دخل مجال الغناء صدفة وأزمة قلبية أنهت حياته.. نجله فنان معروف ونجلته تعمل مطربة.. حكايات من كتاب حياة حسن الأسمر
تصادف اليوم ذكرى ميلاد المطرب الكبير حسن الاسمر ملك المواويل وامير الأغنية الشعبية الذي أثرى عالم الغناء بالعديد من الاغانى الشعبية المختلفة، من خلال هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عنه.
ولد حسن الأسمر في حي العباسية بالقاهرة وهو من أصول صعيدية وبالتحديد محافظة قنا، لقب بـ”أمير الأغنية الشعبية” في مصر، وله عدة ألقاب يطلقها عليه الجمهور وهي “أمير الأغنية الشعبية”، “الواد الجن”، و”مايكل جاكسون” مصر والعرب أيضاً، ويرجع السبب في ألقابه أنه كان يحلم في الأساس أن يكون ممثل، ولم يكن يتوقف عن التفكير في حلم وقوفه أمام الكاميرات، وأن يصبح نجم في عالم التمثيل، ولم يكن في الغناء في حساباته، وكان يسير في اتجاه واحد ومحدد نحو تحقيق حلمه الحقيقي.
كان يمثل في أحد قصور الثقافة في صغره وفي مرة من المرات استمع أحد الأشخاص إلى صوته وهو يغني، فقام بتشجيعه على الغناء، وبالفعل غير اتجاهه نحو الغناء، وبدأ عمله من شارع محمد على واشتهر بالمواويل، وبعدها تعددت نجاحاته في عالم الغناء، كما أنه يحب اللون الحزين لأنه يمس قلوب الجمهور أكثر من باقي الألوان الغنائية، وذلك بسبب أن الشعب المصري هو شعب عاطفي، حتى أنه تحول بسرعة كبيرة في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي إلى أحد أشهر مطربي اللون الشعبي في الشارع المصري.
كان النجم حسن الأسمر يتردد منذ سن مبكرة على حلقات الذكر وحفلات الزفاف، وبدأ شهرته في الثمانينات، ولعبت الصدفة دور هام في بداية احترافه للغناء، وذلك عندما كانت شركة “صوت الجيزة” تبحث عن أصوات شابة لعمل إعلان، فذهب للشركة وقام بتأدية عدد من الأغنيات بصوته حتى أقنعهم بموهبته، وسجل أول أغنية شعبية “عليل أنا يا تمر حنة” التي كانت خطوة هامة نحو إنتاج ألبومه اﻷول “عيون ست البنات” في عام 1984.
كما أنه أخفى “الوحمة” الشهيرة من على غلاف ألبومه الغنائي الأول لشعوره بالحرج منها، وبعد ذلك اعتبرها تميمة حظه، ونجاحه الغنائي جعله يتمكن من العمل في السينما والتليفزيون والمسرح، ومن الأفلام التي شارك بها: فيلم “رجل ضد القانون، وفيلم “زيارة السيد الرئيس”، وفيلم “ليلة ساخنة”، وشارك في العديد من المسلسلات منها: مسلسل “دعوة للحياة، ومسلسل “أوراق مصرية”، ومسلسل “أسمهان”، كما أنه برز في عدة أعمال على خشبة المسرح القومي ومنها مسرحية “مغامرة المملوك جابر”، ومسرحية “باللو باللو”، ومسرحية “حمري جمري”، ومن أشهر أغانيه أغنية “سمارة”، و “كتاب حياتي يا عين”، و “متشكرين”، وقام بتلحين العديد من الأغنيات لنفسه باسم مستعار هو “حسن عبدالعزيز”، ومن بينها أشهر أغنية “كتاب حياتي”.
حسن الاسمر متزوج ولديه ابن يدعى هاني يعمل مطرب،
ولأنه وكما يقول المثل "ابن الوز عوام" والموهبة ربما أحيانا ينجح توريثها، فقط نجح الأسمر فى توريثها لنجليه هانى وأمنية الذين اقتحما مجال الغناء الشعبى وسجلا أغنيات وطرحاها على الجمهور.
والفنانة أمينة ابنة الفنان حسن الأسمر، سجلت فى عام 2015 أغنيتها الأولى بعنوان "دموع ملايكة"، وكانت معها صديقتها إيمي ابنة الفنان طلعت زكريا، والأغنية من كلمات خالد الشبانى وتوزيع شريف منصور، كما غنت تتر برنامج "مش لوحدك" من إعداد وتقديم إيناس خليل. وأمينة متزوجة من مراد فكرى صادق نجل الفنان فكرى صادق.
أما الفنان هانى حسن الأسمر، فبدأ الغناء منذ سنوات عمره المبكرة بتشجيع من والده وقدم عددا كبيرا من الأغان الشعبية كما أعاد غناء عدد من أغانى والده، وشارك في بطولة فيلم "شارع محمد على ّ فى عام 2015 وعدد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات أبرزها "مسرحية رسمى فهمى نظمى" ومسلسل "حارة العوالم" وفيلم "فزاع" ومسلسل "جحا المصرى". وفتاة أخرى تدعى نسمة لا تعمل فى الوسط الفنى.
كما صرح ابنه عنه قائلاً: “والدي كان يحب شرب الشاي بالحلاوة الطحينية لأجل أحباله الصوتية، وكان أهلاوي متعصب، وكان يُفضل لاعبي الجيل الذهبي للأحمر، وعلى رأسهم محمد أبو تريكة ومحمد بركات ووائل جمعة”، واعتاد تنظيم دورة رمضانية في العباسية التي ترعرع بها، منذ عام 1995 واستمر ينظم هذه الدورة على مدى 15 عامًا حتى وفاته عام 2011 عن عمر يناهز 52 عام.
كما صرح ابنه هاني حسن الأسمر في لقاء تلفزيوني قائلاً: “والدي تأثر بالبكاء أثناء تسجيل أغنية (كتاب حياتي يا عين)، وأخذ وقتاً طويلاً فيها لأنها موال”، ولم يكن مقتنع بآخر ألبوماته “ابن القمر” الذي أطلقه قبل وفاته ولكنه اضطر لطرحه بسبب العقد المبرم مع شركة الإنتاج، كما أنه ساعد ابنه قبل وفاته على طرح أول ألبوماته “الناس” عام 2006، واختفى فترة عن الساحة الفنية بعد مشاركته في مسلسل “قمر” مع فيفي عبده عام 2008، حتى عاد بأغنية “اسمع بقى” التي عرضت في شهر رمضان 2011 لصالح إحدى شركات الاتصالات، على لحن أغنية “كتاب حياتي”، وكان آخر أعماله أغنية “بحب الحياة” التي سجلها قبل وفاته بنحو عشرة أيام، ولكن توفي قبل إذاعتها.
تعرض الفنان حسن الأسمر لأزمة قلبية حادة مفاجئة لتفيض روحه إلى بارئها بسببها في 7 من شهر أغسطس عام 2011، كما تم نقله وقتها إلى مستشفى كليوباترا بمصر الجديدة وقد وافته المنية بها عن عمر يناهز 52 عاماً، والذي أحزن جميع المصريين في رحيل الموال الحزين في مصر، وذلك بعد أن أمتع العرب بصوته الجميل، وقد شُيّعت جنازته في نفس يوم وفاته في مسجد النور بالعباسية.