف أن الله تكفل بتربية العالمين أفراداً ومجتمعين فى جميع أطوار الخلق فتعهد الإنسان بالتربية والرعاية سلالة فى أسراب أجداده، ثم بين الصلب والترائب فى أمهاته وآبائه ثم نطفة من أبيه وعلقة فى رحم أمه، ثم مضغة فعظاماً ثم يكسو العظام لحماً ويقر الإنسان فى قرار مكين ثم يخرجه ويدر له غذائه بقدر فى لبنه، ثم الطفولة واليفوع والشباب والكهولة فلا حمد إلا لله الحمد لله رب العالمين، "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا".
وأوضح أن الحمد لله إقراراً بربويته وانتصاراً بنصره وعزته لأنه سبحانه هو الذي ينجي من الظلم ويقطع دابر المفسدين قال تعالى "فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" .
وقال "بدران" إن الله وحده واهب العلم والمعرفة والهادى إليهما لقوله "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"، والله وحده له الحكم والجزاء الأوفى فى كل مكان وزمان،" وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" و" وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ".
وفى نهاية حديثه قال إن جميع المخلوقات تسبح بحمده لقوله تعالى" وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا".
" وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ".