له 3 أنواع.. أمور لا تعرفها عن الحياء
قال الدكتور ربيع جمعة الغفير الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن الحياء من أبرز مكارم الأخلاق في الإسلام، وأنه يدل على طهارة النفس ويقظة الوازع الديني ومراقبة الله عز وجل، و لا يمنع من قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلم، يقول الله عز وجل " وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ".
وتابع"جمعة" خلال برنامج (الدين المعاملة) بإذاعة القرآن الكريم، بأن علماء الأخلاق قد عرفوا الحياء بأنه تغير وانكسار يعتري الإنسان عند خوف ما يعاب عليه أو يذم عليه، وهو خلق يحجب الإنسان عن فعل القبيح ويمنعه من التقصير في حق ذي الحق، مضيفا أن كلمة الحياء مشتقة من الحياة، كما قال الإمام ابن القيم، وعلي حسب حياة القلب يكون حياء صاحبه، وأن قلة الحياء من موت القلب، لافتا إلى أن ضد الحياء هو التوقح والبذاء، حيث إن البذاء هو الفحش، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار"، وقال صلى الله عليه وسلم "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه".
الحياء في الإسلام
و أوضح أن منزلة الحياء في الإسلام كبيرة؛ حيث إنه من الأخلاق التي ورد الحث عليها كثيرا في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويكفي خلق الحياء فخرا أن الله عز وجل حيي ستير قال رسول الله صلي الله عليه وسلم"
إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر"، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ، فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا، أَوْ خَائِبَتَيْنِ".
كما وصف الأنبياء والرسل بخلق الحياء، كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحياء، حتى وصفه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بقوله : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خِدْرها ، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه)، وكان صلى الله عليه وسلم يقول"الإيمان بضعٌ وستون شُعْبة، والحياء شُعْبة من الإيمان".
أنواع الحياء
وأشار إلى أن علماء الأخلاق صنفوا الحياء إلي ثلاث صور أو أنواع، الأول الحياء من الله عز وجل، والثاني الحياء من الناس، والثالث الحياء من النفس؛ موضحا أن الحياء من الله عز وجل يكون بامتثال الأوامر التي أمر بها عز وجل، وهجر الحرمات التي نهي عنها سبحانه وتعالى وصون الخلوات، أما الحياء من الناس يكون بإنزال الناس منازلهم وأداء الحقوق إليهم وكف الأذي عنهم وعدم التبجح معهم ، أما الحياء من النفس أن يكون الإنسان في الخلوة والجلوة سواء، أي أن يصون الإنسان نفسه عن التفحش ويحفظ جوارحه في الخلوات وبين الناس، بأن يضع نفسه بحيث يراها جديرة بأن تكون.