أحزان سمعة.. طفولة بائسة وظروف مادية صعبة.. اكتئاب وإصابة بالشلل.. رحل بعد وفاة أعز أصدقائه .. أسرار لم تنشر عن إسماعيل ياسين

اسماعيل ياسين
اسماعيل ياسين

تصادف اليوم ذكرى ميلاد النجم الكوميدي إسماعيل ياسين، الذي ولد فى مثل هذا اليوم من عام 1912، وبدأ حياته الفنية بغناء فن المونولوج، وفي عام 1939 انتقل للعمل في السينما، وترك ارث فنى كبير، ومر في حياته بالعديد من الصعوبات، ومن خلال هذا التقرير نستعرض احزان سمعة.

كشف ياسين، في حوار نادر بالإذاعة المصرية، عن صعوبة البدايات، وقال إن حبه للغناء والموسيقى دفعه لسرقة 6 جنيهات من جدته، وهرب من منزل أسرته بمحافظة السويس وانتقل للعاصمة المصرية القاهرة من أجل الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية، ولسوء الحظ وجد المعهد مغلقا بحجة الإجازة الصيفية.

وأكد، في حواره، أنه بعد فترة قصيرة من الإقامة بالقاهرة نفدت أمواله واضطر للذهاب لمنزل أقاربه طمعا في الإقامة بمنزلهم، وكانت المفاجأة أنهم تعاملوا معه بشكل قاسٍ وأغلقوا الباب في وجهه.

لم يتملك اليأس من ابن السويس، ونام في مسجد السيدة زينب، وكان إمام المسجد يعامله بقسوة، وقام بطرده، وشاءت الأقدار أن يلتقي شيخا طيبا كان دائم التردد على المسجد، وعندما علم بحكايته منحه ثمن تذكرة السفر لمحافظة السويس ونصحه بالعودة والعمل مع والده.

استجاب سمعة للنصيحة، وعاد بالفعل، لكنه وجد أن والده "الصائغ" قد أفلس ويعاني ظروفا مادية سيئة، واكتشف أنه باع المحل الذي كان يمتلكه وأصبح يعمل في محال الآخرين، وعندما رأى حال والده قرر العودة للقاهرة والبحث عن حلم الشهرة مهما كانت الضغوط.

بدأ سمعة حياته الفنية بغناء فن المونولوج، وفي عام 1939 انتقل للعمل في السينما، وكان فيلم "خلف الحبايب" أول تجاربه الناجحة، وتوالت بعد ذلك أعماله المتميزة، وشيئا فشيئا ذاعت شهرته، وانتقل من الدور الثاني للبطولة المطلقة.

وكان أول فنان تنتج أفلام تحمل اسمه مثل "إسماعيل ياسين في البوليس الحربي، وإسماعيل ياسين في مستشفى المجانين، وعفريتة إسماعيل ياسين".

لم يكتفِ "أبو ضحكة جنان" بالنجاح في السينما؛ لذا أسس فرقة مسرحية عام 1954 قدمت 60 عملا حتى 1960 عندما بدأ نجمه في الأفول نتيجة إصابته بمرض القلب، ليتراجع إنتاجه الفني وتتراكم عليه الديون؛ ما اضطره إلى حل فرقته المسرحية على خلفية حجز مصلحة الضرائب على بيته.

دفعته الظروف الصعبة للسفر إلى لبنان؛ بحثا عن مصدر دخل، وقدم أدوارا ضعيفة في أفلام لا تليق بقيمته الفنية، منها "لقاء الغرباء" و"عصابة النساء".

وتقول سامية شاهين، زوجة نجله المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين إن والده «لم يمت فقيرًا ومات مستورًا، فقد عاش في شقته بالزمالك حتى وفاته».

كما نفت سامية شاهين تراكم الديون عليه كما شاع، معلقةً «الضرائب أخدت فلوسه من البنك بدون علمه، فأصيب بشلل نصفي ثم تعافى منه وتوجه إلى لبنان، إذ عمل بعض الأفلام القصيرة، منها (فرسان الغرام)، و(كرم الهوى)، وعمل كمغني مونولوجات مرة أخرى، ثم عاد إلى مصر».

عندما تدهور حاله فنيا وماديا تملك منه الاكتئاب، بالإضافة لوفاة رفيق عمره المخرج فطين عبدالوهاب الذي توفي قبله بعشرة أيام، وفي 24 مايو 1974 أصيب بأزمة قلبية ورحل عن الدنيا تاركا خلفه 170 فيلما و60 مسرحية وعددا كبيرا من المونولوجات الغنائية، والأهم بصمة من المستحيل أن تسقط من وعاء ذاكرة الفن.

تم نسخ الرابط