ما حكم رد الزوجة على زوجها عند سبها ؟

تلقى برنامج (بريد الإسلام) عبر إذاعة القرآن الكريم، رسالة من مستمعة تقول فيها إن زوجها دائم السب لها ولأهلها فهل تصبر أم ترد عليه؟.

وأجاب الدكتور سيف رجب قزامل أستاذ الشريعة جامعة الأزهر قائلاً، إن الحياة الزوجية عبر عنها المولى بالميثاق الغليظ يقول تعالى:"وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا".

وذكر أن العشرة تكون بالمعروف لقوله تعالى :"وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا".

فينبغي على كل من الزوجين أن يتلطف مع الآخر وأن يكون رفيقاً ليناً ويجب على الزوج أن يحتذى بقول الرسول (إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم) وقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.

مؤكدا أن عدم التطاول على الزوجة أمر مطلوب شرعاً فلا يصح للزوج أن يحقرها ولا يسبها ولا يسب أهلها؛ فهذا الأمر محرم على الآخرين من الرجال والنساء فما بالكم بالزوجة التى كفل لها الشرع حقوقاً كثيرة يقول تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا"، وقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ" .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده».

وذكر أن الحياة الزوجية لها قدسية ولا تتحقق إلا بالمودة والرحمة لا بالقسوة وعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف ولا يعتمد على أن القوامة من حقه فالقوامة هى ما أوجبه الشرع من الإنفاق على الزوجة ومراعتها وليس سبها وفقاً للأعراف القديمة وعلى الزوجة أن تصبر وتلجأ لأقرب الناس إليه لعله يعود لرشده فإن لم يستجب فمن حقها أن تلجأ للقضاء لرفع الضرر.