آن للمحارب أن يستريح .. مالا تعرفه عن السياسي الراحل عبد الغفار شكر

عبد الغفار شكر
عبد الغفار شكر

رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد السياسي والمناضل ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ومؤسس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبد الغفار شكر .

وقال المجلس القومي لحقوق الإنسان في بيان له اليوم ناعياً شكر أنه برحيله فقدت مصر أحد القامات الوطنية الذي عمل طوال مسيرة حياته مدافعًا عن حقوق الإنسان من خلال إسهاماته الفكرية المتعددة وآرائه الوطنية المتنوعة.

وكان نبراسًا للانتماء الوطني وله دور مميز وبناء في عمل المجلس القومي لحقوق
الإنسان طوال مدة توليه منصب نائب الرئيس..

وشغل منصب نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان و رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي.

ولد شكر فى 27 مايو 1936 بقرية تيرة مركز نبروه محافظة الدقهلية وبدأ حياته السياسية عندما إلتحق بالإتحاد القومى عام 1958 ثم الاتحاد الاشتراكي عام 1963 وفي العام 1964 أصبح أمينا للتثقيف في تنظيم الشباب الإشتراكي الذي كان يعتبر أحد الاجهزة المعلنة للإتحاد الإشتراكي.

وانتمى للتنظيم الطليعي الذي اسسه جمال عبد الناصر كتنظيم سري موازى للتنظيم العالمي للإتحاد الاشتراكي وفى عهد الرئيس الراحل أنور السادات جاء إسمه من بين مئات السياسيين و المثقفين و الصحفيين الذى تم إعتقالهم على خلفية الإعتراضات على إتفاقية كامب ديفيد التى أبرمها السادات مع إسرائيل.

أما فى عهد الرئيس مبارك فبرز دور شكر كمعارض قوى من خلال إنتمائه لحزب التجمع الذى كان من بين مؤسسيه مع الراحلين خالد محيى الدين ورفعت السعيد وغيرهم وظل يحارب من خلاله كعضو بمكتبه السياسى إلى أن رأى أن الحزب يحيد عن مساره فطالب بإجراء اصلاحات داخلية في سياسات وهياكل الحزب تعيده الى تقدميته وتجعله بيتاً حقيقياً لليسار المصري.

وكان من بين مطالب شكر توافر مجموعة من المقومات الأساسية لضمان وضع رؤية سليمة للحزب وتحديد التزامات أساسية تجعل من سياسة تحالفات الحزب في الموضع الصحيح له كجزء من الحركة التقدمية الديمقراطية خاصة بعد أن كانت قد ترددت أنباء عن عقد الحزب صفقة مع الحكومة في ذلك الوقت حصل بموجبها على عدد من مقاعد البرلمان فى عام 2000.

كما طالب شكر بضرورة توافر بنيان حزبي مؤسس ديمقراطياً يعلو فوق إرادات الأفراد وأن يكون التجمع بيتاً لليسار المصري الواسع وتكون علاقته ودية مع الجميع وأن تفتح جريدته "الأهالي" لمختلف التيارات والآراء اليسارية من القيادات الشابة بشكل يمكن من وجود مناقشة حقيقية مع كل الهيئات القيادية.

لم يكن عدم الإهتمام بهذه المطالب هو السبب وراء خروج شكر من التجمع لكنه ظل منتمياً له لسنوات عدة إلى أن تركه إعتراضاً على سياسات رئيس الحزب فى ذلك الوقت ورفيق كفاح شكر فى خدمة اليسار الدكتور رفعت السعيد قبل ثورة يناير ببضع أعوام بعد أن إتهمه بالتواطئ مع نظام مبارك و التنسيق معه منذ العام 1990 فى الإنتخابات النيابية ليؤسس بعد الثورة حزب التحالف الشعبى الإشتراكى الذى بدأ يثبت للجميع أن لليسار فى مصر بيت آخر غير التجمع بالإشتراك مع القيادى اليسارى الراحل أبو العز الحريرى فيما رآه البعض إنشقاقاً رسيماً عن التجمع.

وكما كان له دور فى عهود عبد الناصر و السادات ومبارك أكمل شكر نضاله ضد الإخوان فى عهد الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسى وعلى الرغم من محاولة الإخوان إستقطابه من خلال تعيينه فى المجلس القومى لحقوق الإنسان فى فترة حكمهم وترشيحه للجمعية التأسيسة التى وضعت دستور 2012 إلا أنه كان عضواً بارزاً فى جبهة الإنقاذ الوطنى التى أسس لها الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى ضد جماعة الإخوان المسلمين ورئيسها محمد مرسي عقب الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012.

وبالرغم من إعتراض شكر على تشكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان ووصفه له بأنه غير متوازن لأن غالبية أعضائه من الإخوان بالإضافة إلى إنشغاله بتأييد قرارت حكومة الإخوان بدلاً من الإهتمام بأوضاع حقوق الإنسان إلا أنه أمهل نفسه ستة أشهر قام بعدها بتقديم إستقالته مع مجموعة من أعضاء المجلس المحسوبين على التيار المدنى.

وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى شغل شكر منصب نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان وترأس حزب التحالف الشعبى الإشتراكى .

وكان شكر قد إتخذ قراراً فى عام 2013 بإعتزال العمل السياسى نظراً لكبر سنه حيث كان يبلغ من العمر فى ذلك الوقت 78 عاماً بالإضافة إلى رغبته فى إفساح المجال لمن هم أصغر سناً وأكثر حيوية وشباباً وعلى مايبدو أن هذه الرغبة لم تدم طويلاً فقرر أن يعود إلى قيادة حزبه التحالف الشعبي الإشتراكي مرة أخرى بعد عام من الإنقطاع لينافس به فى إنتخابات مجلس النواب التى أجريت عام 2015.

تم نسخ الرابط