سراج منير.. هجر الطب من أجل الفن فتسبب فى وفاة والده.. برقية فنيه انقذته من الأسر.. تزوج من فنانة شهيرة وحكم قراقوش أنهى حياته

سراج منير
سراج منير

فى مثل هذا اليوم من عام 1957 رحل عن عالمنا الفنان سراج منير بعد تعرضه لذبحة صدرية حادة أودت بحياته، ومن خلال هذا التقرير نستعرض أهم المحطات في حياته.

ولد سراج منير عبد الوهاب في حي شبرا بمحافظة القاهرة وبالتحديد في باب الخلق فى عام 1904، ووالده هو عبد الوهاب بيك حسن وكان مديرا للتعليم في المعارف، ومن أخوته المخرجان السينمائيين حسن وفطين عبد الوهاب، حيث أن سراج منير هو أسم مركب بعدما أختلف الوالد والجد ما بين منير وسراج فقرر تسميته سراج منير.

درس في المدرسة الخديوية، وكان عضواً في فريق التمثيل في المدرسة، وقد بدأت عنده هواية التمثيل بعد حادثة طريفة حدثت لهُ عام 1922، فقد دعاه بعض أصدقائه إلى سهرة في منزل أحد الزملاء، وحينما وصل إلى المنزل المقصود، فوجئ سراج منير بأن السهرة عبارة عن مسرح نصب في حوش المنزل والحاضرون يشتركون في تمثيل إحدى المسرحيات، وكان سراج منير هو المتفرج الوحيد، وقد تركت هذه الحادثة أثراً في نفسهِ حيث ولدت في داخلهِ هواية التمثيل، وبالتالي أصبح عضواً في فريق التمثيل بالمدرسة، واستمر كذلك حتى أنهى دراسته الثانوية وسافر إلى ألمانيا لدراسة الطب.

وفي ألمانيا كان المبلغ الذي ترسله لهُ أسرته قليلاً، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة، ثم تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل لهُ العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت، وبدلاً من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضاً مواهبهُ حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي صرفهُ الاهتمام بالسينما عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما، وفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم، حيث درسا الإخراج السينمائي معاً، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي.

وقبل أسابيع من بداية الحرب العالمية الثانية، تلقى سراج منير برقية من فرقة مصرية للمسرح تستدعيهِ للعمل معها، فترك ألمانيا عائداً إلى وطنهِ، وكانت هذه البرقية بمثابة المنقذ من الأسر بالنسبة لسراج منير، حيث بدأت ألمانيا الحرب بدخول النمسا وتفاقمت الأوضاع، ولم يتمكن أي مواطن مصري من الخروج وقتها من ألمانيا إلا بعد ست سنوات، أما هو فقد أفلت من الأسر ببرقية، وبعد علم أهله تركه للطب تسبب فى وفاة والده.

عمل مترجماً في مصلحة التجارة، إلا أن حنينه للتمثيل جعلهُ ينضم لفرقة يوسف وهبي (فرقة رمسيس)، ثم للفرقة الحكومية، بعدها اختاروه للعمل ممثلا في الأفلام، فقد اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمهِ الأول "زينب" وهو فيلم صامت أنتج عام 1930 ومثل فيه أمام الفنانة بهيجة حافظ، وكان هذا الدور من أول أدواره في السينما المصرى

حرص في بداية حياته المسرحية على أن يقوم بأدوار معينة تتميز بالجد والرزانة ويتمسك بأدائها، وذلك حرصاً على مظهره الاجتماعي، إلا أن الفنان زكي طليمات أثناء إعداده لإخراج أوبريت "شهرزاد"، قد رشحه للقيام بدور "مخمخ" فثار سراج منير وغضب واتهم زكي طليمات بأنه يريد تحطيم مكانته الفنية، لكن طليمات، الذي كان عنيداً جداً في عمله، أصر على إسناد الدور لسراج منير، والذي بدوره انصاع لذلك، وعرضت المسرحية وأرتفع أسم سراج منير إلى قمة المجد كممثل مسرحي، واكتشف في نفسهِ موهبة جديدة كممثل كوميدي.

كما أسند إليهِ أيضاً دور البطولة في مسرحية "سلك مقطوع" الهزلية، وذلك بسبب مرض بطلها فؤاد شفيق، فنجح سراج منير نجاحاً ملحوظاً، وبالإضافة إلى أدواره في المسرح، كانت هناك السينما التي أعطاها الكثير من فنه، فقد خاض سراج منير معترك الحياة السينمائية ممثلاً ومنتجاً، وقدم مايقارب المائة فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منها، أما فيلمه "عنتر ولبلب" عام 1945 فقد كان نجاحه الجماهيري أكبر تعويض له عن شعوره بالنقص، حيث أن شهرته في هذا الفيلم قد جعلت لشخصيته في الحياة توازناً اجتماعيا يتناسب مع وسطه الاجتماعي.

تزوج "منير" من الفنانة ميمي شكيب وتم زفافهما عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل عن الحياة عام 1957، واعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين.

ومن أهم هذه الصعاب ما تردد بقوة عن المعاناة الكبيرة التي عاشها الفنان الكبير سراج منير لفترة طويلة محاولا اقناع أسرة ميمى شكيب التي كانت رافضة إتمام هذا الزواج بشدة وإن كنا لاندرى السبب وراء ذلك حتى الآن، ولم ترد أية أخبار عن زواج الفنانة ميمى شكيب بعد وفاة الفنان الكبير سراج منير طوال حياتها وحتى وفاتها بعده بحوالى عشرين عام.

نزل سراج منير إلى ميدان الإنتاج، وكان هدفه أن يكون منتجاً مثالياً يرقى بصناعة السينما، فقد اختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم "حكم قراقوش" عام 1953، والذي تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطر سراج منير من أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب (التي عاش معها حياة زوجية
استمرت 15 عاماً) وقد كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة أصابته بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته

تم نسخ الرابط