من المهلكات.. عالم أزهري يحذر التجار من هذا الأمر
قال الدكتور مصطفى مراد الأستاذ بجامعة الأزهر، إن بعض التجار يقعون في إثم كبير سببه أنهم ينقصون الكيل ويطففون في الميزان، وهو ما حذر منه الله عز وجل في كتابه الكريم، حيث توعد الله عز وجل المطففين بالويل أي الهلاك.
وتابع "مراد" خلال حلقة من برنامج ( الدين المعاملة ) بإذاعة القرآن الكريم، وكانت عن التحذير من الغش في البيوع وخاصة تطفيف الميزان، لافتا أن المطفف يعبث في دفتي الميزان فإن كان لنفسه أخذ بزيادة وإن كان لغيره أنقص الميزان.
وأضاف أن التطفيف في الميزان مما يتنزل بسببه العقوبات وتكون المهلكات ويقلب الأحوال رأسا على عقب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم"، كما أن المطففين تنزل علبهم عقوبات عاجلة تستشري فيهم فلا يعلم مداها ولا علاجها.
ولفت النظر إلى أن المطفف هو من يعبث بالميزان ، فينقص عدد الجرامات إذا باع أو يزيدها إذا اشترى لنفسه، محذرا أن المطفف يأكل من حرام وكذلك فإنه يطعم زوجته وأولاده من حرام ويكون بيته قائم على مال حرام بسبب الاعتداء على أموال الناس، حيث إنه يبخس الناس حقوقهم ويأكل أموالهم، ولقد أرسل الله عز وجل، شعيب إلي قومه داعيا إلى عبادة الله عز وجل وحده و أن يتركوا التطفيف في الميزان، يقول الله عز وجل "وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ".
وأكد أن مما يزيد جرم المطففين أن يصاحب الغش في الميزان يمين غموس كاذبة، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امرئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ الله لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ" فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئا يَسِيراً، يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: "وَإِنْ قَضِيبا مِنْ أَرَاكٍ".