كله بالحلال.. حكاية 14 رجل فى حياة الراقصة الراحلة تحية كاريوكا
يحل اليوم ذكرى رحيل أيقونة الرقص الشرقي الراقصة تحية كاريوكا التى تعتبر آخر راقصات الزمن الجميل، تزوجت أكثر من 14 مرة، وكان لها نشاط سياسي معروف ومن خلال هذا التقرير نستعرض أهم الحكايات في حياتها.
اسمها الحقيقي «بدوية تحية محمد علي النيداني كريم»، من مواليد مدينة الإسماعيلية، في 22 فبراير عام 1915، وبدأت في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة كموهبة، وعانت كاريوكا فى بداية حياتها وتعذبت على يد شقيقها بعد وفاة والدها، حيث قيدها بالحديد وحبسها، حتى هربت من الاسماعيلية وهى صبية.
تعرفت على الراقصة سعاد محاسن، ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام، وحينها اكتشفتها الراقصة بديعة مصابنى، وانضمت إلى فرقتها عام 1935، وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب، الذي قام بمساعدتها وتنميتها ثقافيًا وسياسيًا.
بدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض فرقه بديعة مصابنى، وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلكْ حتى أنها لازمت اسمها، وكانت شهرتها سبب في طلاق أختها فاطمة من زوجها علي الجداوي، وخلال عقدين من مسيرة حافلة بالرقص والأعمال السينمائية والمسرحية، تزوجت 14 مرة.
في منتصف الخمسينات اعتزلت كاريوكا الرقص الشرقي، وتفرغت نهائياً للسينما، حيث شاركت في عدد ضخم من الأفلام السينمائية البارزة التي حملت بصمتها الفريدة منها: شباب امرأة، حماتى قنبلة ذرية،ام العروسة، منديل الحلو، خلي بالك من زوزو، وداعاً بونابارت، الصبر في الملاحات، إسكندرية كمان وكمان، وقامت فيه بأداء دورها الحقيقي في حركة اعتصام أعضاء اتحاد النقابات الفنية مرسيدس، كما قدمت مع زوجها السابق فايز حلاوة عددًا من المسرحيات الشهيرة، منها روبابكيا، ويحيا الوفد.
لعبت كاريوكا أيضاً دوراً سياسياً بارزًا، حيث ألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي السري، وقامت بمساعدة محمد أنور السادات في الهروب من الإنجليز، كما تم القبض عليها عندما كانت متزوجة من ضابط من الضباط الأحرار.
وفي عام 1973 انحسرت عنها الأضواء بعد زيادة وزنها، وأفل نجمها، لتجد نفسها بلا مال، واضطرت أن تسكن شقة فوق السطوح في حارة متواضعة، وكانت تعاني من الماء الأبيض في العين، فتكفل بعلاجها الأمير السعودي فيصل بن فهد، وكانت كاريوكا منذ عام 1974 تقيم في قصر الأمير عبدالمحسن بن عبد العزيز خلال تواجدها في مكة، وكانت علاقتها جيدة بأسرته.
تزوجت تحية كاريوكا 14 مرة، وهناك أقاويل بأن أزواجها 17، وبذلك تكون صاحبة الرقم القياسي في عدد الزيجات بين الفنانات.
تزوجت تحية كاريوكا للمرة الأولى من أنطوان عيسى، ابن شقيقة كبيرة راقصات الزمن الماضي بديعة مصابني، بعد ان أشهر اسلامه وتحول إلى محمد المهدي، عام 1939 وانفصلا في ربيع عام 1940، ثم تزوجت عام 1941 من مصطفى جعفر صاحب العديد من السينمات وقتها - وفقا لرواية الراحلة رجاء الجداوي ابنة شقيقتها.
في العام نفسه تزوجت من أكبر أثرياء مصر في ذلك الوقت، محمد سلطان باشا، لمدة 6 أشهر، وانفصلت عنه عندما طلب منها التخلي عن الرقص، و تزوجت الضابط الأمريكي "ليفي" الذي أشهر إسلامه واصطحبها إلى الولايات المتحدة، إلا أنها ما لبثت أن انفصلت عنه.
تزوجت بعدها المخرج فطين عبد الوهاب، وانفصلا بسبب غيرة الزوج الشديدة، وتزوجت كاريوكا من الفنان الجان أحمد سالم، الذي انفصل عن زوجته أمينة البارودي من أجل الزواج من تحية، التي أحبته بجنون وسافرت معه في رحلة إلى فلسطين قبل قيام الدولة العبرية، وهناك ترددت شائعات قوية عن وجود علاقة بين أحمد سالم وأسمهان، فانفصلت كاريوكا عنه قبل العودة إلى القاهرة.
تزوجت للمرة السابعة من طيار الملك فاروق الخاص حسين عاطف، لكنهما انفصلا بعد شهرين فقط بأوامر ملكية، بعدما ظهر رشدي أباظة في حياتها، تزوجته وسافرت معه إلى لبنان، وهناك ضبطته في أحد ملاهي شارع الحمراء الشهير في وضع حميم مع الفرنسية "آني بارينه"، ومن دون مقدمات أو مراعاة لأي قواعد أو أصول، جرت المرأة الفرنسية من شعرها وضربتها بقسوة وطلبت منه الطلاق في الليلة نفسها.
بعد طلاقها من رشدي أباظة وبعد إنهاء أشهر العدة تزوجت من أحد ضباط الملك البكباشي المقدم مصطفى كمال صدقي، الذي اعتقل بعد قيام الثورة العام 1952 فانفصلت عنه، ثم ارتبطت بالشاب عبد المنعم الخادم، وكان مشهوراً بوسامته وثرائه وتهافت النساء عليه، واستمرت على ذمته خمس سنوات، ما شكل أطول زيجة لها حتى ذلك الوقت، لكنها انفصلت عنه عندما بدأ بدوره مطالبتها باعتزال الرقص، وكان ذلك عام 1956.
ثم التقت البكباشي طبيب حسن حسين، وتزوجته لكنها انفصلت عنه عندما علمت أن هناك علاقة بينه وبين المطربة اللبنانية الصاعدة وقتها صباح، ومن شدة حبها وصدمتها في زوجها ابتلعت كمية كبيرة من الحبوب بقصد الانتحار، وتم إنقاذها بصعوبة، يومها أضربت عن الزواج لثلاث سنوات حتى عام 1959، وحين التقت المطرب الشاب الصاعد محرم فؤاد تزوجته في منتصف عام 1959، وانفصلت عنه قبل أن تنهي السنة.
أما زواجها التالي فكان من أحمد ذو الفقار صبري، الذي تزوجته عاما واحدا فقط، وكان زوجها الأخير الكاتب المسرحي الراحل فايز حلاوة، وبقيت معه 18 عاما، وانتهى زواجهما بمشكلات وخلافات وصلت إلى القضاء.
وقيل انها تزوجت من المخرج حسن عبد السلام، لكن تم نفي المعلومة من رجاء الجداوي والناقد طارق الشناوي في أحد البرامج.
توفيت تحية كاريوكا 20 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز 84 عاماً، اثر تعرضها لجلطه رئوية حادة بعد عودتها من رحله العمرة، وقد تبنت الفنانة الكبيرة بنت صغيرة عندما كانت في السبعين من عمرها، وكانت دائمًا تمازح أصدقائها بقولها إنها "أنجبت وهي في السبعين" وقد أوصت إحدى صديقاتها المقربات بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.