شفيق نور الدين.. حكاية فنان غدر به الفن فأصبح بائع خبز
تصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير شفيق نور الدين، الذي ولد في مثل هذا اليوم 1911، الذي لم يحالفه الحظ في تقديم دور البطولة فى أي أعمال فنيه، ولم يحقق النجومية التى تعادل عبقريته ومواهبه الفنية إلا أن ظهوره فى أى مشهد كان يؤكد أنه أحد عمالقة الفن وأباطرته، حيث أبدع فى كل أدواره التى جسد فيها شخصيات الموظف البسيط، أو الفلاح الفقير، أو الأب المطحون وغيرها من أدوار.
ولد شفيق نور الدين بقرية بجيرم مركز قويسنا محافظة المنوفية لأب يعمل تاجرًا فى بورصة القطن، وبدأت علاقته بالتمثيل وهو صغير السن، ثم بدأ يعمل كملقن في العديد من المسرحيات ، وقدمه سلامه حجازي في ادوار صغيرة، وظل يتنقل بين المسارح فعمل مع كل من جورج أبيض زكى طليمات ، وفتوح نشاطى.
وعمل في السيتينيات في المسرح القومى ، ومن أشهر مسرحياته ، "عيلة الدغورى، ملك القطن، أم رتيبه، سينما أونطه، المحروسه، السبتيه، سكه السلامة، بير السلم، المسامير، سهرة مع الحكومة، كماعمل في افذاعه في سهرات عديدة منهاعيله سى جمعه، نودا جحا".
أتقن نور الدين اللغة العربية من كتاب القرية والتحق بمدرسة الصنايع التي كانت تعطى شهادة تعادل كلية الهندسة وقتها، وكان يحب الميكانيكا والأعمال الهندسية ولكن حبه للتمثيل شغله عن المذاكرة فلم يكمل دراسته، وكان والده يعارض في البداية عمله بالفن، ثم وافق بعد ذلك، كان يترك بلدته بين حين وآخر ويذهب للقاهرة، ليحضر بعض المحاضرات لزكي طليمات، وفي أحد الأيام حتي قرأ إعلانًا عن تكوين الفرقة القومية للتمثيل فذهب وعلى الرغم من أن الفنان شفيق نور الدين وصل متأخرًا بعد أن وقع الاختيار على 6 أفراد فقط للفرقة، إلا أن الفنان زكي طليمات كان يتوسم فيه خيرًا، وأوصى بضمه للفرقة، فتفوق نور الدين على باقي زملائه.
تم تعيينه في البداية كملقن بالفرقة مقابل 3 جنيهات، وبعد فترة قرروا الاستغناء عنهم جميعًا بسبب أزمات في الميزانية، فعرض عليهم أن يعمل بلا أجر، وجاءته الفرصة للتمثيل بعدما غاب أحد أفراد الفرقة أثناء عرض مسرحية ملك القطن فحل محله وحقق نجاحا كبيرا في الدور وتوالت عليه العروض المسرحية.
بدأ شفيق نور الدين التمثيل في سن 25 سنة ولكن كانت بداياته في المسرح، ومعظم المسرحيات التي شارك فيها في بداياته لم يتم تسجيلها، فظهر في معظم أعماله المسرحية والسينمائية في سن أكبر، من أهم أعماله السينمائية "مراتي مدير عام"، "القاهرة والناس"، "بنك القلق"، "معبودة الجماهير"، "الحياة حلوة"، "عدو المرأة"، "أمير الدهاء"، "إسماعيل ياسين في السجن".
تزوج الفنان الكبير شفيق نور الدين إحدى قريباته وأنجب 6 أبناء "4 بنات وولدان أحدهما الفنان نبيل نور الدين، وسكن لفترة في باب الشعرية ثم انتقل منها إلى العمرانية واستقر فيه حتى وفاته"، وأبنه فنان معروف يدعي نبيل نور الدين، ومن أهم أعماله "العصيان"، "حكايات بنات 4"، "الآنسة فرح"، "قيد عائلي"، "قابيل"، "قصة الأمس"، "أصحاب المقام الرفيع"، "البؤساء"، "عائلة الأستاذ شلش"، "أريد حبا وحنانا" و"الصعود إلى الهاوية".
كان يعمل ليل نهار في السينما والإذاعة والتليفزيون حتى ينفق علي اولاده ، ولم يكن راتبه من المسرح وقدره 3 جنيهات يكفي ففتح محلا لبيع اللبن والخبز.
وأطلق على الفنان شفيق نور الدين لقب زعيم الفلاحين والممثل الفلاح، حيث كان معروفا بصفاته وطبعه الريفي المحافظ، وكان يحلم بتكوين ثلاثي فني يتكون يجسد فيه شخصية الفلاح، ويجسد الفنان محمد رضا شخصية المعلم والفنان عبدالغنى النجدى شخصية الصعيدى ولكن لم يسعفه العمر.