رحلت فى شبابها بسبب السرطان.. والدها أعلن إفلاسه.. قصة انفصالها عن زوجها.. رحلة عذاب نعيمة عاكف

نعيمة عاكف
نعيمة عاكف

تصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنانة نعيمة عاكف والتى ولدت فى مثل هذا اليوم من عام 1929 وقدمت فن الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل، وأسعدت الملايين، ولكن الحظ العثر ظل يلاحقها حتى وفاتها، تزوجت مرتين ورزقت بطفل وحيد، وهاجمها المرض الذي أنهى حياتها التي كانت مفعمة بحب الحياة والسيرك والفن، ولقبت بـ "لهاليبو السينما"، و"صاحبة رقصة الكلاكيت"، تنوعت في أدوارها وأعمالها الاستعراضية حتى أصبح لها جمهورا عريضا، فهي صاحبة الألعاب البهلوانية.

ولدت نعيمة، فى طنطا وتعلمت "الشقلبة" فى سن الثالثة، وتفوقت على كل أطفال عائلتها، كان أبوها ذو سلوك سيء وبفعل سلوكه أفلس، انتقلت العائلة إلى مدينة رأس البر، وعملت فى فرقة "علي الكسار" واجتهدت وكونت سيركا جديدا باسم "سيرك أولاد عاكف" ونجحت فى مسيرتها.

من خلال مسيرتها فى السرك تعلمت ركوب الخيل، حتى استطاعت أن تقف، وهي تضع كل قدم على حصان وتسير بهما فى الحلبة، وروضت الفيلة وأنواع عديدة من الحيوانات، لكنها لم تجيد السباحة، وكانت تخجل من لبس "المايوه" وحين سئلت عن السبب، بالرغم من أنها شبه متجردة من ملابسها فى السيرك، قالت إن أكل العيش شيء آخر ووقتها تتجرد من مشاعرها.

وكانت "نعيمة" أمية، وبدأت تتعلم القراءة والكتابة فى بيت زوجها المخرج حسين فوزي وبعد انفصالها تعلمت ثلاث لغات هي الإنجليزية والفرنسية والايطالية، من خلال المراكز الثقافية ورحلاتها للاتحاد السوفيتي وإيطاليا وإنجلترا.

لم تكن نعيمة عاكف موفقة فى حياتها العاطفية، وربما السبب هو ضريبة الشهرة التى حققتها، وبدأت بالحب والاحتكار وانتهت بالغيرة والطلاق، وكانت البداية كراقصة في فيلم "ست البيت"، وتوالت بعد ذلك أعمالها الفنية ليأخذها المُخرج حسين فوزي، لتشارك في بطولة فيلم "العيش والملح"، ثم بعد ذلك عمل عقد احتكار وتزوجها، ليُخرج أغلب أعمالها السينمائية من "بلدي وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، يا حلاوة الحب" ويكون "لهاليبو" أول بطولة لها.

وعلى الرغم من فارق السن الكبير بين المخرج و"عاكف"، فقد تزوجها عام 1953، ونقلها إلى فيلا في حي مصر الجديدة، وقامت بتعليم نفسها فاستعانت بمدرسين تلقت منهم دروساً في العربية والإنجليزية والفرنسية، وبذلك أصبحت تتحدث ثلاث لغات.

يرجع انفصال نعيمة عاكف عن "فوزي"، بسبب انطلاقها في مختلف المجالات، إضافة إلى سفرياتها المتعددة، فدبت الغيرة في قلب المخرج ما أدى إلى تعثر حياتهما الزوجية وتم الطلاق، لتتزوج بعده من المحاسب صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد، و الذي توفت وهو فى سن الرابعة، وكانت آخر وصية لها "خلوا بالكم من ابني أحمد".

بعد انفصالها عن زوجها حسين فوزي، حجزت النيابة على منقولات خاصة بها لسداد ضرائب 2128 جنيها وحين ذهبت النيابة لتسلمها لم تجدها فحولت لمحاكمة بتهمة التبديد.

لم تستمر الحياة طويلًا، فكان الموت يقترب منها دون إنذار، حيث شعرت ببعض الألم أثناء عملها في فيلم "بياعة الجرايد" عام 1963، فاكتشفت بعد إجراء الفحوصات أنها مُصابة بداء سرطان الأمعاء، وكان الألم يشتد عليها من فترة لأخرى حتى وافتها المنية عام 1966، عن عمر لا يتعدى الـ 36 عامًا، بعد صراع مع المرض دام 3 سنوات، إثر مشوار فني زاخر، استمر 17 عامًا.

تم نسخ الرابط