مديحة سالم.. عاشت طفولة قاسية واكتشفها محمود ذو الفقار.. لها قصة عجيبة مع الحجاب ومعاناة مع المرض
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة مديحة سالم والتى ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1944، بدأت مشوارها الفنى في الستينات، وفي أوائل الثمانينات أعلنت اعتزالها التمثيل وانقطعت عنه وهي متألقة بعد مسلسل “الرجل والحصان، وذلك بسبب فساد المناخ الفني على حد قولها، ثم ارتدت الحجاب وتفرغت لحياتها الأسرية وأرادت أن تستكمل حياتها كزوجة، وابتعدت عن الأضواء التي طالما سعت إليها.
اسمها بالكامل فاطمة ليثي محمد "مديحة سالم"، حصلت على الثانوية العامة من مدرسة البنات بالزمالك وبعد وفاة أبيها انقطعت عن الدراسة وسلكت طريق التمثيل، ولعبت في السينما دور البنت الشقية، ولعبت أدوار بطولة في أفلام كثيرة، بدأت رحلتها الفنية وهي في السابعة عشرة من عمرها وذلك بعد أن اكتشفها المخرج محمود ذو الفقار وقدمها للسينما، ولعبت في البداية أدواراً صغيرة إلا أنها استطاعت أن تخطف قلوب المشاهدين بملامحها التي تتسم بالبراءة وطابع الرومانسية الهادئ، وطبيعة شخصيتها في هذا الوقت جعلت المخرجين يحصرونها في أدوار الحب والرومانسية والفتاة المراهقة التي تبحث عن شريك لحياتها.
ومع ذلك وخلال مشوارها الفني لم توافق على رغبة كثير من المخرجين، فقد تمردت على نوعية الأدوار التي بدأت بها مشوارها الفني، فقامت بتقديم أدواراً كوميدية بشكل كبير في عدة أفلام منها “العريس يصل غداً” مع الراحل أحمد رمزي، “المغامرة الكبرى”، “3 لصوص” مع حسن يوسف، “الراجل ده هيجنني” مع فؤاد المهندس، “لصوص لكن ظرفاء” مع يوسف فخرالدين.
قامت بدور الشخصية الجادة كما في فيلم “الناس والنيل” مع الراحلة سعاد حسني، فتحت السينما الطريق أمام مديحة سالم وكذلك برعت في التليفزيون، خاصةً مع محمود المليجي في “القط الأسود”، اختتمت مديحة يسري حياتها الفنية بمسلسل “القضاء في الإسلام” مع زهرة العلا، قدمت خلال مسيرتها الفنية حوالي 40 عملاً فنياً في السينما والإذاعة والتليفزيون.
عاشت الفنانة الراحلة مديحة سالم طفولة قاسية، فكانت دائماً تتذكر جميع ما مرت به من مواقف حزينة طيلة حياتها، وكان ذلك دائما يؤثر بطريقة سيئة على حالتها المزاجية والنفسية، وكان للفنانة موقفاً يعتبر الأصعب في حياتها وكلما تذكرته حزنت حزناً شديداً، حتى صرحت عنه في حوار صحفي سابق لها، وقالت أنها كانت لها شقيقة صغرى تدعى “فكرية” التي كان عمرها حوالي 5 سنوات، حينما كانت تلعب، أغمى عليها وسقطت على الأرض وتوفيت بعدها بفترة صغيرة، حدث لمديحة سالم وقتها حالة من الذهول والدهشة بسبب سنها الصغير الذي لم يكن معتاد على مواجهة مثل هذه المواقف، فلجأت مسرعة إلى أبيها تحكي له ما حدث لأختها، لكن صدمتها الكبرى كانت من رد فعل والدها حينها، والذي أظهر عدم اهتمامه وعدم تأثره بوفاة ابنته، فمن المفترض أن يكون تصرف الأب في مثل هذا الموقف هو البكاء والصدمة والحزن على ابنته، حزنت مديحة سالم وقتها بسبب تصرف أبيها غير المتوقع، ولم تقدر أن تبوح له بشعورها وهي تحاول تكذيب كل ما حدث.
وعندما سأل أحد المذيعين والد مديحة سالم عن هذا الموقف لم ينكر ردة فعله، موضحاً أن فكرية لم تكن أول ابنة تموت من أبنائه، وكان غرضه من ردة فعله هذه أن يعلم أبناءه ألا يقلقوا ولا يخافوا من شيء، وحضر لهم العشاء يومها وقلبه يعتصر ألماً وحزناً على وفاة ابنته.
الفنانة الراحلة مديحة سالم تعرضت لفترة تعب ومرض شديد، وكانت ابنتها بوسي تصر على ذهابها للمستشفى، لكن مديحة سالم رفضت أن تذهب للمستشفى وأرادت أن تظل في منزلها وتتلقى علاجها في بيتها، لكن تدهورت حالتها الصحية بدرجة شديدة مما دفع ابنتها بوسي إلى نقلها إلى المستشفى وتم وضعها في غرفة العناية المركزة، لأنها كانت تعاني من بعض المشاكل في جهازها التنفسي، بعض من الفنانين قاموا بزيارتها في أيامها الأخيرة لكي يطمئنوا على حالتها الصحية منهم: الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، الراحلة رجاء الجداوي و دلال عبد العزيز وميرفت أمين.
ظلت فترة في المستشفى حتي توفيت وفارقت الحياة عن عمر يناهز 71 سنة، وحضر عدد كبير من الفنانين لتقديم واجب العزاء لابنة الراحلة والتي كانت في حالة صدمة شديدة أثناء تلقيها العزاء.