عبد الوارث عسر.. بدأت شهرته الفنية بعد سن الـ40 .. سجل القرآن كاملًا بصوته وله كتاب فى ”فن الإلقاء”.. حفيده فنان معروف ودخل فى غيبوبة بسبب حبه لزوجته
تصادف اليوم ذكري ميلاد شيخ السينما الفنان عبد الوارث عسر، الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1894، تألق وبرع في تجسيد كافة الأدوار وتربع على عرش السينما لفترات طويلة، قدم العديد من الأعمال الفنية الخالدة حياته السينمائية تميزت بالهدوء والرزانة ولكن حياته الشخصية كانت مليئة بالحكايات التي نسردها من خلال هذا التقرير..
ولد الفنان عبد الوارث بمنطقة الدرب الأحمر بحى الجمالية، وأصول والده ريفية من الدلنجات بمحافظة البحيرة، حفظ القرآن منذ الصغر وتعلم تجويده وهو الأخ الأكبر لشقيقين هما الفنان حسين عسر، وسنية عسر، حصل على البكالوريا من مدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا، وكان في الإلتحاق بمدرسة الحقوق كوالده الشيخ على عسر، الذي كان محاميًا وصديقًا مقربًا من الزعيم سعد زغلول، إلا أنه لم يفعل لكراهيته أن يتعامل مع السلطات الإنجليزية التي كانت تحتل البلاد في ذلك الوقت.
توفى والده وفي سن 18 من عمره لذلك حاول الزعيم سعد زغلول مساعدته في الإلتحاق بوزارة المالية في وظيفة كاتب حسابات، فحاول عسر التوفيق بين عمله وبين الفن، إلا أنه أخفق فى ذلك، فقرر أن يضحى بوظيفته الحكومية ويقدم استقالته في الأربعين من عمره، وذلك من أجل أن يمارس هوايته وحبه للتمثيل والفن ولهذا السبب لم يعرفه الجمهور غير فى مرحلة متقدمة من العمر.
بداية عمله في الفن انضم إلى جمعية أنصار التمثيل ثم اختاره جورج أبيض ليكون أحد أعضاء فرقته وكان أول دور له في مسرحية "الممثل كين"، وكان يؤدي مع فرقة جورج أبيض، بطريقة الأداء التمثيلي الكلاسيكي، الأمر الذي لم يحبه، لذلك اتجه بعدها إلى فرقة "عزيز عيد وفاطمة رشدي" التي كانت طبيعية في الأداء وأصبح هو نفسه من رواد هذه المدرسة، وهناك التقى بالمخرج ومدير الفرقة عمرو وصفي، الذي وجهه إلى أداء شخصية الأب.
وبدأ يشق طريقه الفني، حاول مع صديقيه "سليمان نجيب" و"محمد كريم" النهوض بفن التمثيل والتأليف والإخراج، وكانت مهمة "عبد الوارث عسر" هي تدريب الوجوه الجديدة.
بدأ حياته الفنية بإلقاء قطعة من خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي كان قد ألقاها عند دخوله إلى العراق واليا، ألقاها عبد الوارث أمام الفنان المسرحي الكبير في ذلك الوقت جورج أبيض، وعمل في أحد وظائف وزارة المالية، لكن سرعان ما استقال منها، أحب اللغة العربية واتقنها
استطاع أن يعلم الممثلين فن الإلقاء الذي أتقنه، وكتب كتابا بعنوان "فن الإلقاء" لا يزال حتى اليوم من أهم كتب تعليم التمثيل، كما أنه لم يكتف بالتمثيل بل كتب أفلاما وسيناريوهات وترجم موضوعات عديدة، ومن أهم الأعمال التي شارك في كتابتها "جنون الحب"، "يوم سعيد"، "لست ملاكا"، "زينب".
أما أعماله كممثل فهي عديدة وأبرزها "شباب امرأة" لصلاح أبو سيف، "صراع في الوادي ليوسف شاهين، وفيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد، وفيلم البؤساء لعاطف سالم، وكان آخر أفلامه "ولا عزاء للسيدات"، كما أنه قدم في آخر حياته المسلسل التليفزيونى "أحلام الفتى الطائر" تأليف "وحيد حامد" من إخراج "محمد فاضل" وبطولته مع "عادل إمام" كما قدم مسلسل أبنائي الأعزاء..شكرا مع النجم عبد المنعم مدبولي.
سجل عبد الوارث عسر القرآن الكريم كاملا ومجودا لصالح إحدى شركات الإنتاج، وكشف حفيده الفنان محمد التاجي، عن أن هذا التسجيل النادر لم ير النور رغم حلاوة وجمال صوت جده في قراءة وتجويد القرآن.
ورغم كل هذه السنوات التي عاشها والتي مرت على رحيله يعتقد كثيرون أن الفنان أحمد عبد الوارث هو ابنه، وهو أمر غير صحيح حيث لم ينجب عبد الوارث سوى بنتين هما ''لوتس'' و''هاتور''، أنجبت إحداهما الفنان محمد التاجي الذي رافق جده في أخر عشرين عام من حياته، حيث توفي.
تزوج من خارج الوسط الفني من حكمت هانم المكاوي والتي أحبها حبا كبيرا وانجب منها نجليه "لوتس، وهاتور"، وعقب رحيل زوجته بدأت حالة الفنان عبدالوارث عسر في التدهور صحيًا، نظرًا لارتباطه الشديد بها، فأمر الرئيس الراحل أنور السادات بعلاجه على نفقة الدولة، حيث دخل في غيبوبة استمرت ثلاث سنوات حتى رحل عن عالمنا في 22 أبريل 1982.