ذكروا في سورة النساء.. من هم السفهاء؟

القرآن الكريم
القرآن الكريم

تناول الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله، شيخ الأزهر السابق، بعض الأوامر والنواهي الواردة في سورة النساء في قول الله عز وجل "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (5)".

وقال خلال حلقة مسجلة من برنامج( مع القرآن الكريم) بإذاعة القرآن الكريم، إن كلمة السفهاء جمع سفيه، والسفه- كما يقول الراغب - هو خفة في البدن، ومنه قيل زمام سفيه أي كثير الاضطراب وثوب سفيه أي رديء النسج، واستخدم للدلالة على نقصان العقل، ويكون في الأمور الأخروية والدنيوية، فيما يتعلق بأمور الدنيا يقول الله عزوجل" وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا"، وفي أمور الأخرة نقرأ "وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً".

وتابع أن السفهاء هم ضعاف العقول الذين لا يحسنون التصرف في أمور معايشهم.

وأضاف أن من أشهر ما ذهب إليه المفسرون في تحديد المخاطبين بهذه الآية الكريمة، وتحديد السفهاء وتحديد الأموال؛ هو أن المخاطبين هم أولياء اليتامى، وأن المقصود بالسفهاء هم اليتامى، وأن المراد بالأموال هو أموال اليتامى.

وأشار أن النهي عن إيتاء السفهاء أموالهم يأتي خشية إساءة التصرف فيها لخفة عقولهم، و قد أضيفت الأموال إلى الأولياء تنبيها إلى ضرورة حفظ الأموال وصيانتها وعدم الإضرار بها، وقيل أن المقصود بالأولياء الآباء أيضا؛ حيث يجب عدم الإسراف في إعطاء الأموال للأبناء الذين لا يحسنون التصرف منعا لإتلاف، هذه الأموال، فالمراد بالسفهاء كل من لا يحسن المحافظة على المال لسفه أو ضعف عقل أو لسوء تصرف أو غيرها من الأسباب، وجاء التعميم أوفر في المعني وأوسع في التشريع، كما أن في إضافة الأموال إلي كل المكلفين بحفظ الأموال ليدل علي أن المال المتداول بين الناس وإن كان حق لمالكيه ولكن على الأمة واجب في حمايته وحفظه، لافتا أن تعاليم الإسلام تجعل المسلمين أمة واحدة متكافلة تعتبر مصلحة الفرد مصلحة للمجتمع. ومع ذلك النهي الوارد في الآية الكريمة جاء أمر الله عز وجل بالإنفاق عليهم وحسن معاملتهم حتى تسكن نفوسهم.

وتابع أن هناك أحكام أخذها العلماء من الآية الكريمة، نذكر منها؛ وجوب المحافظة على المال وعدم تضييعه، لأهمية المال في الحياة، عن سفيان الثوري أيضًا قال(المال في هذا الزمان سلاحُ المؤمن)، ومن هذه الأحكام أيضا وجوب الحجر على السفهاء، لأن المولى عز وجل قد نهى عن إيتاء السفهاء الأموال ، أيضا وجوب إقامة الوصي والولي والكفيل على الصغار والأيتام ومن في حكمهم ممن لا يحسنون التصرف، نسأل الله عز وجل أن يهدينا إلى الصراط المستقيم.

تم نسخ الرابط